يوم تلو الآخر يتزايد قلق واشنطن والدول الآسيوية الكبرى من التهديدات المحتملة التى يشكلها كيم يونج زعيم كوريا الشمالية الملقب بـ"الطفل السمين"، والذى تحتجز سلطات بلاده 4 مواطنين أمريكيين على أقل تقدير، ويطلق من حين إلى آخر صواريخ باليستية فى انتهاكات مستمرة لقوانين الدولية ومبادئ الأمم المتحدة المتعارف عليها.
ومع تزايد التهديدات تواصل كل من كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة الأمريكية اتصالاتها ومباحثاتها المستمرة لمناقشة سبل احتواء ما يشكله الزعيم الشاب من مخاطر على الأمن الإقليمى، إلا أن حداثة عهد الرئيس الكورى الجنوبى الجديد مون جاى مع الأزمات تجعل الرئيسين دونالد ترامب ونظيره الصينى شى جين بينج يتحملان العبء الأكبر لتشكيل تحالف التصدى للتجارب النووية المحتملة لكوريا الشمالية.
وفى تقرير لها اليوم، كشفت صحيفة "أساهى شيمبون" اليابانية، أن الرئيس الصينى شى جين بينج طالب نظيره الأمريكى دونالد ترامب بمهلة 100 يوم تعهد خلالها بالتأثير على بيونج يانج، وإرغامها على الالتزام بشروط الأسرة الدولية فيما يتعلق بأنشطة التسليح.
وأضافت الصحيفة أن بينج طالب ترامب على هامش اللقاء الذى جمعهما قبل ما يقرب من شهر بالامتناع عن التصعيد من جانب واشنطن، حتى تتمكن بكين عبر الدبلوماسية ومن خلال الضغوط من إرغام كوريا الشمالية على وقف برنامج الصواريخ النووية، وهذا ممكن نظريا لأن بيونج يانج تعتمد اقتصاديا على الصين بشكل شبه كلى.
وتوضح الصحيفة اليابانية، استنادا إلى مصادر أمريكية ويابانية، أن الصين تخطط للضغط على بيونج يانج باستخدام جميع الإجراءات الاقتصادية المتاحة، ولا سيما أن نسبة التبادل التجارى مع بكين تصل وفقا لتقديرات مختلفة إلى 80% من مجمل علاقات بيونج يانج التجارية مع البلدان الأجنبية، وأن 90% من المساعدات الإنسانية تصل إليها من الصين. وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب هدد خلال لقائه الزعيم الصينى بفرض عقوبات على الشركات الصينية إذا لم تضغط بكين على بيونج يانج. لذلك طلب الرئيس الصينى ردا على هذا التهديد مدة 100 يوم لتسوية المشكلة. واتفق الجانبان على أنه فى حال إجراء بيونج يانج تجارب صاروخية أو نووية خلال هذه الفترة، فإن البيت الأبيض سيكون له الحق فى فرض عقوبات جديدة.
وتنتهى فترة الــ100 يوم فى شهر يوليو المقبل، وتقريبا خلال فترة انعقاد قمة مجموعة العشرين فى ألمانيا. بالرغم من كل هذا لم تصغى كوريا الشمالية إلى أحد وأجرت خلال الأشهر الثلاثة الماضية 8 تجارب صاروخية، كانت غالبيتها فاشلة. ولكن بيونج يانج حققت بصورة عامة تقدما واضحا وفق رأى الخبراء فى برنامج الصواريخ خلال السنة الأخيرة.
وفى السياق نفسه أكد أعضاء مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة مجددا أنهم سيطبقون عقوبات ضد كوريا الشمالية، ولكنهم منقسمين حيال فرض عقوبات أضافية.
ونقلت الإذاعة اليابانية، عن السفير اليابانى لدى الأمم المتحدة كورو بيشو قوله إن الكثير من أعضاء المجلس دعوا للحوار مع بيونج يانج، ولكنه يعتقد أنهم تفهموا الحاجة للضغط على كوريا الشمالية.
ومن جانبه قال السفير الصينى ليو جييه إنه من المهم تطبيق قرارات مجلس الأمن بشكل شامل، محذرًا حيال فرض عقوبات أضافية، قائلا إنه يجب على المجلس العمل لتهدئة التوتر.
أما سيباستيانو كاردى، رئيس اللجنة المعنية بمراقبة العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، فقال إن اللجنة ستحاول تطبيق العقوبات بشكل شامل، وأكثر فعالية فى الأسابيع المقبلة. يأتى ذلك بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخا باليستيا جديدا الأحد الماضى.