بالصور.. "انفراد" داخل مشروع "كركر النوبية" بعد تسليم تعويضات التهجير.. الأهالى: الرئيس وعد فأوفى.. نحتاج دعمًا فى المواصلات والتعليم.. ومحافظ أسوان: عودة النوبيين لأى مكان يختاروه

فرحة عارمة عمت مجموعة كبيرة من النوبيين المغتربين خارج محافظة أسوان، والذين لم ينالوا الحظ فى تعويضات الدولة لأهالى النوبة خلال فترة بناء السد العالى فى ستينيات القرن الماضى، بعد أن سلمت الدولة المرحلة الثانية من مشروع توطين أهالى النوبة بمساكن وادى كركر. وانتقل "انفراد" إلى مشروع توطين النوبيين بقرى وادى كركر، ليرصد تعويض الدولة لأبناء النوبة فى هذه المنطقة، وأحوالهم المعيشية ومتطلباتهم خلال الفترة المقبلة. مصطفى سلطان، أحد أهالى النوبة من قرية دابود، عَبَّرَ عن فرحته باستلام عقد منزله، قائلاً "إنها فرحة لم توصف، تعكس مدى اهتمام الدولة بأبناء النوبة سواء المقيمين فى أسوان أو المغتربين خارجها، بعد أن تعرضوا للتهجير منذ ستينيات القرن الماضى وما قبلها من فترة بناء خزان أسوان ثم السد العالى". وتوجه "سلطان" بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى قال إنه وعد فأوفى حق النوبة خلال مؤتمر الشباب الوطنى الثانى والذى عُقِدَ بمدينة أسوان أواخر يناير الماضى، وتوجه بالشكر أيضًا لمحافظ أسوان على حضوره إلى منطقة وادى كركر، وتسليم عقود المستحقين للمساكن النوبية. وعن حال المنزل الجديد، أكد مصطفى سلطان، أن تصميم المنزل متميز جداً ويلاءم أهل النوبة، إذ أن بناءه عبارة عن جزأين: الأول 3 غرف ذات قباب، ومطبخ وحمام، والثانى عبارة عن فناء داخل المنزل أيضًا، وهو التصميم القريب للمنزل النوبى القديم الذى يلاءم طبيعته وبيئته، مشيراً إلى أنه التحق للعيش فيه مع زوجته وأولاده بعد أن تم مراجعة محتويات المنزل وتعويضه باللوازم الناقصة. اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان؛ تحدث عن مشروع توطين أهالى النوبة بمنطقة وادى كركر، قائلاً: "المشروع قائم على توطين المستحقين من أهالى النوبة للمساكن البالغ إجمالى عددها 2024 منزلاً، تم تسليم 1567 منزلاً خلال المرحلة الأولى، وفى المرحلة الثانية تم تسليم 264 منزلاً، وسيتم تسليم 184 منزلاً خلال المرحلة الثالثة والأخيرة". وأضاف محافظ أسوان، أنه توجه الاثنين الماضى إلى منطقة وادى كركر لتسليم المرحلة الثانية من المنازل، ويعد من أسعد الأيام التى قضاها منذ توليه منصب محافظ أسوان، وسط استقبال وحفاوة من أهالى النوبة المقيمين بالمنطقة، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال مؤتمر الشباب الوطنى الثانى بمدينة أسوان نهاية شهر يناير الماضى، تحقيقاً لحلم ومطلب جماهيرى بإنشاء هذه القرى على ضفاف بحيرة ناصر، مشيراً إلى أن الإحتفال يأتى تجسيداً حياً لدخول هذه القرارات موضع التنفيذ الفعلى حيث تم تسليم 1576 مسكن من قبل، وجارى العمل فى 184 مسكن آخر، ليكون الإجمالى 2024 منزل بنسبة 100 % من المخطط. صلاح جاسر محمد، نوبى، يبلغ من العمر 55 سنة، تحدث عن بعض المعوقات فى المنطقة التى تزيد من الأعباء المعيشية، ومنها عزلة المكان الذى يبعد نحو 25 كيلو متراً جنوب مدينة أسوان، ولا تتوافر وسائل مواصلات ويلجأ بعض المواطنين إلى استقلال سيارات الخدمات مثل شركة المياه ومجلس المدينة أو حتى سيارات الشرطة التى تساهم فى نقل المواطنين نظراً لمعاناة عزلة المكان، لافتاً إلى أن هناك مشاكل أخرى تتعلق بشبكات الاتصال والتى تنقطع تماماً فى المنطقة فلا يوجد خدمات للشبكات المحمول يمكنه أن يساهم فى إنقاذ مصاب أو حريق مكان أو غيرها من الكوارث التى تقع فجأة. سليم محمد، 45 سنة، من أهالى منطقة كركر، تحدث عن معوقات المعيشة التى تحتاج إلى دعم من الجهاز التنفيذى بمحافظة أسوان، قائلاً: التعليم فى وادى كركر يحتاج إلى دعم نظراً لأن المدارس فى كركر تقتصر على المرحلة الابتدائية والإعدادية فقط، ويصعب على أهالى النوبة أن يستكمل أبنائهم المرحلة الثانوية خارج كركر نظراً لبعد المكان، وصعوبة الذهاب والإياب يومياً لمدينة أسوان، بالإضافة إلى مشاكل توفير فرص العمل بعد أن تم عمل مزاد للمحال التجارية ولم يتم استكمال المزاد وبالتالى لم يفتح من هذه المحال سوى ثلاثة فقط من أصل 64 محلاً تجارياً. فيما قال اللواء حجازى إن منطقة كركر ستكون أكبر نقطة مضيئة فى أسوان بعد إقرار المخطط الاستراتيجى للمنطقة لتحويلها إلى مدينة عالمية والتى سيتم ربطها بمدينة أسوان الجديدة بمحور تنموى دائرى يصل طوله لـ 20 كم من أجل إقامة مجتمعات عمرانية جديدة وجذب الكثافة السكانية المزدحمة بأسوان القديمة، مضيفاً أنه جارى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل منطقة كركر إلى مدينة عالمية وهو ما تم مناقشته فى جلسة استماع وحوار مجتمعى حيث سيتم تنفيذ أنشطة ومشروعات لوجستية واستصلاح زراعى واستزراع سمكى ومناطق صناعية وحرفية، بجانب الخدمات المختلفة الصحية والتعليمية والاجتماعية والتموينية مع استكمال إنشاء القرى لتصل بعد 6 سنوات إلى 7 آلاف و650 بيتًا تستوعب نحو 30 ألف نسمة بتكلفة تقديرية 3.5 مليار جنيه. حديث أبناء النوبة عن التعويضات لم ينتهِ، إذ أكد النائب ياسين عبد الصبور عضو مجلس النواب عن النوبة، أن الدولة لم تكن جادة فى تلبية مطالب النوبيين مثلما يحدث فى المرحلة الحالية والبداية من كركر، وتستمر حتى تسليم أخر نوبى تعويضاته عن التهجير وفقاً للمادة 236 من الدستور. وأكد محافظ أسوان جدية الدولة فى تعويض أبناء النوبة، معلقاً "هياخدوا التعويضات فى أى حتة يختاروها من الـ6 مناطق على ضفاف بحيرة السد العالى، والتى تم تحديدها بواسطتهم وهى عمدا والسبوع، والعلاقى، وقسطل، وأدندان، وخور قندى، وجرف حسين، وتحسين الخدمات سيأتى بعد تلبية مطالب ما لم يتم تعويضه وفقاً للتدفقات المالية. وأوضح حجازى بأنه للدلالة على جدية الدولة فقد صدر قرار من رئيس الوزراء رقم 478 فى 26 فبراير الماضى بتشكيل لجنة لحصر التعويضات فى المناطق الواقعة خلف السد العالى برئاسة وزير العدل وعضوية محافظ أسوان والجهات المعنية، وهو الذى تم بناءاً عليه تشكيل لجنة مصغرة برئاسة السكرتير العام المساعد وعضوية نائب النوبة ياسين عبد الصبور والتى يتم متابعة أعمالها أولاً بأول من محافظ الإقليم حيث نجحت اللجنة فى الوصول إلى 75% من البيانات والمعلومات الخاصة بالتعويضات وسيتم عرض نتائج جهودها على اللجنة الرئيسية، كما سيتم فتح باب التظلمات لإتاحة الفرصة أمام أى مواطن له تعويضات بالتقدم بتظلم للحصول على حقه ولكن يجب أن يكون ذلك بالمستندات المؤيدة لهذا الحق، مؤكداً على أنه سيتم عمل نماذج استطلاع رأى لأصحاب التعويضات من أهالى النوبة لإختيار مساكنهم أو زراعاتهم فى 6 مناطق على ضفاف بحيرة ناصر وهى إحدى المطالب الرئيسية التى تسعى الدولة لتحقيقها بمنتهى الجدية لتصبح التعويضات متجاورة سواء للمساكن أو للأراضى الزراعية، وهو الذى سيتوازى مع تلبية المطالب الأخرى ولكن بعد الوفاء بحقوق أصحاب التعويضات.