سعى يوسف القرضاوى، الداعية الإخوانى الهارب إلى قطر من حكم بالإعدام، لإنقاذ مبادرته التى مر عليها أسبوعين والتى طالب فيها جماعة الإخوان، بإجراء انتخابات داخلية للتنظيم، وتعديل اللائحة الداخلية للجماعة، حيث جدد القرضاوى فى تسجيل صوتى مناداته لقيادات الجماعة باختيار قيادة جديدة، فيما كشفت مصادر أسباب هذه الرسالة وكواليسها.
وطالب يوسف القرضاوى، جماعة الإخوان باختيار قيادة جديدة تكون قادرة على قيادتهم، ووصف القرضاوى جماعة الإخوان بأنها تمثل الأمة الإسلامية – على حد قوله.
وقال القرضاوى فى تسجيل صوتى نشره عبر صفحته على "فيس بوك"، إن القيادة يجب أن تجمع ولا تفرق وتنادى على الناس أن تجتمع، معترفا بأنهم – أى جماعة الإخوان – يفتقدون القيادة، ومعترفا أيضا بأنهم يسعون لما أسمه "الخلافة الإسلامية"، مضيفاً: "فقدنا القيادة عندما فقدنا الخلافة الإسلامية".
وكشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن يوسف القرضاوى ابلغ قيادات الإخوان، عقب حضوره عزاء أحمد سيف الإسلام، نجل حسن البنا، فى الدوحة، ضيقه من ردود الأفعال التى خرجت من جبهتى محمود عزت، القائم بأعمال التنظيم، وجبهة محمد كمال، والاتهامات المتبادلة بين الفريقين بسبب تعديل اللائحة الداخلية للجماعة، ورفض جبهة عزت قرار تعديل اللائحة وتمسكها بالقرارات القديمة.
وأضافت المصادر لـ"انفراد" أن بعض قيادات الإخوان فى قطر طالبت القرضاوى بإلقاء بيان أو كلمة يحث فيها قيادات الجماعة المتناحرة على سرعة الاستجابة لبيان حل الأزمة، وأن يُذكر الجبهتين بتعهداتهم باحترام نتائج لجنة الحكماء التى شكلها مؤخرًا.
وأشارت المصادر إلى أن هناك توقعات بأن يرسل "القرضاوى" خطابات لكلا من القيادتين فى الخارج، يطلب منهما تفسير للمواقف التى صدرت مؤخرا بشأن تعديل اللوائح الداخلية، والخطوات التى بدؤوا فى اتخاذها لإجراء الانتخابات الداخلية.
يأتى هذا فيما قال ياسر فتحى، عضو اللجنة المركزية لشباب جماعة الإخوان، إن هناك حاجة ملحة لتنفيذ مبادرة القرضاوى، ولذا فلابد من الإسراع بجدية لإجراء حوار حقيقى حول الرؤى والأفكار وتحديث اللوائح وإجراء انتخابات شاملة بما يتوافق مع اللحظة الحالية، وما يتوافق عليه جمهور الإخوان.
وأضاف فى تصريح له على أحد مواقع الإخوان، أن أى تأخير أو تعطيل لذلك هو أمر يضعف الجماعة ويضعف مؤسساتها وقادتها وتأثيرها.
بدوره، قال أحمد نصار، القيادى بجماعة الإخوان، فى مقال على أحد المواقع الإخوان، إن قدرة قيادات الإخوان بالخارج على المناورة ضعيفة، كما أن قدرتهم على قراءة المشهد بشكل عام قد تكون خاطئة.
وأضاف نصار، أن وجود أغلب قيادات الإخوان فى الخارج جعل قدرتهم على قراءة المشهد غير جيدة، كما أنهم بعيدون عن الصراع الحقيقى.
من جانبه، قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن مكانة يوسف القرضاوى فى التيار الإسلامى أصبحت على المحك، بعد ردود الأفعال المتباينة من قبل الإخوان على مبادرته، موضحا أن الجماعة قللت من شخصيته باستمرار الصراع والاتهامات المتبادلة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هناك أطراف داخل جماعة الإخوان حريصة على تنفيذ مبادرة القرضاوى ومعظمهم من قيادات قطر، وهم من يدفعون القرضاوى لإعادة بث مبادرته وتدشين رسائل تحث القيادة الحالية على إجراء الانتخابات الداخلية.