لليوم الثانى على التوالى، فتحت الصحف الخليجية الكبرى الصادرة الخميس، النار على إمارة قطر بعد تصريحات الأمير تميم بن حمد المسيئة للدول الخليجية الكبرى، إذ حملت تصريحات الأمير الصغير إساءات بالغة للمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين، وغيرها من الدول، فضلاً عن إشادته اللافتة بدور إيران الذى وصفه بـ"المحورى" والمهم فى استقرار المنطقة، بخلاف الجهر بعلاقات الدوحة الطيبة مع "تل أبيب".
التصريحات المستفزة لحاكم دويلة قطر، أثارت حالة من الجدل والسخط على الإمارة الصغيرة التى تلعب دورا مشبوها فى المنطقة، بدأ الأمر أمس بقرار المملكة العربية السعودية بحجب قناة الجزيرة وموقعها الإلكترونى، تبع ذلك قرار الإمارات بحجب كل المواقع الإعلامية التابعة للإمارة الخليجية الصغيرة، كما شهدت الصحافة الصادرة أمس انتقادات حادة لموقف قطر المشبوه وسياسات أميرها المتواطئة على المصالح العربية وأمن المنطقة، وهو ما تواصل اليوم بلهجة أكثر حدة وكشفا لحقيقة قطر.
عكاظ السعودية:
فى صحيفة عكاظ السعودية، اتهمت الصحيفة الدوحة بدعم المليشيات الإيرانية فى المنطقة، وكشفت عن لقاءات سرية جمعت بين وزير خارجية الدوحة، وقائم فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى فى بغداد، واعتبرت صحيفة عكاظ السعودية أن تصريحات أمير قطر كشفت المستور والموقف القطرى إذ بدت البغضاء من أفواههم، خصوصوا عندما اعتبر الأمير إيران قوة كبرى.
وكشفت الصحيفة السعودية، فى تقريرها عن اتفاق قطرى مع الحرس الثورى الإيرانى، ولقاء جمع بين آل ثانى وقاسم سليمانى قائد فيلق القدس، عبر العراق للانقلاب على إعلان الرياض، حيث اجتمع آل ثانى مع سليمانى من خلال الحكومة العراقية مقابل عدم مطالبة الدوحة بمبلغ الـ500 مليون دولار، والتى تركتها الدوحة فى مطار بغداد.
وأوضحت أن مباحثات سرية، الاثنين الماضى، عقدها وزير الخارجية القطرى محمد عبد الرحمن آل ثانى مع قاسم سليمانى فى العراق، وكشفت الصيحفة أنه تم من خلال اللقاء، أوامر إيرانية من قبل قائد الحرس الثورى جعفرى لقطر، بأن تقوم الأخيرة بالتمرد على قرارات القمة الإسلامية الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن لقطر أدوار مشبوهة فى المحيط العربى والإسلامى، مضيفة "قد يستغرب البعض من تصريحات أمير قطر تميم آل ثانى الاستفزازية، لكنّ الراسخين فى شئون ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية".
وتابعت الصيحفة السعودية أن تصريحات تميم تعكس ارتباط قطر الاستراتيجى بالنظام الإيرانى الإرهابى القمىء، وتحالف الدوحة وطهران السرى الذى ظهر للعلن وضرب التضامن العربى.. تجلى بامتياز فى قمة العزم يجمعنا، التى نددت بدور إيران، ويبدو أن نجاح القمة لم يرق للقطريين.
واعتبرت الصحيفة أن موقف قطر كان ولا يزال معروفا وهى تعمل ضد مصالح الدول الخليجية والعربية، وقى قطرة فى بحر وتبحث دائما عن دور أكبر مهما كان الثمن، حتى وإن ضربت بعرض الحائط التضامن العربى والخليجى.
رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية: مافعلته قطر انشقاق عن الصف وليس اختراق
من جانبه اعتبر محمد الحمادى رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن تصريحات أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى والتى تحدى فيها الخليج مثمنا الدور الإيرانى، هي انشقاق عن الصف وليس اختراق قراصنة.
وأضاف فى مقاله اليوم، بالصحيفة الإماراتية، إن التصريحات القطرية كانت بحاجة إلى توضيح عاجل وسريع ومن أعلى المستويات، فلا يمكن أن يصدق المواطن الخليجي والعربي أن تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية مفبركة وأن هناك اختراقاً للموقع الإلكتروني للوكالة.
وأشار الكاتب إلى هجوم متعمد على المملكة العربية السعودية من الإعلام الموالى لقطر طوال الأيام التي سبقت قمم الرياض الثلاث، والتقليل من أهمية زيارة ترامب.
واعتبر الكاتب أن لدى الدوحة إصرار على الخطأ ومكابرة ، مؤكدا إن العناد والمكابرة والإصرار على المواقف الخاطئة لا يفيد.
واعتبر الحمادى أن تصريحات تميم لا تخدم غير أعداء العرب، هُم اليوم النظام الإيراني وإسرائيل والإرهاب، هؤلاء الثلاثة الذين حاولت قمم الرياض الثلاث محاصرتهم والانتصار عليهم، ولأول مرة من زمن يجتمع المسلمون على كلمة واحدة في مواجهة الأخطار، وبشكل واضح يتفق الجميع على أن الرياض هي مركز القرار الإسلامي، فاستبشر الجميع خيراً، إلا أننا لم نكن ندرك أن قطر كان لها رأي آخر صرحت به بعد ثمان وأربعين ساعة فقط.
الخليج الإماراتية: تميم يعزل قطر بالانقلاب على الثوابت الخليجية والعربية
أما صيحفة الخليج الإماراتية، قالت إن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عزل الدوحة بالانقلاب على الثوابت الخليجية والاجماع العربى، بعد أن امتدح إيران وتباهى بالعلاقة مع «إسرائيل» وجدد دعم «الإخوان» وأثنى على «حزب الله» وتحامل على دول «التعاون» ومصر.
وأضافت الصحيفة أن قطر عادت إلى التغريد خارج السرب بالانقلاب على الثوابت الخليجية والعربية، بعدما أثار أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عاصفة من ردود الفعل في دول الخليج وبقية الوطن العربي، بعد تجاوزاته التي تسيء إلى البيت الخليجي وتشق الصف العربي.
قطر ترى أن قوتها فى تبنى الإرهاب
من جانبه علق الكاتب السعودى خالد بن حمد المالك، فى مقاله اليوم الخميس بصحيفة الرياض السعودية، على تصريحات أمير قائلا "إن سياسة قطر ترى أن قوتها فى تبنى الإخوان وحزب الله وحماس لاستخدامهم عند الطلب، مثلما تفعل قناة الجزيرة التى تستنجد ببعض الإعلاميين العرب المرتزقة لرفع الصوت عالياً ونشر الأكاذيب، على كل ما هو حقيقى فى سياسات الدول الخليجية".
وأضاف الكاتب أنه قد يكون المقصود من تصريحات أمير قطر فى هذا التوقيت، التعتيم على النجاحات التى تحققت فى قمم الرياض، وكأن الغرض منها ضرب ما تم الاتفاق عليه بين الدول العربية والإسلامية وأمريكا للقضاء على الإرهاب والتطرف.
