"افرحى وتهللى يا مصر مع بنيها وكل تخومها لأنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور"، يردد كاهن الكنيسة هذه الكلمات فى عيد دخول المسيح أرض مصر، الذى تحل ذكراه سنويًا فى الأول من يونيو، وتحتفل به الكنيسة القبطية اليوم.
تحيى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عيد مجىء السيد المسيح إلى أرض مصر وهو واحد من بين الأعياد السيدية الصغرى مثلما يؤكد القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة مارجرجس بالجيوشي، حيث ترفع صلوات القداس فى كافة الكنائس الأرثوذكسية بمصر والمهجر.
لدخول المسيح أرض مصر، هاربًا من بطش هيرودس الحاكم الرومانى قصة ترويها كتب سير القديسين القبطية، فقد جاء المسيح وأمه السيدة العذراء من بيت لحم إلى الفرما التابعة للعريش حاليًا ومنها إلى قرية بسطة بالقرب من الزقازيق ومنها إلى مسطرد حيث تحتفظ كنيسة العذراء هناك بالبئر الأثرى الذى شهد استحمام السيد المسيح فيه ومباركة مياهه، ثم توجهت العائلة المقدسة إلى بلبيس ومنها إلى منية جناح بالقرب من سمنود ثم إلى البرلس وهناك وضع المسيح يده على حجر فسمى هذا المكان (بينى ايسوس) أى (كعب يسوع) ويدعى الآن دير المغطس، ثم إلى وادى النطرون ثم إلى المطرية حيث الشجرة المباركة التى تحتفظ بها الكنيسة فى مزار آثرى حتى اليوم.
بعدها قصدت العائلة المقدسة مدينة الفسطاط بمصر القديمة ، وهناك اختبئوا فى مغارة (هى بكنيسة أبى سرجة الآن، ومنها سافروا إلى الصعيد وزاروا جبل الطير الذى بنى فيه دير قبطى انتهت احتفالاته منذ أيام ثم استأنفوا المسير من الجبل الشرقى إلى الغرب حيث وصلوا إلى جبل قسقام المعروف الآن بدير السيدة العذراء المحرق وأقاموا هناك ستة أشهر.
دأبت الكنيسة القبطية على تنظيم احتفالية سنوية لعيد دخول المسيح أرض مصر يتقدمها البابا تواضروس وبحضور معظم أساقفة الكنيسة القبطية وكبار رجال الدولة حيث كانت الاحتفالية تقام بكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة أحد مزارات العائلة المقدسة، إلا أن الاحتفالية الغيت هذا العام حدادًا على أرواح شهداء الحادث الإرهابى الذى وقع فى المنيا الجمعة الماضية على طريق دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون وأسفر عن استشهاد 28 قبطيًا وذلك وفقا لتصريحات القس بولس حليم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة لـ "انفراد".
حليم أكد أيضًا أن الكنيسة تكتفى بالاحتفالات الطقسية فقط دون أى مظاهر احتفالية فترفع صلوات القداس الإلهى فى كافة الكنائس التابعة للكرازة فى مصر والمهجر لإحياء تلك المناسبة الهامة.
وفى سياق آخر، بدأت منذ أيام اجتماعات اللجان الفرعية بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على أن تعقد الجلسة العامة للمجمع المقدس السبت المقبل بعدما تنتهى اللجان من اجتماعاتها، وترفع قراراتها لسكرتارية المجمع المقدس التى يتولاها الأنبا رافائيل أسقف وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس.
ورفضت الكنيسة الكشف عن مكان انعقاد اجتماعات المجمع المقدس الذى يترأسه البابا، إلا أن العادة جرت على عقد اجتماعات المجمع بالمقر الباباوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون أو بالكاتدرائية فى أحيان أخرى وفقًا لما تقتضيه الظروف الأمنية وترتيبات الأساقفة.
كما تكتمت الكنيسة على القضايا التى يناقشها المجمع المقدس فى دورته الحالية، وتوقع مصدر - رفض الإفصاح عن اسمه- أن تنظر لجنة شئون الأديرة فى أوضاع بعض الأديرة غير المعترف بها كنسيًا مثل دير الأنبا مكاريوس بوادى النطرون، بالإضافة إلى مناقشة مستجدات الأوضاع على الساحة الكنسية وتطورات قانون الأحوال الشخصية المزمع إصداره من البرلمان قريبًا بعد الاتفاق بين الطوائف المسيحية عليه.