تواصل الدولة المصرية جهودها بجميع مؤسساتها الأمنية وعلى رأسها القوات المسلحة؛ استهداف معسكرات تدريب الإرهابيين فى الخارج، والتى تشكل خطرًا على أمن واستقرار مصر وشعبها، عقب الهجوم الأخير الذى استهدف حافلة تقل عددًا من الأقباط فى المنيا.
وشنت المقاتلات الجوية مصرية من طراز "رافال 6" غارات جوية مساء أمس الجمعة على مواقع تمركزات الإرهابيين فى مدينة درنة، وأعلنت صفحات تابعة للجماعات الإرهابية، مقتل القيادى الإرهابى المدعو "عبد المنعم سالم" الملقب بـ"أبو طلحة" القيادى بما يسمى "مجلس شورى درنة" التابع لتنظيم القاعدة الإرهابى.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية، عن تلك الصفحات نبأ مقتل الإرهابى الملقب بـ"أبو طلحة" هو و4 من أتباعه فى مدينة درنة أمس الجمعة، جراء استهداف أحد المقرات التابعة للجماعات الإرهابية من قِبَل مقاتلات سلاح الجو المصرى والليبى.
"أبو طلحة" هو أحد قيادات تنظيم القاعدة، وعضو سابق فى جماعات إرهابية، وسجين سابق فى سجن "أبو سليم"، وأحد المتهمين بتفجيرات "القبة" فى ليبيا عام 2014، والذى قُتِلَ فيه 127 مدنيًا، وشارك فى عدد من العمليات الإرهابية التى تهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبى.
وأفادت مصادر محلية، بنقل جثة الإرهابى المدعو عبد المنعم سالم "أبو طلحة" إلى مستشفى "الهريش"، وسط حراسة مشددة من عناصر كتيبة أبو سليم القريبة من تنظيم القاعدة الإرهابى، ونفذت القوات الجوية المصرية 6 غارات على مواقع فى شرق درنة، ودمرت المركز الرئيس لـ"مركز شورى مجاهدى درنة" بشكل كامل.
فيما دعا أهالى مدينة درنة إلى طرد مجلس شورى القاعدة وبقايا الأنصار وجيش الإسلام من مدينتهم، مثلما فعلت المدن الأخرى فى ليبيا، مؤكدين تضامنهم الكامل مع مصر فى حربها ضد الإرهاب ودعمهم للغارات المصرية على مواقع المتطرفين، والتى تُشَن بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.
وكشف سلاح الجو الليبى التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، أن الغارات المصرية شاركت بها طائرات من طراز "رافال"، موضحا فى بيان صادر فى الساعات الأولى من صباح اليوم السبت أن القوات المصرية بدأت هجومها الذى استهدف معاقل لمسلحين بـ6 غارات جوية مركزة.
وقال بيان سلاح الجو الليبى إن مقاتلاته نفذت عملية مشتركة مع القوات الجوية المصرية مساء الجمعة فى درنة، وأن العملية المشتركة استخدم فيها الجانب المصرى مقاتلات حديثة من طراز "رافال"، لاستهداف مواقع تحتاج إلى ذخائر خاصة تم تحديدها مسبقًا، وهدفين تم تحديدهما أثناء تنفيذ العملية.
وأضاف البيان أن هذه العملية تأتى فى إطار سلسلة عمليات تمهيدًا لدخول القوات البرية للجيش الليبى لمدينة درنة وتحريرها من عبث الإرهابيين، مؤكدا أن العملية كانت ناجحة وأن خسائر إرهابيى تنظيم القاعدة المستهدفين من القصف كانت كبيرة فى العتاد والأرواح.
وشنت القوات المسلحة المصرية هجوماً جوياً على معاقل تنظيمى "داعش" والقاعدة فى مدينة درنة الليبية مساء أمس، بعد ثبوت تلقى عناصر إرهابية تدريبات داخل تلك المدينة لتنفيذ عمليات داخل مصر ومن بينها هجوم المنيا الذى راح ضحيته 28 قبطيًا.
وفى السياق نفسه، قال قائد سلاح الجو الليبى العميد صقر الجروشى، إن الغارات التى نفذها سلاح الجو المصرى ضد معسكرات الإرهابيين فى مدينة درنة، جاءت بالتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، مؤكدا أن 6 غارات مركزة نجحت فى تدمير المركز الرئيسى لمركز شورى مجاهدى درنة، الذى يعد المعقل الرئيسى للتنظيمات الإرهابية فى المنطقة.
وفى سياق متصل، صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن وزير الخارجية سامح شكرى تلقى اليوم السبت اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، للتعازى فى ضحايا حادث المنيا.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن "تيلرسون" أعرب خلال الاتصال عن خالص تعازيه وتضامنه مع مصر حكومة وشعبا وأسر الضحايا فى مواجهة الإرهاب، وتأييد الولايات المتحدة للجهود المصرية فى مكافحة الإرهاب، فضلا عن استعدادها للتعاون مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب معلوماتيا ومخابراتيا وعسكريا.
ومن جانبه، أطلع وزير الخارجية سامح شكرى نظيره الأمريكى على الضربات الجوية التى وجهتها القوات الجوية المصرية لمعاقل الإرهاب فى شرق ليبيا، فى إطار الدفاع الشرعى عن النفس، مؤكدا على توافر كافة المعلومات والأدلة على تدريب العناصر الإرهابية المتورطة فى حادث المنيا الإرهابى فى تلك المعسكرات، بالإضافة إلى تورطها فى حوادث إرهابية أخرى وقعت فى مصر مؤخرا، معربا على تطلع مصر للتعاون مع الولايات المتحدة فى مواجهة ظاهرة الإرهاب.