«خايف أموت وأنا باغنى فى فرح وبادعى ربنا يكرمنى بالهداية ويتوب عليا وابطل غنا».. بهذه العبارة، التى قالها لنا المطرب الشعبى سعد الصغير تتلخص كل التناقضات، التى قد نراها فى شخصيته وتصرفاته، يعبر عن حال الإنسان بكل ما يحمله من مشاعر وأخطاء وهفوات، يتبعها بلحظات صدق يلجأ فيها إلى الله داعيًا أن يخلصه من ذنوبه، التى لا يلبث أن يرتكب غيرها متعشما فى فرصة أخيرة تجعله ينهى حياته، كما يريد، وبالصورة، التى يرغب أن يلقى الله عليها.
لحظات صدق تحدث فيها المطرب الشعبى عن أحلامه وذكرياته وعاداته فى رمضان أظهرت جانبا آخر من صورته الصاخبة الراقصة التى اعتدنا أن نراه عليها، فهو ذاك الفنان الذى يرقص ويغنى بصورة قد يراها الكثيرون غير لائقة، وفى نفس الوقت يبنى مسجدا يختلف المشايخ حول جواز الصلاة فيه، يتم اتهامه بالتحريض على التحرش بعد واقعة التحرش الجماعى بالفتيات أمام إحدى سينمات وسط البلد أثناء عرض فيلم له مع الرقصة دينا، ثم يترشح للرئاسة بعدها بسنوات فى انتخابات 2012.
سألناه عن عاداته فى شهر رمضان فأجاب: باسأل نفسى وضميرى بيأنبنى ليه ما أبقاش كدة طول السنة».
يتحدث عن برنامجه اليومى فى رمضان، مشيرا إلى أنه يبدأ بصلاة الفجر فى المسجد، الذى بناه فى منطقته بشبرا وينام فى السادسة صباحا ثم يستيقظ لأداء صلاة الظهر مع أصدقائه وأعضاء فرقته وجيرانه فى نفس المسجد، مؤكدا أنهم يمكثون فيه لقراءة القرآن وصلاة العصر ثم صلاة المغرب ويعود للإفطار فى منزله، ثم يعود للمسجد لصلاة العشاء والتراويح وبعدها يذهب للجيم أو الدورات الرمضانية التى يشارك فيها.
يؤكد المطرب الشعبى أنه لا يشاهد التليفزيون نهائيا فى رمضان حتى أنه لم يتابع مسلسل «دلع البنات»، الذى شارك فى بطولته فى رمضان 2014.
يقول سعد الصغير: «قبل رمضان بكام يوم باطلع عمرة وأرجع بعد أسبوع من بداية رمضان، ولحد دلوقت عملت 7 عمرات وحجيت مرة»، ويؤكد «كان نفسى بعد الحج أبطل غنا، علشان ماعملش أى ذنوب تانى».
يستطرد قائلاً: «والله العظيم أنا عمرى ما شربت خمرة، وحريص أنى لا أقول ألفاظا خارجة فى الأغانى والأفلام، الغنا مش حرام بس مشكلتى فى الرقص، بتطلع معايا رقاصة، والناس اتعودت تشوفنى بارقص ولو خففت الرقص فى فرح ولا حفلة الناس بتزعل».
«بطلت أشتغل فى ملاهى ليلية لأن علشان الواحد يشتغل فيها لازم يصاحب البنات اللى هناك، وفى بدايتى كنت باصاحبهم علشان يشغلونى».
يتحدث عن المسجد الذى بناه منذ سنوات وحرم بعض المشايخ الصلاة فيه، قائلا: «اتكلمت مع الشيخ اللى أفتى بحرمة الصلاة فى المسجد، وقلتله البرنامج اللى أنت بتتكلم فيه بتاخد أجرك من فلوس الإعلانات اللى البنات بترقص فيها، وافرض ياسيدى إنى باعمل ذنوب وباتشعبط فى الخير وأتشعلق فى رضا ربنا تيجى يابتاع الدين تقوللى حرام، يعنى كنت بنيت بدل منه كباريه ولا كافيه كان هيبقى أحسن، ولو بصلى وقت وأسيب وقت تقوللى حرام ولا تشجعنى أكمل»..
يحكى المطرب الشعبى قصة بناء هذا المسجد قائلاً: «أخويا توفى منذ 7 سنوات فجأة وكان عمره 22 سنة وساب طفلين، وأمى كانت بتقعد فى البلكونة وتبكى وكان قدامنا قطعة أرض فاضية بتاعة جيراننا المسيحيين اللى كنت باشتغل عندهم وأنا صغير، روحت للمقدسة صاحبة الأرض وقلتلها عاوزها ابنى عليها مسجد ومش معايا فلوس، الست فورا جابت المحامى وكتبتلى العقد بدون ماتاخد ولا مليم وفعلا بنيت المسجد علشان أمى لما تبص قدامها تشوفه وتتصبر على فراق أخويا، وبعدها لقيت شركة تويوتا وجهينة بيكلمونى أعملهم إعلانات وجبت شنطة فلوس واديتها للمقدسة».
يتضح تعلق سعد الصغير الشديد بوالدته ويتحدث عنها قائلا: «أمى كل حاجة فى حياتى ومديرة أعمالى، أنا تعبت جدا فى حياتى واشتغلت من 6 ابتدائى فى أنابيب البوتاجاز والمحارة وغيرها، ولما حد كان بيدينى أكل لازم أشيل منه ساندوتش لأمى».
يعترف المطرب الشعبى قائلا: «أنا مش مطرب ولا ممثل، أنا مؤدى، لكن سر نجاحى إنى باتاجر مع ربنا كل ما أعمل خير بالاقى ربنا كرمنى والفلوس بتجيلى من حيث لا أدرى».
يشتهر سعد الصغير فى منطقة شبرا بمبادراته للمساعدة فى تزويج اليتيمات وعلاج الفقراء، كما يقدم مساعدات لأبناء منطقته من خلال الجمعية، التى يضمها مسجده، الذى يحضر فيها مشايخ لإلقاء الدروس وتحفيظ الأطفال القرآن.
«مابرضاش أؤذن فى المسجد علشان مافرضش نفسى على الناس ويقولوا علشان بناه هيأذن فيه، ومش باعمل مائدة رحمن باسمى علشان ماتبقاش منظرة ولا أدخل فى متاهة المشايخ اللى هيقولوا حرام». ورغم ذلك يشارك سعد الصغير فى إقامة موائد رمضان فى منطقته مع آخرين ويحرص كل عام على توزيع شنط رمضان على الفقراء.
يرفض أن يدخل أبناؤه فى مجال الفن قائلا: «الكار بتاعنا أوحش كار واللى مايمسكش نفسه فيه يضيع وخايف على عيالى منه والحمد لله ماحدش فيهم عنده رغبة يدخله».
ويضيف: «نفسى أختم القرآن باقرا منه لكن ماختمتهوش ولا مرة، وربنا يتوب عليا.