مطرح ما "يسرى" يهرى.. رجل "دويتش فيله" يتاجر بمشكلة دولية لتسخين سيناء وشلاتين.. تحقيق انتقائى وتدليس وتوجيه للمصادر.. اختصار لأزمة 10 ملايين بـ90 دولة فى 600 شخص بمصر.. وتجاهل تام لتجاوزات لندن وبرلي

يسرى فودة يواصل خطابه الملون متلاعبا بالأرقام ومجتزئا للحقائق التزاما بسيناريو "دويتش فيله" مذيع "DW" يتجاهل أزمة 10 ملايين بدون فى العالم ويزيف المعلومات بشأن 600 شخص فى سيناء وشلاتين القناة الألمانية تمهد بحلقة "السلطة الخامسة" وتتبعها ببرنامج يروج لخطاب عمر البشير ضد مصر حامل الجنسية الإنجليزية يتجاهل سياسات لندن ضد اللاجئين و"البدون" ولا يلتفت لترحيل برلين لهم التدليس الإعلامى يبدأ من عنوان عن أزمة البدون بالوطن العربى وحلقة كاملة عن مصر وحدها "فودة" يتجاهل 7000 آلاف فى قطر منهم 5000 سُحبت جنسياتهم فى 2004 بتهمة ساذجة رجل الإعلام الألمانى يصادر على ضيوف حلقته الدوليين ويصر على حصر الأمر فى الزاوية المصرية فى تعليق على مقطع من برنامج "السلطة الخامسة" قبل شهور، مجتزأ من تحقيق لرحلة مهربى الأسلحة بين ليبيا وسيناء، كتب أحد مستخدمى "فيس بوك": "وما بلغتش عنهم ليه يا يسرى؟" ورغم إثارة السؤال لنقطة الحد الفاصل بين الإعلام ودعم الخارجين على القانون، ووجاهة السؤال مع سابقة شبيهة لـ"فودة"، بإبلاغه عن اثنين من مدبرى هجمات 11 سبتمبر، رمزى بن الشيبة وخالد شيخ محمد، والقبض عليهما بفضل ما وفره من معلومات بعد لقائهما بباكستان، التهمة التى يناضل لنفيها وما زالت قائمة، إلا أن ما أحاط بالسؤال من أسئلة ضمنية أخرى، كان أكثر أهمية وإلحاحا. فى الوقت الذى عرض يسرى فودة تحقيقه عن مهربى الأسلحة فى برنامجه المذاع عبر قناة "دويتش فيله" المرتبطة بدائرة الاستخبارات الألمانية "BND" بحسب ما كشف "انفراد" عبر ملف مطول فى مارس، كانت الأوضاع ملتهبة فى ليبيا وعلى حدودها مع مصر، وإثارة الموضوع تمثل زيادة لسخونة الأمر، واتهام الدولة وأجهزتها، وهو ما اعتمدته القناة الألمانية وعملت عليه وقتها، والآن ومع الهدوء وتعاون القوات المسلحة المصرية مع الجيش الليبى لتصفية ميليشيات القاعدة و"داعش"، لم تعد مثل هذه الموضوعات مفيدة لمن يبحث عن السخونة والتهييج، ومن الطبيعى أن يلتفت لجبهات أخرى. رجل "DW" ينتقل من ليبيا لنظام البشير حملت آخر حلقات "السلطة الخامسة"، مساء الأربعاء، انتقالا لا يمكن تجاهله، إذ عرض "فودة" تحقيقا بعنوان "بدون سيناء وشلاتين"، مختصرا الأزمة التى تتحدث جهات دولية عن شمولها لـ10 ملايين فى 90 دولة، فى حالات استثنائية تُقدر بالعشرات فى مصر، وتتصل بأوضاع سياسية وانتماءات قبلية وتاريخ معقد، مقدما معالجة ملونة للأمر، يمكن تعريتها عبر متابعة شريط الحلقة، بدءا من بناء الفكرة وتناولها، ونوعية الضيوف، وتقنيات التصوير، والتعليق الصوتى، وحتى أداء "فودة" نفسه. بدأت الحلقة بشريط استقصائى ملىء بالانتقائية والشحن، والصور المصنوعة بتوجيه وتجارية، كأن يصور طفلا مصابا فى يده يمسك مصحفا، بما تحمله الصورة من تغذية لمعان ضمنية تسحب الوطنى على أرضية عقائدية، لينتقل لضيوف منحازين ومختارين بعناية، "درورى دايك" من منظمة العفو الدولية "آمنيستى" بلندن، وهى مؤسسة تحمل تقاريرها موقفا منحازا ضد مصر، و"رادا جوفيل" المسؤول القانونى فى مفوضية شؤون اللاجئين بجنيف، ورغم الانتقاء المتحقق منذ اللحظة الأولى، وقف "فودة" بالمرصاد للضيفين، فعندما تحدثا عن زيادة أعداد "البدون" فى تايلاند وماليزيا وقيرغيزستان وغيرها، تجاوز الأمر وأعاد الدفة باتجاه مصر، وعندما تحدثا عن أوضاع قطر فعل الأمر نفسه، بل وصل الشحن لتوجيه سؤال مباشر للمثل "آمنيستى": "كيف تتعاونون مع مصر وهى تهاجمكم"، وعندما تحدث ضيفه السيناوى حسن خلف عبر الهاتف، ردا على تعليقه الموحى بضخامة المشكلة: "الأعداد قليلة فعلا"، أنهى مذيع "DW" المحادثة وقطع الخط على الفور، وبين سيل التفاصيل المصنوعة بترصد وقصدية، لا يمكن قراءة تحول "فودة" بين الجبهات الملتهبة فى إطار المعالجة الحيادية، إذ يصعب تجاهل الخيط الرابط بين خطاب دعائى ملون لمهربى الأسلحة فى ذروة توتر أوضاع ليبيا، وخطاب ملون أيضا لموضوع يتصل بجبهتين ملتهبتين، الأولى على الحدود الشرقية ومناطق نشاط "داعش"، الذى تجمع "فودة" صداقة قديمة به، وعبر حدود سوريا والعراق مع رجاله بحسب شهادة مصورة له، والثانية تتصل بالحدود الجنوبية التى تشهد تحركات مشبوهة من نظام البشير، فى إطار التغطية على احتضانه لعناصر الإخوان ودعمهم، ومحاولة تسكين المعارضة السودانية والتغطية على تجاوزاته بحقها، برفع شعار استعادة حلايب وشلاتين. الخيط الرابط بين التحولين، لمن يبحث عن الغاية وراء معالجات "السلطة الخامسة"، يرتبط بسياسة تتبناها "دويتش فيله" بشأن مصر، ولعل خريطة برامجها تكشف هذا، إذ أذاعت فترة مفتوحة على الهواء بعد انتهاء حلقة "فودة" مباشرة، تناولت فيها العلاقات المصرية السودانية، وقدمت معالجة منحازة لخطاب البشير حول دعم مصر لمتمردى السودان، وأفردت مساحة كبيرة لدعايته بشأن احتلال حلايب وشلاتين، وهو ما يفسر سبب إثارة "فودة" لموضوع البدون الآن، وتلوينه بدرجة تشى بتعقد الأمور وتدفع فى إطار توتير المنطقة والملف. صديق "القاعدة" يدعم نشاط داعش البحث عن سبب اقتراب "فودة" من الموضوع الآن، لا يمكن أن ينحّى فكرة الوضع الأمنى على المحورين الشرقى والجنوبى، ولا أن يستند لفكرة النقاش المهنى وحسب، دون وضع الخلفية العملية والسيرة الوظيفية للرجل ضمن مفاتيح قراءة الصورة. إثارة الموضوع وتسويقه باعتباره أزمة تسيطر على سيناء وشلاتين، تبدو محاولة لتوظيف الالتهاب الذى تشهده المنطقتان إثر مواجهة الإرهاب أو تجارة البشير بالملف، وعلى صعيد الرحلة العملية لـ"فودة" الذى أقام سنوات فى بريطانيا وحاز جنسيتها، لا يبدو أن الإعلامى "المزدوج" مشغول بقضية البدون بجدية، فالرجل أقام سنوات فى بريطانيا وهى تشهد انعكاسات لهذا الملف بدرجة غير هينة، وتجاوزات فيما يخص إقرار طلبات اللجوء ومنح الإقامة والجنسية، ولم يتناول الأمر، كما عمل فى "الجزيرة" وشاهد آلاف البدون بقطر، وهو الأمر نفسه الذى يحدث على مرأى ومسمع منه الآن فى ألمانيا، التى يعمل فيها ويقبض منها، وتشهد يوميا ترحيل عشرات المقيمين منذ شهور وسنوات، وبعضهم من "البدون"، وهنا يصبح التفات "يسرى" المفاجئ لملف البدون بالمنطقة، واتخاذه مدخلا لتخصيص حلقة كاملة لانتقاد أوضاع مصر، أمرا غريبا ويتوخى تأجيج الأجواء فى مناطق مشتعلة، رغم عدم حضور مصر على لائحة الدول التى تشهد مشكلات بسبب "عديمى الجنسية"، وغياب الأمر عن ملفات المنظمات الحقوقية بشكل شبه تام، لمحدودية حضوره وأثره، ولكن هذه الممارسة الغريبة هى ما دأبت عليه حلقات "السلطة الخامسة" بشكل يحتاج للنظر فى كونها سلطة خامسة فعلا أو "طابورا خامسا". "مزدوج الجنسية" يتجاهل بدون لندن وبرلين فى ألمانيا التى يعمل فيها يسرى فودة، هناك آلاف من "عديمى الجنسية"، لكن برلين لا تمنحهم اللجوء والإقامة، وتعيد أغلبهم للوجهات التى جاءوا منها، ولا تتوقف عمليات الترحيل يوما، فمثلا فى فبراير 2016 قررت ولاية "هسن" ترحيل عشرات من عديمى الجنسية، وفى الشهر نفسه قالت السلطات إنها تواجه مشكلة بشأن التحقق من هويات لاجئين مغاربة، وأكدت مصادر أن وزارة الداخلية ضغطت على المغرب لاستقبالهم دون هويات تثبت مغربيتهم، وقالت صحيفة "فيلت إم زونتاج" الألمانية فى سبتمبر من العام نفسه، إن الداخلية تتجه لطرد لاجئين زاروا أوطانهم الأصلية دون إذن، وإن القواعد السارية تمنحها الحق فى سحب الحماية بقرار فردى ودون إخطار، وأنجزت ألمانيا قانونا لتسريع ترحيل اللاجئين على نفقتهم، كما أقرت حزمة تشريعية تسهل الترحيل دون ضوابط، بينما تشير التقديرات الرسمية للداخلية إلى أن عدد مجهولى الجنسية مليون و600 ألف، ما زال مئات منهم لا يملكون إقامة، وقال وزير الداخلية توماس دى ميزير: "لن نسمح لكل طالب لجوء بالبقاء". الصورة فى بريطانيا، التى يحمل "فودة" جنسيتها، أكثر تعقيدا وقسوة، فإلى جانب الحملات المعادية للمهاجرين، تتخذ الحكومة موقفا حادا منهم ومن عديمى الجنسية رغم إقامة بعضهم لسنوات، وبدءا من 2008 بدأت سياسة حادة فى مواجهة طالبى الإقامة و"البدون"، وزار وفد من داخليتها الكويت طالبا مساعدتها فى تحديد هوية مقيمين لديها ممن لا يحملون أوراقا، مشيرا لـ450 فردا دخلوا خلال 2006 و2007، إلى جانب مئات مقيمين منذ التسعينيات، وفى سبتمبر 2009 بدأت الداخلية حملة غريبة لمحاربة "البدون"، بالقول إنهم بدأوا تحقيقات بشأن دخول إرهابيين للبلاد وحصولهم على اللجوء بالخداع والتزوير، وأسفرت خطوة التشويه التى اشتعلت فى 2009 عن طرد وترحيل مئات المقيمين لمدد تتراوح بين شهور وسنوات، وفى يونيو 2014 ضغطت لندن على الكويت لاستقبال 100 شخص "بدون"، قالت إنهم كانوا مقيمين بشكل غير شرعى منذ شهور، وبعضهم منذ سنوات، وفى أكتوبر 2015 أثارت أمر انتشار البدون ودخول أعداد كبيرة منهم، وواصلت الضغط على الكويت لاستقبال مئات آخرين منهم، ليرد وليد الخبيزى، مساعد وزير الخارجية الكويتى لشؤون أوروبا: "لا توجد أعداد كبيرة كما تقول بريطانيا، هذه ادعاءات تُقدم لنا بين حين وآخر، وندرسها جميعا، وغالبيتها تكون غير دقيقة"، وبين وجهتى النظر يبدو أن تلاعبا ما من جانب بريطانيا بقضية "البدون"، وأنها تستغل الأمر لترحيل مقيمين لديها بشكل مثير للشبهات، ويقول عايد العنزى، رئيس رابطة البدون بالسويد: "ينتشر أكثر من 3000 آلاف من البدون فى بريطانيا وألمانيا، وكثيرون منهم يطردون بعد إقامة طويلة". بدون "السلطة الخامسة".. التدليس بالأرقام الصورة التى حاول يسرى فودة ترويجها بالحلقة هى أن "البدون" أزمة عربية، أو مصرية بشكل خاص، بينما تشير تقارير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى أنها تحضر فى 90 دولة بالعالم، وأن من بين أكثر من 10 ملايين "بدون"، تضم الدول العربية مجتمعة أقل من 400 ألف منهم، بنسبة أقل من 4%. بحسب أرقام المفوضية، تضم سوريا 160 ألفا من البدون، و120 ألفا فى العراق، و93 ألفا فى الكويت، و70 ألفا فى السعودية، و10 آلاف فى الإمارات، و7 آلاف فى قطر، بينما تورد الدول المذكورة أرقاما أقل، فلا يتجاوز العدد 37 ألفا فى الكويت، و10 آلاف فى السعودية، مع صعوبة حصر الأرقام فى العراق وسوريا، وصعوبة توصيفهم بـ"عديمى الجنسية"، إذ يواجهون بالأساس مشكلة نزوح بسبب الحرب، ولم تسقط عنهم جنسياتهم، بل إن الجنسية نفسها أهم مسوغات حصولهم على اللجوء بأوروبا، أى أننا أمام خريطتى الأرقام الخاصتين بالمفوضية والحكومات العربية، فإن الأعداد تتراوح بين 200 و400 ألف من إجمالى 10 ملايين بالعالم. على الجانب المقابل، تضم بنجلاديش أكثر من 300 ألف بدون، و600 ألف من مواطنى الاتحاد السوفيتى السابق يعيشون دون جنسية بين قيرغيزستان وتركمانستان وأذربيجان، ويبلغ العدد فى بورما مليونا، و700 ألف فى كوت ديفوار، و500 ألف فى تايلاند، و600 ألف فى ماليزيا، و300 ألف فى ليتوانيا، و200 ألف فى الدومينيكان، وعشرات الدول الأخرى التى تضم أرقاما بعشرات الآلاف، ولكن كل هذه الأرقام لم تسترع انتباه "فودة" وسلطته الخامسة، إذ لا يقطن أى من هؤلاء الملايين فى جبهتين مصريتين ملتهبتين، بسبب الحرب على الإرهاب أو مزايدات نظام البشير فى الجنوب، ولن يؤثر إثارة الأزمة فى وجهها العالمى أى شىء بشأن مصر، أو يدفع فى اتجاه تسخين أوضاعها. فى الكويت كان البدون يحصلون على حقوق مواطنة كاملة ويلتحقون بالجيش والشرطة حتى وقع الغزو العراقى 1991، فانضم قطاع منهم للقوات العراقية، ورحل آخرون للعراق وحملوا جنسيتها، ومنهم مثلا والى العنزى، وابنه "محمد" مؤسس ورئيس رابطة ما يُعرف بـ"الكويتيين البدون" فى لندن، وجمعته اتصالات عديدة بـ"فودة"، أما فى السعودية فينتمى أغلب البدون لأعراق أخرى، بين البلوش والبخاريين والبنغال وبعض الجنسيات العربية، ويقول الشيخ طراد بن مرشد، شيخ قبيلة السبعة فى تصريحات صحفية: "حكومتنا لم تقصِّر معنا، إذ فتحت أمامنا باب التجنيس فى السبعينيات، لكننا تجاهلناه، وذهبنا نبحث عن المراعى". فى الكويت كان البدون يحصلون على حقوق مواطنة كاملة ويلتحقون بالجيش والشرطة حتى وقع الغزو العراقى 1991، فانضم قطاع منهم للقوات العراقية، ورحل آخرون للعراق وحملوا جنسيتها، ومنهم مثلا والى العنزى، وابنه "محمد" مؤسس ورئيس رابطة ما يُعرف بـ"الكويتيين البدون" فى لندن، وجمعته اتصالات عديدة بـ"فودة"، أما فى السعودية فينتمى أغلب البدون لأعراق أخرى، بين البلوش والبخاريين والبنغال وبعض الجنسيات العربية، ويقول الشيخ طراد بن مرشد، شيخ قبيلة السبعة فى تصريحات صحفية: "حكومتنا لم تقصِّر معنا، إذ فتحت أمامنا باب التجنيس فى السبعينيات، لكننا تجاهلناه، وذهبنا نبحث عن المراعى". "البدون" بين الحقيقة وتدليس "DW" وفق بيانات ومصادر رسمية، فإن أعداد من لا يملكون أوراقا ثبوتية فى مصر تتراوح بين 600 و800 شخص من إجمالى 10 ملايين بالعالم، وهم من قبيلتى العزازمة بسيناء، والأتمن فى شلاتين، وتعود أصول العزازمة لصحراء النقب و"بئر السبع"، وبعد نكبة 1948 رحل كثيرون منهم لدول مجاورة، وفى سبتمبر 1950 نفذت الوحدة 101 بالجيش الإسرائيلى مجزرة ضدهم، واستمر الاضطهاد حتى عبروا الحدود المصرية 1953، ومنحتهم مصر بطاقات تعريف ووفرت لهم الخدمات، وبينما قال برنامج "السلطة الخامسة" إن عددهم بالآلاف، يقول "م. ع"، أحد أبناء القبيلة، توصلنا له عبر صحفيين محليين: "عددنا أقل من 3 آلاف، 90% أو أكثر نالوا الجنسية، والباقون لم تُوفق أوضاعهم بسبب نشاط التهريب عبر الحدود"، بينما تتركز الكتلة الأكبر من العزازمة فى الأردن بواقع 80 ألفا، وإسرائيل بواقع 20 ألفا، ويُقال إن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام من إحدى بطون القبيلة، بينما أشارت مصادر محلية إلى أن بعض عناصر القبيلة يشاركون بعض القبائل نشاط التهريب، استغلالا لسهولة عبورهم الحدود الإسرائيلية، وتجمعهم تعاملات بمقاتلى "داعش" بسيناء، وكان مئات منهم قد طلبوا اللجوء لإسرائيل فى 1999، ويقول "أ. ع"، ناشط سيناوى: "عزازمة 1953 مهجرون من قوات الاحتلال، وبعضهم يعملون مع الإسرائيليين كأدلاء وقصاصى أثر فى سلاح الحدود، مشمار قفول، وكجنود أو ضباط فى الكتيبة البدوية". وفى "شلاتين" التى يقطنها 20 ألفا، يواجه عشرات من "الأتمن" مشكلة استخراج الأوراق الثبوتية، بسبب الروابط العائلية التى تجمعهم بقبائل السودان، خاصة أنهم يرسلون أبناءهم للتعلم هناك، وقال النائب ممدوح عمارة، عضو البرلمان عن الدائرة، فى تصريحات، إن الجهات الرسمية تواصل جهودها لتوفيق أوضاع من لا يحملون أوراقا، وهم لا يتجاوزون مائتى مواطن يرتبطون عائليا وتجاريا بالسودان، بينما أشار مسؤولون أمنيون سابقون إلى أن التوترات التى يخلقها نظام البشر منذ التسعينيات سبب الأزمة، خاصة مع محاولته شراء ولاء بعض المرتبطين قبليا بالسودات، وضمه حلايب وشلاتين لدوائره الانتخابية. يسرى فودة.. العقل فى خدمة المادة فى حوار مع متخصص فى الصحافة الاستقصائية، عقب حلقة "السلطة الخامسة"، رفض ذكر اسمه، قال إن الشريط الأخير بخاصة، واستقصاء يسرى فودة بعامة أقرب إلى الانتقاء، لا يقوم على العرض الواسع المتوازن، قدر الانطلاق من فرضية مسبقة وتوجيه مسار العمل لتحقيقها، وأضاف المصدر ساخرا: "يسرى مش محايد، ده مطرح ما يسرى يهرى"، مشيرا إلى أنه خلال رحلة مهنية لأكثر من 25 سنة، لم يفتح ملف عديمى الجنسية من قبل، وإثارته له الآن ليست بعيدة عن توجهات "دويتش فيله"، خاصة أنه يحمل الجنسية البريطانية ولم يتناول أزمة اللاجئين ممن تطردهم لندن بشكل متواصل، ويعمل الآن فى ألمانيا ولم يقترب من مواقفها العدائية ضد اللاجئين و"البدون" على أرضها، وشهد فى 2004 خلال عمله فى الجزيرة، سحب قطر للجنسية من 5000 مواطن، فى عقاب بأثر رجعى على اتهام ساذج لهم بمحاولة الانقلاب على أمير الدويلة حمد بن خليفة سنة 1996، إضافة إلى 2000 مواطن "بدون" لا يحق لهم التنقل ويخضعون لكفالة قطريين آخرين، ولم يفتح الملف لا من قبل، ولا فى حلقته الأخيرة الموجهة ضد مصر. وأضاف المصدر، أن معالجة "فودة" لموضوعاته يسيطر عليها التلوين والتدليس، فى حلقات سابقة عرض أرقاما وتقارير غير دقيقة عن أوضاع مصر، وزور تصريحا لوزير دفاع إسرائيل حول سيناء، والآن زور أرقام من يواجهون مشكلة فى استخراج أوراقهم، متجاهلا الأرقام الرسمية والأسباب التى عرضها كثيرون من المراقبين وأبناء القبائل أنفسهم، بينما ينفذ تحقيقاته عبر مؤسسة عربية مستقلة، تتمتع بوجود واسع فى أغلب دول المنطقة، وكان يمكنه استقصاء الأمر فى الكويت والسعودية والإمارات وقطر، ولكنه انحاز لرؤية "DW" وهدفها، وخصص حلقته كاملة لمصر، مختتما بالقول: "يسرى يوظف عقله الإعلامى فى خدمة المادة والرؤية الألمانية، كما وظفه من قبل فى خدمة BBC والجزيرة". فى 2012 هدد "فودة بالرحيل عن إحدى القنوات المصرية، وبعد ترضيته وزيادة مقابل عقده، قال مدير القناة إنه كان يعتقد أن الأوضاع ستهدأ بعد الانتخابات الرئاسية وعليه العودة للندن، ولما لم يحدث هذا، وجد أن من الأفضل البقاء، ومن حلقته الأخيرة التى كان أخطر ما فيها محاولته إثارة نعرة قبلية، والتشكيك فى بعض قبائل سيناء وشلاتين، بقوله إن منح الجنسية يسير بسهولة للمتعاونين والموالين للدولة، متهما الترابين والبشارية وغيرهما من القبائل، يبدو أن إثارة الأمر ومعالجته لا تتوفر لهما الموضوعية والحيادية، وأن غرضا ما يقف وراء طريقة التناول التى اعتمدها "فودة"، ويمكن جمعها مع سوابق حلقاته، لقراءة صورة عريضة ينحاز لها الإعلامى مزدوج الجنسية، موظفا الجنسية نفسها فى إثارة نعرات عرقية وأمور تتصل بالأمن القومى، ومن الالتقاء مع خطاب انتقائى عن الأوضاع السياسية، ومصاحبة مهربى الأسلحة عبر الحدود، وتبنى مدونة تستجيب لإلحاح المصالح الدولية، وتحديدا لندن وبرلين، ولا تبتعد عن دور الدوحة المشبوه فى الساحة، يمكن توقع طريقة نقاش أى ملف قد يقترب منه يسرى فودة فى الفترات المقبلة، ويمكن استعارة الوصف السابق الذى أطلقه أحد مصادرنا لتلخيص "السلطة الخامسة" ومذيعها بجملة، فى قضية البدون المطروحة على طاولة "مزدوج الجنسية" العابر للمؤسسات ذات الروابط الوثيقة بأجهزة ودوائر أمنية، أو فى أى قضية أخرى، إذ تبدو الصورة بإيجاز شديد وغير مخل، أنه "مطرح ما يُسرى.. يهرى".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;