اهتمام القيادة السياسية بمحطات المعالجة الثلاثية للصرف الصحى يؤكد مدى أهمية إنشاء هذه المحطات فى الوقت الحالى، وذلك لتفادى أزمات مستقبلية تتعلق بنقص المياه فى ظل الزيادة المستمرة فى أعداد السكان وثبات حصة مصر من المياه منذ عشرات السنين، والاستفادة من كمية المياه المهدرة فى الصرف الصحى دون استخدامها حتى فى الزراعة، فهناك دول كثيرة تصرف مليارات الجنيهات من أجل اعادة استخدام مياه الصرف مرة أخرى فى أغراض الشرب ولا تقتصر فقط على الزراعة، حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن مصر فى حاجة إلى إنشاء محطات معالجة ثلاثية بحوالي مليار متر مكعب لمياه الصرف الصحي على الأقل سنويا، ويصل إجمالى مياه الصرف المقرر المطلوب تنقيتها وتحويلها لمياه صالحة للزراعة حسب تصريحات وزير الإسكان إلى 5 مليار متر مكعب.
وفى سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة، أن تكلفة إنشاء محطات المعالجة الثلاثية تصل 4 أضعاف تكلفة إنشاء محطة الصرف العادية، لافتة إلى أن معالجة الصرف وتنقيته ثلاثيا أصبح ضرورة ملحة فى هذا التوقيت بسبب أزمة نقص المياه التى تتعرض لها مصر فى الوقت الحالى.
وأضافت المصادر أن إنشاء محطات معالجة ثلاثية تتطلب مساحات أراضى واسعة بجانب المحطة من أجل نقل الكميات الكبيرة من الحمأة لتجفيفها وإعادتها مرة أخرى للمحطة، مؤكدة أن المياه الصادرة من هذه المحطات تكون صالحة للزراعة وليس للشرب، ففى حالة تحويلها لمياه شرب تتطلب مراحل تنقية أخرى.
من جانبه، قال المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن اجمالى محطات المعالجة الثلاثية لا يتخطى نسبة الـ2.5% من نسبة محطات الصرف الموجودة حاليا، مؤكدا أن هناك 81% من محطات الصرف هى محطات معالجة ثنائية، و16% محطات صرف صحى ابتدائى، و2.5 % ثلاثى.
وكشف أن عدد محطات المعالجة الثلاثية التى دخلت الخدمة حاليا 6 محطات فى محافظات الإسكندرية، وأسيوط ومدينة 6 أكتوبر بالجيزة، وبدر والشروق وطيبة الجديدة، مؤكدا أن إجمالى انتاجية هذه المحطات تصل لـ250 ألف متر مكعب فى اليوم، لافتا إلى أن تحويل المحطة الثنائية لثلاثية يتطلب نحو 30% من إجمالى تكلفة إنشاء محطة معالجة ثنائية.
وأشار إلى أن الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى تنفذ نحو 28 مشروعا لمحطة المعالجة الثلاثية فى بعض المحافظات ومن المتوقع دخولهم الخدمة قريبا.
وفى الوقت نفسه قال العميد محى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن تحويل مياه الصرف الصحي لمياه صالحة للشرب كانت تجربة ناجحة في كثير من بلدان العالم، ومنها سنغافورة التي تضع نظام معالجة رباعية لمياه الصرف لتكون صالحة للشرب.
وأوضح أن المعالجة الرباعية لمياه الصرف التي استخدمتها سنغافورة مكلفة للغاية، وتحتاج لتقنية عالية، لافتا إلى أن مصر تمتلك محطات معالجة ثنائية وثانوية لمياه الصرف، ولكن نريد تحويل محطاتنا إلى نظام المعالجة الثلاثية، والتي تمكنا من زراعة جميع المحاصيل المختلفة بدلا من المعالجة الابتدائية، والتي ينتهي بها المطاف لزراعة عدد محدود من النباتات مثل الكافور وبعض القشريات مثل الموز، والبرتقال.
ومن أبرز المحطات المعالجة الثلاثية هى محطة كيما 1 التى كانت محل اهتمام الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب بأسوان، ومحطة البساتين بمحافظة بنى سويف، والتى تعد أول محطة من نوعها بنظام "Mbr"، وتضمنت شبكات إنحدار بطول 3 كيلومترات وتركيب 300 وصلة منزلية داخل منازل القرية.
وأضاف المهندس محمد عودة، مدير المحطة، أن المحطة مكونة من خزان التعادل والحمأة المطرودة وخزان المياه المعالجة وقاعدة وحدة المعالجة وخزان التعادل والذى يعمل على زيادة السعة الاستيعابية للمحطة وخزان الحمأة المطرودة والذى يعمل على زيادة السعة الاستيعابية للمحطة وخزان المياه الخاص بالمعالجة.
وأضاف مدير المشروع أن من مميزات المحطة أن 70% من الحمأة الموجودة فى المياه هى حمأة راجعة تستخدم مرة أخرى، مشيراً إلى أن الحمأة الصلبة يتم إرسالها إلى محطة الصرف الصحى بالصحارة لاستخدامها مرة أخرى.