تواصل الصحف السعودية والخليجية انتقاداتها على بذاءات قطر وسقطات الأمير القطرى تميم بن حمد آل ثانى، حيث شن الكاتب السعودى خالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية، هجوما عنيفا على الدوحة، على خلفية التصريحات التى نقلتها الوكالة الرسمية عن تميم بن حمد، والتى هاجم فيها السعودية وأعلن دعمه لإيران والجماعات الإرهابية فى المنطقة العربية، بالإضافة إلى إساءات وسائل إعلام السعودية لخادم الحرمين الشريفين والدول العربية.
وطالب الكاتب السعودى، أمير قطر بتقديم اعتذار قائلا: "نحن لم نفقد الأمل فيكم، وبانتظار تصريح واضح منكم تعتذرون فيه عما سبّبه موقفكم من إثارة لمشاعر شعوب دول الخليج، نسبة لما تضمنه من محاور خطيرة، تكرس قوة الأعداء فى النيل من مقدرات دولنا، وتسيء إليها، وتعرضها للخطر".
وقال الكاتب: "نحن لا نخاطب تميم من ضعف، ولا نغير من سياسة الحزم والعزم التى رسمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لكننا نتحاور بهدوء لكى نعطيه فرصة للتراجع عن المواقف السلبية التى اعتدناها فى السياسة القطرية، ونحاوره بأفضل أسلوب، ومن خلال الدبلوماسية الهادفة، لأننا نريد قطر ضمن الجسم الخليجى متعاونة ومنسجمة حتى لا تكون عرضة لما هو أخطر مما يقدره أمير دولة قطر".
وأضاف رئيس تحرير الصحيفة السعودية، أن قطر تتحزم بقناة الجزيرة، وبعلاقاتها المتميزة بإيران، وبتواجد الإخوان المسلمين فى الدوحة، باعتبار أن كل هؤلاء قوى يسندونها أمام ما قاله الشيخ تميم من تهديد (مزعوم!) على قطر مصدره جيرانها، معتبرا أن ذلك خطأ جسيم فى تقدير الأمور، فالتهديد الذى على أمير قطر أن يتوجس منه لن يكون إلا من إيران، ومن ذراعها الفاعلة الإخوان المسلمين المستقرون فى قطر.
وقال الكاتب السعودى: "إنه لمن العبث أن تتصرف أى دولة من دول مجلس التعاون منفردة بما يزعج أشقاءها، أو يمس مصالح دولهم، أو يقيم تحالفات مع أعداء لهم، فهذه خطوط حمراء لن يكون مقبولا تجاوزها، أو السماح لأى مغامر مسئول بأن يتصرف كما لو أنها ضمن حقه السيادى دون النظر إلى ما تتركه من آثار سلبية عميقة على مصالح جيرانه وأشقائه، وهذا ما نتحدث به، وننقله إلى أمير قطر، ونحاوره فيه، للتأكيد على أن دول المجلس لن تكون من الآن فى موقع المتسامح مع من لا يعبأ بمصالح أشقائه، أو حين يضع نفسه فى خدمة العدو دون اكتراث بما يشكله ذلك من خطورة على مصالح دولنا".
وأضاف الكاتب السعودى: "ونحن على اطمئنان ويقين بأن الشعب القطرى الشقيق لا ترضيه هذه الممارسات والمماحكات التى تقوم بها إمارة الدولة، وأنه بوعيه وشعوره بالمسئولية ومعرفته بأن أمنه لا يأتى ولا يتحقق إلا من خلال تضامنه وتعاونه وتنسيقه مع الدول الخليجية الشقيقة، وإن المسئولية التى يتحملها تميم لا تدع له فرصة للتفكير بغير إرضاء إخوانه ملوك وأمراء دول المجلس على ما سببه لهم تصريحه من إثارة مفزعة صبت فى مصلحة إسرائيل وإيران والقوى المعادية لأمتنا من المنظمات والأفراد، وإن تراجعه عن أقواله، والتخلى عن سياساته المزعجة، والعمل يداً بيد مع شركائه بالمصير الواحد هو ما نطالبه به فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها المنطقة".
واعتبر الكاتب أن نشر وسائل الإعلام القطرية ما دار فى الاتصال الهاتفى بين تميم والرئيس الإيرانى حسن روحانى على نطاق واسع، يظهر رغبة قطر وإيران فى استفزاز دول الخليج، والتهديد المبطن وغير المباشر من جانب قطر على أنها مستعدة للارتماء فى أحضان إيران، إذا ما أصرت المملكة ودول مجلس التعاون فى التمسك بمواقفها مع الدوحة، بحسب ما تمليه المصلحة العامة لدول المجلس، حتى ولو جاء ذلك على حساب إغضاب أمير قطر، وهو الذى لن تقبل به قطر، وفقاً للمعطيات التى نقرأها عن الموقف السياسى الثابت لقطر.
وأكد الكاتب أن قطر لا تكفيها قناة الجزيرة المسيسة للإخوان المسلمين، ولا قنواتها المحلية البائسة، فى خدمة كل ما يسيء إلى دول منطقتنا، وإلى رموزنا من القيادات، وإنما توظف مال الشعب فى شراء وسائل إعلامية ودعم أخرى واستكتاب أقلام رخيصة للدفاع عن مواقفها المشبوهة، بما لا حاجة لأى منا لشيء من الجهد يبذله للتعرف على أهداف قطر فى كل هذه الأعمال الرخيصة التى لا فائدة منها لقطر، أو لأى من جيرانها من الدول العربية الشقيقة.
وتساءل رئيس تحرير الجزيرة السعودية: متى تكف الدوحة عن هذا العبث الإعلامى الذى ستكون نتائجه وبالاً على قطر؟، وانعكاساته خطيرة إلى الحد الذى يبدو أن سمو الأمير ليس من بين مستشاريه من هو مخلص وصادق ليضعه فى صورة المستقبل البائس لقطر إذا ما استمرت متمسكة بهذه السياسة الرعناء، ومنقادة إلى ما تطلبه منها إيران، وما يخططه لها الإخوان المسلمين.
وشدد الكاتب السعودى على أنه إن لم تعِ قطر، وتصحُ مبكرا على ما يدبر ضدها فى ليل فسوف تجد نفسها تغرق فى وحل من المؤامرات، ولن تجد حينئذٍ من منقذ لها إلا أشقاءها المملكة والإمارات وبقية دول مجلس التعاون، وهذا الذى ننبه ونذكر به، إذ إن المجاملات التى اعتادها منا، وتطييب الخواطر بالكلمات التى لا تقدم ولا تؤخر لا يفيد ذلك قطر ولا أميرها وشعبها بشيء، بل أنه يلحق أبلغ الضرر بالحبيبة قطر وأهلنا هناك".