كثير من المصريين منذ عدة سنوات لم يكن يسمع عن أن هناك هيئة داخل القوات المسلحة تتبع وزارة الدفاع هى الهيئة الهندسية، لكن خلال الأعوام الماضية انقلب الحال تماما فأصبحنا لا نسمع إلا عن الهيئة الهندسية، سيناريو مكرر فى كل الافتتاحات التى يقوم بها رئيس الدولة.. تكليف الهيئة بإنجاز مشروع، يتحدث اللواء عماد الألفى، رئيس الهيئة أو اللواء كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة، ويعد بسنوات لتنفيذ المشروع، فيرد الرئيس ويطلب مدة أقل حتى نجد كلمة «تمام يافندم»، وتقدر بعدها تظبط ساعتك على موعد استلام المشروع.
كان اعتماد الرئيس عبدالفتاح السيسى على الهيئة الهندسية فى كثير من المشروعات قد خيل للبعض أن الهيئة لم يكن لها دور فى الماضى، وهذا ليس صحيحا، لكن لأن التكليف من قبل الرئيس كان فى مناحى عدة وبشكل سريع وأمام المواطنين هنا ظهرت إمكانيات الهيئة الهندسية التى استنفرت كل طاقاتها فى المشروعات التى تكلف بها، والهيئة تستطيع أن تعتمد عليها فى الطرق والكبارى والبنية التحتية والمطارات ومجالات كثيرة، منها ما نعلمه ومنها ما يخدم الأمن القومى فى سرية تامة.
وكان دور الهيئة فى مشروع تفريعة قناة السويس الجديدة دورا تاريخيا واستطاع رجالها إنجاز القناة فى وقت قياسى وأيضا شبكة الطرق والكبارى التى أنشئت فى مصر فى سنتين التى تزيد على ضعف الطرق التى كانت موجودة، كل ذلك من إنجازات الهيئة الهندسية، كذلك مشروعات الصرف الصحى للمدن والقرى، وأيضا قطاع الإسكان بكل أنواعه المقدم لمحدودى الدخل والمتوسط وأيضا المتميز، والمهم أنك تتسلم المشروع من الهيئة فى موعده وبدقة شديدة جدا، لاحظ الفرق بين الطرق التى تقوم الهيئة بعملها والطرق الأخرى فستجد الفرق بنفسك.
بعد الكلام اللى فات واحد هيقول يا عم ده بيكتب الكلام ده بينافق الجيش وكله مدح.
أقوله أولا: الجيش بجنوده بضباطه بقائده العام والأعلى بمعداته، كل دول ملكى وأنا اللى عملتهم، وأنا هنا أقصد صفة المواطن المصرى، فالشعب هو الذى أنجب هؤلاء، وهو الذى اقتطع من قوته كى يربيهم ويعلمهم وأيضا يسلحهم، فبالتالى كيف لا أتباهى بصنع أيدينا صناعة مصرية خالصة وجميلة ومنضبطة صنعها الشعب المصرى أجمع، وبالتالى كواحد من هذا الشعب أتباهى بما أملك.
ثانيا: هفكرك أنا بامتدح لما أشوف الإنجازات واضحة وضوح الشمس، وسبق لى وتقدمت ببلاغ ضد رئيس الهيئة السابق بصفته عندما تم التسرع فى الإعلان عن جهاز لعلاج الأمراض بشكل لا يليق، أنا اللى قدمت البلاغ ولو حصل تانى شىء مؤسف زى موضوع جهاز علاج فيروس سى هقدم بلاغ تانى، لأن الحق لا يتجزأ.
لكن اليوم، وبعد هذه الإنجازات حق لهم وواجب علينا أن يعلموا هم وأسرهم أننا نعلم ونسمع ونرى أن بفضل هؤلاء الرجال وعرقهم وسهرهم وتحمل أسرهم فترات غيابهم عنهم، وبفضل تضحياتهم، شهدت مصر خلال الأعوام الماضية تقدما ملحوظا فى العديد من المجالات.
وأنا أدعو السيد رئيس الجمهورية إلى منح وسام إلى الهيئة بصفتها، تقديرًا من الشعب المصرى لدورها فى مرحلة البناء.
لكن نجاح الهيئة بمصريتها الخالصة وإن كان شيئا إيجابيا جدا استحق منى كتابة هذه السطور وبحق، إلا أنه أظهر جانبا سلبيا فى مجتمعنا، وهو عدم وجود نفس الدقة ونفس السرعة والإنجاز لدى بعض الشركات المدنية، هولاء مصريون وهولاء مصريون، لماذا تقوم الهيئة بما لا تستطيع الشركات المصرية المدنية القيام به؟ هتقوللى ده جيش ياعم وكل الجهات بتسمع كلامه، وعنده إمكانيات، أقولك بعض الشركات لديها نفس الإمكانيات وسلمت لها مواقع الطرق ولم تقم بالإنجاز فى الوقت المحدد دون أى عذر.
الحقيقه أن السبب يعود دائما إلى القيادة، ابحث عن كيفية القيادة فى أى مشروع تعرف أن تقيمه، فالمصريون فى أوروبا وفى دول الخليج يعملون بكل جد واجتهاد، ويشار إليهم دائما بالتميز فى كل المجالات وإخوتهم أب وأم فى مجمع التحرير إيدك منهم والأرض بيتفننوا فى كيفية إضاعة وقت المواطنين وتمضية ساعات العمل فى أى شىء إلا العمل.
القياده ثم القيادة، وحذار أنك تقول الإمكانيات، لأن بعض المشاريع التى يعمل بها المصريون فى ليبيا مثلا ليس بها الآن حجم هذه الإمكانيات المتوفرة فى كثير من مشروعاتنا.
علينا جميعا أن نسأل أنفسنا: لماذا لا نجد نفس مستوى الهيئة الهندسية فى أعمالنا الأخرى؟ لماذا الضبط والربط فى الجيش فقط؟ طيب إذا كان الحال كده فعلينا أن ننشئ هيئة هندسية أخرى داخل القوات المسلحة يكون بها مدارس وجامعات بنفس المستوى والعمل الجاد، وبالتالى نضمن خريجين على مستوى يستطيع أن يخدم المجتمع.
تخيل لو أن طالبا فى المرحلة الإعدادية مثلا دخل إلى مدرسة عسكرية وتخرج فى كلية هندسة عسكرية أو طب أو غيرهما، تخيل كيف سيصبح مستوى الأداء العام فى مصر.
إننى أكتب هذه السطور للمطالبة بتكريم الهيئة الهندسية وأقول لقادتها إن هذا التكريم حق لكم، وأحسب أن مصر الجديدة تقدر تماما هذه الأمور، كما أننى أدعو إلى أن يتعلم الجميع العمل الجاد من هذه المؤسسة المنضبطة، وإذا كان موضوع التعلم ده هياخد وقت بتاع عشرة عشرين سنة فخلوا الرئيس يكلم بتوع الهيئة الهندسية يدخلوا ولادنا مدارس عندهم وأنا ضامن النتيجة.
والعشرة والعشرين سنة هيبقوا سنة أو اتنين ولا إيه ياسيادة اللواء كامل؟ صحيح.
وتانى.. ألفين سلام وتحية لأحلى صناعة مصرية.. الهيئة الهندسية.