فى الوقت الذى تهاجم فيه قناة الجزيرة القطرية الإعلام المصرى وخاصة موقع وجريدة "انفراد"الذى كشف عمالة القناة والهدف الذى تسعى من ورائه الفضائية وهو تدمير الأمة العربية، نسيت القناة أنها تفتح ذراعيها للمسئولين الإسرائيليين لتلميع صورتها ولبث السموم عبر الفضائية القطرية.
ورغم تاريخها المشبوه، حاولت الجزيرة التى تعمل لخدمة المخابرات القطرية الزج باسم انفراد فى صراع بين حكومة تميم بن حمد والدول العربية الكبرى الراغبة فى السلام والاستقرار داخل منطقة الشرق الأوسط، حيث نشرت القناة على صفحتها الرسمية على تويتر والتى تحمل اسم "الجزيرة مباشر مصر" صورة لايميل مفبرك زعمت أنه تابع لغرفة أخبار انفراد تدعى فيه انحياز الصحيفة للأمارات العربية المتحدة بعد بث فيلم "الأيادى السوداء".
ولم تكتف القناة باستضافة المسئولين الإسرائيليين التى طالما ما ادعت العروبة والدفاع عن القضية الفلسطينية بل فتحت مكتبا لها منذ السنوات الأولى من تدشينها فى عام 1996، حيث تمتلك القناة مكتبا فى القدس الشرقية، يديره الياس كرام مراسلها فى القدس لتؤكد على أن القدس عاصمة لإسرائيل.
والهدف من استضافة هذه الشخصيات الإسرائيلية هو لتلميع صورة إسرائيل، خاصة مع كل حرب تشنها على قطاع غزة، مثل عملية الرصاص المصبوب واغتيال القيادى فى حماس أحمد الجعبرى، والعملية الأخيرة فى عام 2014 الجرف الصامد.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قد نشرت تقريرا مطولا عن القناة القطرية، احتفلت فيه بمرور 20 عاما على إنطلاق قناة "الجزيرة".
وذكرت الصحيفة أن أول قناة عربية تسمح بظهور إسرائيليين على شاشتها هى قناة الجزيرة وعددت القناة الشخصيات الإسرائيلية التى ظهرت على شاشتها مثل مردخاى كيدار المحلل السياسى الإسرائيلى والمهتم بشئون الشرق الأوسط فى جامعة بار- إيلان والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى وأوفير جندلمان المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للإعلام العربى، والعميد يوأف مردخاى مسئول التنسيق بالجيش الإسرائيلى فى الأراضى الفلسطينية.
وقالت الصحيفة العبرية أن أحد أهم أسباب إنشاء القناة هو قيام أمير قطر السابق حمد بن خليفة الثانى بالانقلاب على أبيه الذى كان يقضى إجازته فى سويسرا، وحيث استولى حمد على الحكم فى البلاد.
وأضافت الصحيفة أنه فى عام 1995 قرر حمد بن خليفة الثانى الذى كان رئيس مجلس إدارة القناة من إنشاء قناة تكون منبرًا للدولة عقب الإنقلاب وتقوم بتغطية جميع الأحداث فى الدول العربية على طريقة القنوات العالمية مثل هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" وشبكة "CNN".
وقالت الصحيفة أنه فى 1 نوفمبر من عام 1996 بدأت القناة فى بث أولى برامجها من خلال بث أول نشراتها الإخبارية وكان المذيع القدير "جمال ريان" أول من ظهر على الشاشة الجديدة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن القناة القطرية اتخذت خطا ليس تقليديا يتمثل فى انتقاد الحاكم والسلطة فى الدول العربية على عكس القنوات الأخرى التى كانت لسان حال السلطة فى الدول العربية، ومن أبرز البرامج التى اهتمت بذلك هو برنامج "الاتجاه المعاكس" الذى يقدمه الصحفى البريطانى السورى الأصل فيصل القاسم.
وأوضحت الصحيفة أن أهم الأحداث التى أظهرت القناة وأبرزتها هى حرب العراق فى عام 2003 عندما قامت القوات الأمريكية والبريطانية بغزو العراق واهتم العرب بمتابعة الحرب عبر قناة الجزيرة وحتى لحظة القبض على الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين وإعدامه.
وأكدت الصحيفة أن العصر الذهبى للقناة كان فى عام 2011 عندما قامت بالتغطية المباشرة والحصرية لثورات الربيع العربى فى كلا من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، واعتبرت الصحيفة أن تغطية القناة لثورة 25 يناير فى مصر ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك من ضمن أفضل التغطيات للقناة نظرا لضخامة الحدث وأهميته فى منطقة الشرق الأوسط إلى جانب ثورة الياسمين فى تونس.
وأرجعت الصحيفة السبب وراء استضافة هؤلاء الإسرائيليين لاهتمام القناة بالصراع الفلسطينى – الإسرائيلى، زاعمة فى الوقت نفسه أنها معادية لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة أن من أهم الحروب التى قامت بتغطيتها ضمن الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى هو حرب قطاع غزة فى نهاية عام 2008 وعام 2012 وكذلك حرب غزة الأخيرة فى عام 2014.
وأشادت الصحيفة بالقناة القطرية ووصفتها بأنها غيرت وجه العالم العربى من خلال متابعتها للأحداث فى الشرق الأوسط وعدم اتباع نظام القنوات الحكومية التابعة للدولة وإنما توجيه النقد للحكام واستضافة المعارضين.
وكان الإعلامى طارق الزرعونى الذى عمل كمذيعا بالقناة قد أكد فى حوار أجراه الأسبوع الماضى، على أن القناة تدار من قبل أجهزة مخابرات أمريكية وإسرائيلية وإيرانية، فهناك من هو شرطى إيران الإعلامى فى قطر والقناة، ومن ينكر هذا مخطئ.
وأوضح "الزرعونى" أن الجزيرة كان هدفها هو تلميع إسرائيل من خلال استضافة مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة.