أعتقد أن جميع من يعملون بالثقافة يتذكرون هذا اليوم جيدا، يوم أن اهتز عرش مصر وأعلن وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني عن سرقة لوحة من أهم اللوحات المتحفية في مصر "زهرة الخشخاش" للفنان العالمي "أرنست فان جوخ" التي كانت من أهم لوحات متحف محمود خليل وحرمه بالجيزة، وقتها نزل الخبر علينا كالصاعقة، كيف؟ لماذا؟ متى؟ لكنها الأسئلة لم تجد جوابا، واللوحة لم تعرف طريق العودة حتى الآن، وهو أمر نشير إليه الآن وقد دخل علينا شهر رمضان الذي استغل السارقون دخوله قبل عشر سنوات وسرقوا اللوحة التي تعد من أهم وأغلى لوحات مصر.
حالة التراخي التي تسبب فيها شهر رمضان رمضان لم تسهم في سرقة اللوحة فحسب بل أسهمت أيضا في تسهيل تهريبها، فأصابع الاتهام تشير إلى أن جهة "ما" حصلت على اللوحة بطريقة "ما" وهربتها إلى الخارج، و ليس بمستبعد أن يكون ذات التراخي الذي ساعد في سرقة اللوحة من متحف محمود خليل وحرمه قد ساعد أيضا في تهريبها، وهو أمر لا يستطيع أحد أن يشكك في إمكانية حدوثه، وفي الحقيقية فإن احتمال أن تكون اللوحة الآن خارج مصر هو احتمال كبير جدا بل يكاد يكون الاحتمال الأوحد، وأتذكر أنه أثناء تولي الدكتور شاكر عبد الحميد لمسئولية حقيبة وزارة الثقافة اتصل به شخص من الخارج وقال له إنه على صلة بحائزي تلك اللوحة الآن وأنهم على استعداد لإرجاعها مقابل مبلغ مالى، وهو الأمر الذى رفضه الدكتور شاكر وأبلغ وقتها السلطات المختصة عن هذه الأمور لكن تعذر الوصول إلى صاحب المكالمة للتأكد حتى من جدية الأمر.
كوارث أخرى شهدتها متاحفنا خلال "شهر رمضان الكريم" لكنها أقل كارثية من كارثة "زهرة الخشخاش" فقد أصيب العديد من المتاحف بأضرار بالغة في عمليات تفجيرية أو عمليات تخريبية منها متحف العريش، فالسارقون أن المدمرون يستغلون حالة التراخي الأمني الذي يصيب الجميع في هذا الشهر ويضعون الخطط الاقتحامية أو التسللية إلى المتاحف والمناطق الأثرية ليعبثوا بتاريخنا وفننا، وسط غياب شبه تام لعسكري ببندقية حقيقية على باب أثر أو بجوار متحف، أضف إلى هذا وجود العديد من الأعطال بكاميرات المراقبة والبوابات الإليكترونية في العديد من المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية، ولهذا يجب علينا الآن مراجعة جميع الإجراءات الأمنية في جميع المتاحف كما يجب علينا أن نكثف من التواجد البشرى فى تلك المناطق حتى نعوض القصور النسبى فى أدوات المراقبة التكنولوجية برقابة بشرية لصيقة ومراقبة على مدار الساعة.