اشتعلت أزمة تنظيم الإخوان من جديد، بعدما صبت مراكز بحثية إخوانية، وقيادات التنظيم بتركيا، غضبها تجاه القيادة الحالية للجماعة، حيث اعترفوا بأن التنظيم يواجه أزمة تغيير وتطوير مؤسساته، معلنين ما أسموه "التأسيس الثالث للجماعة".
وأصدرت مراكز بحثية إخوانية بتركيا، دراسة حول القيادات الحالية للجماعة، اعترفوا فيها بعدم قدرة التنظيم على إيجاد حلول لنفسه، ومواجهته أزمة التغيير والتطوير، بخاصة على مستوى القيادة فى بعض مؤسسات الجماعة.
الدراسة التى نشرها المعهد المصرى للدراسات، التابع للإخوان والذى يتخذ من تركيا مقرا له، ويشرف عليه عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للجماعة فى الخارج، وجهت رسالة لقيادات الإخوان فى الدراسة نضها: "أخطر ما فى بعض المؤسسات في العقد الأخير، هو مواجهة التغيير والتطوير وبخاصة على مستوى قيادة بعض هذه المؤسسات بدعوى أن ما يصلح لمؤسسة ما لا يصلح لمؤسسة أخرى، مع العلم أن بعض هذه المؤسسات لا يقدم أى نموذج آخر لتطورها سوى إقناع العاملين بها بأن هذه الأساليب لا تصلح لها دون أى توضيح لأسباب ذلك، ولا حتى وضع أساليب تطوير أخرى، وهنا تكمن خطورة وجود قيادات مستبدة على رأس المؤسسات مما يعيق عمليات التطوير والإبداع والانطلاق".
ووجهت الدراسة، رسالة لقيادات الإخوان : "ليس معنى عدم قدرتك على تقديم حل، أن الحلول قد انعدمت، ولكن معناه أن ساعة استبدالك بمن يمتلك الحل قد حلت، وأن الأوان قد حان للبحث عن أصحاب الحلول المبدعة وتقديمهم ودعمهم ليقودوا المؤسسات إلى الأفضل، وإلى التميز، فهم يستحقون ذلك وأكثر، وعملية تغيير القيادة لا تعنى بالضرورة الإزاحة لكل ما هو قديم لا يمتلك بعض الأدوات أو الحلول، بقدر ما تعنى خلق البيئة الداعمة لتصدر القيادات التنفيذية على وجه الخصوص" .
وفى هذا السياق، أعلن محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، إن قواعد الجماعة يجددون البيعة لمكتب الإرشاد المؤقت للتنظيم، الذى لا يتبع جبهة محمود عزت، ويعاهده على السمع والطاعة، مشيرًا إلى أن هذا المكتب المؤقت سيكون بداية لما أسماه "التأسيس الثالث للجماعة".
ووجه عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، رسالة لقيادات الإخوان، وجبهة محمود عزت قائلا: "من ينتظر إخوانه يتحركون سيظل طوال عمره ينتظر، أدوات المرحلة نتحرك معاً ولا يعلم المنتظر".
وفى السياق نفسه كشف عز الدين دويدار، القيادى بإحدى الجبهات المتنازعة على قيادة جماعة الإخوان، عن وجود صلات قوية بين حركات حسم ولواء الثورة والإخوان، مشيرًا إلى أن جبهة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، كانت قد اتخذت قرارا فى 2015، بتفكيك الحركات المسلحة التابعة للجماعة، بحجة ضعفها وفقر إمكانياتها وارتفاع تكلفتها.
وحول هذه الأزمة قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الجماعة تهمل حاليًا الدراسات التى تخرج من مراكزها البحثية، وتطالب بتطوير التنظيم، مشيرًا إلى أنه عندما أراد عمرو دراج التوجه نحو العمل البحثى الذي يحمل رؤى فكرية ونقدية، استقال.
وأضاف الباحث الإسلامى لـ"انفراد"، أن الجماعة لن تقبل من مراكز الأبحاث أى تطوير، مشيرًا إلى أن التنظيم يرفض أى دعوات لتغيير القيادات الحالية للجماعة، سواء خرجت تلك الدعوات من حلفاءهم أو من قيادات بارزة بالتنظيم.