استيقظ أمير الدوحة تميم بن حمد آل ثانى، صباح الاثنين، على قطيعة عربية وخليجية، وعرش تحته، بعد إعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من الدول قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق كل المنافذ البرية والبحرية والجوية منها وإليها، ومنع دخول أو عبور القطريين إلى المملكة لأسباب أمنية، بسبب دعم وتمويل الإرهاب، ولا يجد أمامه سوى منفذ واحد على الشاطئ الغربى من الخليج، حيث فتحت الدولة الشيعية أحضانها إلى إمارة الشيطان.
واستبق تميم القطيعة العربية، بتصريحات استفزازية للعرب والخليج، ارتمى بها فى أحضان إيران، وخلع العباءة العربية وارتدى العمامة السوداء الشيعية، وراهن على طهران مدافعا بانحياز عن أذرعتها فى المنطقة حماس وحزب الله، فما كان إلا أن دافعت الدولة الشيعية عن الحليف الجديد القديم، بعد ساعات من اعلان القطيعة العربية للدوحة، وعبّرت وزارة الخارجية الإيرانية رفضها للقطيعة قائلة أن "آلية الحظر في العالم المترابط يعد أمرا مذموما ومرفوضا، فضلا عن عدم جدواه".
كما عبرت إيران عن قلقها من التطورات في علاقات بعض دول الخليج، ودعت إلى حل الخلافات عن طريق الحوار الشفاف وليس بأي أسلوب آخر، وقال المتحدث بإسم الخارجية الايرانية، بهرام قاسمي، إن "تسوية الخلافات بين الدول الاقليمية يتم عبر الطرق السياسية والحوار الشفاف لا غير".وتابع أن طهران "تعرب عن قلقها ازاء التطورات الأخيرة في علاقات بعض دول جوارها الجنوبية وتأمل في تسويتها وتؤكد على أن زيادة التوتر في العلاقات بين الحكومات الجارة في ظل ظروف لاتزال فيها المنطقة والعالم تعاني من آثار أزمة الإرهاب والتطرف واستمرار احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، لن يصب في مصلحة أي حكومة أو شعب في المنطقة بل يهدد مصالح الجميع.
وطلب من جميع دول الجوار المشغولة في الخلافات الجارية في جنوب الخليج الاتعاظ من التجارب المريرة في المنطقة والابتعاد عن الحساسيات والرجوع إلى التعقل والتدبير وضبط النفس بغية تخفيف حدة التوتر والعودة إلى الاستقرار، وقالت إن أسلوب حل الخلافات بين بلدان المنطقة ومنها ما يجري الآن بين البلدان الثلاثة المجاورة لقطر يتمثل باعتماد الأسلوب السياسي والسلمي والحوار الشفاف والصريح فيما بينها، كما إن الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول المستقلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الحدود الدولية الرسمية من أساسيات الحقوق والعلاقات الدولية وعلى جميع الأطراف احترامها".
ونظرا لجذور العلاقات الممتدة بين الدوحة وطهران، هاجم مسئولون إيرانيون المملكة العربية السعودية، مدافعين بذلك عن الدوحة، وتطاول أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام والقيادى بالحرس الثورى، محسن رضائى على السعودية، زاعما أن الملك سلمان يريد ابتلاع قطر والبحرين كما حاول صدام ابتلاع الكويت وحاول داعش ابتلاع سوريا والعراق والكويت من أجل ان يكون هناك دولتان او ثلاث عربیة لمواجهة الفرس والأتراك.
وجندت طهران مسئوليها للتأكيد على الحوار بين دول مجلس التعاون الخليجى والدفاع عن سياسات قطر، وقال حميد أبوطالبي، المساعد المتخصص بالشئون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وصف قرار قطع العلاقات مع قطر بأنه "ليس حلا لإنهاء الأزمة" وكتب على حسابه بموقع تويتر قائلا إن ما وصفه بـ"عهد التحالفات والشقيق الأكبر" قد انتهى.
وما يثير الدهشة هو تحول المسئولين الإيرانيين إلى النقيض، فبعد أن كان يصف اعلام طهران تميم بعراب الارهاب، دافع المسئول الإيرانى عن سياسات تميم قائلا "عهد الحظر قد انتهى اليوم أيضا وقطع العلاقات الدبلوماسية وغلق الحدود ومحاصرة الدول والإخراج من التحالف ليس سبيلا للخروج من الأزمة." متسائلا "كيف يمكن لبلد صغير الاطاحة بالحكومة الشرعية في البحرين ودعم داعش والقاعدة والتطرف في صحراء سيناء وإيجاد تصدع في التحالف" بإشارة منه إلى الاتهامات التي وجهتها الدول الأربع إلى قطر.
لم تقف ردود الأفعال الإيرانية عند حد الدفاع عن قطر، بل امتد التعاطف معها إلى عرض ارسال مساعدات غذائية إلى سكان الدوحة الذين سيطرت عليهم حالة من الهلع وسارعوا إلى محلات السوبر ماركت صباح اليوم لتخزين المواد الغذائية، ما دفع رئيس نقابة مصدري المحاصيل الزراعية في إيران، رضا نوراني، إلى اعلان عن استعداده لتصدير مختلف المحاصيل الزراعية والمواد الغذائية الى قطر عبر 3 موانئ في جنوب إيران.
وقال المسئول الإيرانى، بعد إغلاق المعابر البرية مع قطر من جيرانها وكذلك المرافئ فإن إيران قادرة على شحن المواد الغذائية إلى قطر في غضون 12 ساعة.
وحدد نوراني موانئ "بوشهر" و"بندر عباس" و"بندر لنكه" لتكون متاحة للتصدير، مقدّرا بأن الدوحة تستورد منتجات غذائية بما بين أربعة إلى خمسة مليارات دولار من السعودية والإمارات ومصر.