يوما تلو الآخر، ينزاح الستار عن العلاقات الخبيثة بين قطر إمارة الفتنة والإرهاب ودولة الاحتلال الإسرائيلى، خاصة مع تصريحات تميم بن حمد أمير الدوحة، التى أكد فيها وجود علاقات جيدة مع إسرائيل؛ إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية كشفت عمق العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين قطر والاحتلال، واصفة تلك العلاقات بالممتازة.
وقال تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الدوحة وتل أبيب؛ إلا أن العلاقات الجيدة لا تحتاج لمثل هذه التعقيدات، فالأمور تسير بصورة جيدة دون وجود سفراء رسميين بين البلدين.
وأضافت "يديعوت" أن هناك علاقات اقتصادية تربط بين الدوحة وتل أبيب، بالرغم من احتضان قطر زعماء قادة حركة "حماس" الفلسطينية، مشيرة إلى أن تلك العلاقات الاقتصادية تتم عبر وسطاء إقليميين موثوق فيهم.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن إسرائيل تصدر لقطر العديد من السلع والمنتجات، منها معدات وماكينات، فى حين تصدر الدوحة لتل أبيب المواد الخام المستخرجة من البترول، والتى تستخدمها إسرائيل فى تصنيع البلاستيك، مشيرة إلى أن حجم التبادل التجارى بين الجانبين تخطى حاجز الـ7 مليارات دولار فى 2015.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن هناك علاقات عسكرية تربط إسرائيل وقطر، إذ تستورد وزارة الدفاع القطرية من نظيرتها الإسرائيلية قطع غيار معداتها العسكرية للمدرعات والدبابات، بالإضافة إلى أجهزة رؤية ليلية وكاميرات وأجهزة استشعار عن بعد، وأن 75% من تصدير إسرائيل للمعدات والآلات تستحوذ عليه قطر.
ولفتت الصحيفة إلى زيارة أحد أمراء العائلة المالكة فى قطر وهو خليفة آل ثانى بتكليف من أمير قطر السابق خليفة بن حمد آل ثانى فى نوفمبر 2013، للتوقيع على عدة اتفاقيات، فى مقدمتها التكنولوجيا الحديثة أو "الهاى تيك".
وفى سياق العلاقات الجيدة بين الجانبين؛ تستقبل قطر السياح الإسرائيليين بشكل دورى، لتكون الدولة الخليجية الوحيدة التى تستضيف السياح الإسرائيليين على أراضيها.
ومن ناحية أخرى، قال موقع "والا" الإخبارى الإسرائيلى، إن تصريحات أمير قطر تميم بن حمد الأخيرة حول العلاقات الجيدة بين بلاده وتل أبيب صحيحة، حيث تربط الدوحة وتل أبيب علاقات وطيدة، مؤكدا أن تلك العلاقات ضرورية للتنسيق فى قضايا وملفات المنطقة.
ونقل الموقع العبرى عن مصدر إسرائيلى رفيع المستوى، قوله إن هناك علاقة مستمرة بين قطر وإسرائيل، تهدف لنشر السلام فى المنطقة، على حد قوله.
الجدير بالذكر أن النظام القطرى السابق بزعامة الأمير الأب حمد بن خليفة، وضع موطئ قدم لتل أبيب داخل الخليج العربى من خلال افتتاح مكتب تجارى إسرائيلى وسط العاصمة، ومنذ هذا التاريخ وقعت كل من الإمارة الصغيرة ودولة الاحتلال العديد من الاتفاقات التجارية الضخمة، وساهمت دولة الاحتلال بشكل كبير فى إنشاء قناة "الجزيرة" التى تُعَد "بوق" القطريين ضد جيرانها العرب، والتى يعمل بها العديد من الإسرائيليين بجنسياتهم الأجنبية حسب مصادر رفيعة المستوى.
وهناك تمثيل دبلوماسى وأمنى لقطر داخل تل أبيب ويقوم عليه محمد العمادى، الذى يشبه سفير قطر لدى إسرائيل، إذ أرسلته الدوحة إلى تل أبيب بحجة أن يكون وسيطا بين إسرائيل وغزة لإعمار القطاع.
ويعمل عدد كبير من الإسرائيليين مزدوجى الجنسية فى الحكومة والمؤسسات القطرية، ويدخلون البلاد بجوازات سفر وجنسيات أخرى، ويسهل نظام تميم بن حمد، دخولهم ويسمح لهم بالعمل بحرية داخل الإمارة.
كما تقدم قطر خدمات أمنية لدولة الاحتلال، حيث تقوم بالوساطة حاليا مع حركة "حماس" فى قطاع غزة من أجل إعادة جثث جنود إسرائيليين محتجزين فى القطاع، وهو ما أكده "العمادى" خلال الحوار، وتعتمد تل أبيب على الدوحة بشكل كبير فى هذا الملف.
ووصل التعاون الأمنى بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وعلى رأسها "الموساد" وجهاز المخابرات القطرية ذروته خلال الفترة الأخيرة، حيث ساعدت قطر فى تهجير يهود اليمن عبر مطارها الدولى فى الدوحة، وذلك فى سياق الخدمات الأمنية التى تقدمها قطر للكيان الصهيونى.