أكد غازى زعيتر وزير الزراعة اللبنانى إن المنتجات الزراعية المصرية آمنة تماما، ولا توجد أى قيود على الواردات الزراعية القادمة من مصر إلى لبنان، لافتا إلى أن بلاده استوردت كل احتياجاتها بالكامل من البطاطس المصرية خلال الشهرين الماضيين.
وقال وزير الزراعة اللبنانى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" على هامش اجتماعات مجلس الأعمال المصرى اللبنانى التى عقدت فى العاصمة اللبنانية بيروت أنه لا يوجد أى محظورات على السلع الزراعية القادمة من مصر إلى لبنان، مؤكدا تميز وعمق العلاقات السياسية بين البلدين، وما شهدته من تطور خلال العام الحالى والذى شهد زيارات للرئيس اللبنانى ميشيل عون ورئيس الوزراء سعد الحريرى إلى القاهرة ولقاءهما بالرئيس السيسى والذى تم خلالها التوقيع على اتفاقيات تجارية واقتصادية هامة.
وتابع: أن اجتماعات مجلس الأعمال المصرى اللبنانى مكلف بتفعيل الاتفاقيات لخدمة مصلحة البلدين والشعبين، باعتبار أن التبادل والتنوع أمر أكثر من ضرورى لتحقيق التكامل الاقتصادى.
وأشار إلى أن تميز العلاقات السياسية سوف يستتبعه زيادة فى التبادل التجارى فى مجالات الزراعة بين البلدين ونقل الخبرات المشتركة، وفتح أسواق جديدة لتصدير الحاصلات الزراعية فى البلدين، ونقل الخبرات الزراعية من خلال التقنيات الحديثة فى الزراعة وخاصة فى الفاكهة التى يمكن زراعتها فى مصر التى تتناسب مع الظروف الجوية.
وأوضح أنه تم الاتفاق مع الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى على تشكيل لجنتين، الأولى لتيسير الصادرات وواردات المنتجات الزراعية بين البلدين، وأخرى فنية من الحجر الزراعى، والحجر البيطرى لتوحيد الإجراءات بما يخدم المزارع والمستهلك اللبنانى والمصرى.
وفى ذات السياق أكد المهندس أحمد السويدى رئيس مجلس الأعمال المصرى اللبنانى أن المجلس يستهدف تحسين العلاقات الاقتصادية بين الجانبين مؤكدا أن الصناعات المصرية تعد رخيصة للغاية مقارنة بدول العالم وتابع: فى مصر تتوفر الأيدى العاملة ووسائل الطاقة والكفاءات البشرية بشكل كبير وبدون تكاليف كبيرة.
وأوضح المهندس أحمد السويدى أن المجلس وضع خطة استراتيجية لزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال عامين مؤكا أن لبنان يستورد من مصر بما يقرب من 800 مليون دولار بينما نستورد من لبنان بضائع ب 80 مليون دولار وتابع نستهدف زيادة حجم صادراتنا إلى لبنان ل 1.5 مليار دولار وحجم استيرادنا من لبنان ل 250 مليون دولار.
وتابع أن السوق المحلى للبنان يعتمد على الأدوية المصرية، مؤكدا أن الدواء المصرى عنصر رئيسى فى منظومة التبادل التجارى مشيرا إلى أن التسويق للبضائع فى أفريقيا أحد أهم أولويات المجلس مؤكدا أن الجانب اللبنانى له تواجد كبير فى أفريقيا.
وقالت الدكتورة منى وهبة المستشار التجارى المصرى فى لبنان إن العام الماضى شهد طفرة فى حجم الصادرات المصرية إلى السوق اللبنانية حيث بلغت ٧٧٤ مليون دولار بزيادة قدرها ٦٧٪ بينما شهدت تراجع للصادرات اللبنانية إلى مصر بشده لتصل إلى ٥٨ مليون دولار بتناقص نسبته ٣٤٪، حيث بلغ حجم التبادل التجارى ٨٨٣ مليون دولار، كما حققت الصادرات المصرية خلال يناير وفبراير الماضيين إلى السوق اللبنانية زيادة بقيمة ١٣٣ مليون دولار بنسبة ٩١٪.
وقالت الدكتورة منى وهبة إن السوق اللبنانى يستقبل أكثر من ٣٠ منتجا وسلعة ومشتقاتها من بينها اللؤلؤ والمعادن الثمينة والخضر ونباتات وجذور والمصنوعات من الأسمنت والحجر والمواد الغذائية والمنتجات الزراعية وخاصة البطاطس والبصل والكيماويات والحديد والصلب والمنظفات الصناعية وصابون ومساحيق غسيل وسجاد والمنسوجات والمستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل والأجهزة المنزلية.
وأعلنت أن السوق المصرى يستقبل سنويا ما يقرب من ٢٥ سلعة أهمها منتجات المملكة النباتية ومنتجات الشعير والقمح والمنتجات النسيجية والكتب والمطبوعات والمنتجات الكيماوية والأثاث.
وأشارت إلى أن عدد المشروعات اللبنانية فى مصر بلغ ١٣٤٢ مشروعا عام ٢٠١٥ بإجمالى استثمارات ٤ مليارات دولار، مشيرة إلى أن إجمالى الاستثمارات المتدفقة لعام ٢٠١٦ بلغت ٦٩ مليون دولار بمعدل نمو ٥٣.٢٪ فى مجالات المصارف والصناعات الورقية والزراعة والكيماويات والسياحة والإنتاج الداجنى والثروة السمكية والأعلاف.
ولفتت إلى أن المجلس اتفق خلال اجتماعاته أمس على تحرير القيود على استيراد البضائع من مصر كميا وموسميا، وتحقيق التكامل الاقتصادى بين البلدين والذى اثمر عن تعاقد الجانبين على تصنيع مصر للملابس الرسمية لشركة الشرق الاوسط اللبنانية للطيران وبعض الشركات الهامة والتى يصممها حيدر بزى مصمم الازياء اللبنانى المشهور بقيمة ٣ ملايين دولار.
وأضافت: أن الجانبين اتفقا على رفع التبادل التجارى فى مجال الأدوية من ٥ إلى ١٠٠ مليون دولار خلال عام، مؤكدة أنه رغم الأحداث السياسية التى شهدتها مصر خلال العام الماضى لم يخرج مستثمر لبنانى واحد مصر ما يؤكد على تمسك الجانب اللبنانى بعلاقته المتميزة بمصر.