تصاعد التوتر فى فرنسا مرة أخرى، بسبب المايوه البوركينى أو ما يعرف بالمايوه الشرعى بعدما اعتقلت الشرطة الفرنسية، اليوم الجمعة، 10 سيدات محجبات، لارتدائهن "البوركينى"، على شواطئ مدينة "كان" التى تختتم مهرجانها السنمائى السنوى بعد غدا الأحد.
وكثفت الشرطة إجراءاتها الأمنية فى شوارع "كان"، وانتشرت قوات الأمن فى ساحات المدينة، استعدادا للحفل الختامى لمهرجان "كان" السينمائى بعد غد الأحد.
وشهدت شواطئ فرنسا مؤخرا تزايدا فى أعداد النساء المسلمات اللواتى يرتدين المايوه البوركينى - الذي ظهر اسمه من دمج كلمتي "البرقع" و "البكينى"- مما أثار الانتقادات حول خرق قوانين العلمانية فى فرنسا.
ومن هنا منعت مدينتى "كان" و "فيلنوف لوبيه" الفرنسيتين إرتداء البوركينى ولكن تطور الأمر لإدعاءات العنصرية حيث إن المنع جاء فى الوقت الذى تتسم فيه علاقة الرأى العام الفرنسى والمسلمين بحساسية شديدة جراء سلسلة الهجمات الإرهابية التى شهدتها فرنسا منذ الهجوم على مجلة شارلى إبدو وحتى الآن.
وكانت فرنساشهدت العام الماضى فى شهر أغسطس مشهد للشرطة الفرنسية تجبر سيدة على خلع "المايوه" البوركينى على الشاطئ، فى مدينة "نيس" بفرنسا، هو المشهد الذى أثار الجدل حول عنصرية الشرطة الفرنسية ضد المحجبات، خاصة بعد إعلان الحكومة الفرنسية عن منع ارتداء ملابس المحجبات على البحر، وفرض غرامة على من ترتديها، وهو ما أثار الجدل على السوشيال ميديا، وطرح مجموعة من التساؤلات حول أصل المايوه الـ"بوركينى" والدول الأكثر استهلاكاً له.
ما هو المايوه "البوركينى" ؟
المايوه البوركينى، هو المايوه الذى نطلق عليه نحن فى الدول العربية "الشرعى"، وهو المايوه المحتشم بالكامل، على الرغم من أن تصميمه لم يكن موجهاً فقط للمحجبات، فهو صناعة استرالية الأصل، وتم تصنيعه فى البداية لحماية أجساد السيدات من حرارة أشعة الشمس، وخاصة من أصحاب الأمراض الجلدية والحساسية ضد المياه المالحة والرمال، ثم انتشر تصنيعه على مستوى العالم، وأصبح هو الشكل التقليدى والمناسب للمرأة المحجبة على مستوى العالم.
ونجد أن الدول الأكثر استهلاكاً للمايوه البوركينى، ليست الدول العربية، فأمريكا وبريطانيا، هما الدول الأكثر استهلاكاً للمايوه البوركينى، تأتى بعدها كندا واستراليا، والدول العربية بالطبع نظراً لكونه ملائماً للمحجبات على الشواطئ، إلا أنه يواجه اتهامات مكثفة بالتطرف وخاصة فى باريس التى منعت وجوده تماماً.
وينظر مجلس الدولة فى فرنسا وهى أعلى سلطة قضائية إدارية فى البلاد، فى قضية حظر لباس البحر الإسلامى "البوركيني" على شواطئ مدن عدة ما يثير الجدل فى فرنسا والخارج وبات يتسبب ببعض الارتباك لدى السلطة التنفيذية.