تلعب وسائل الإعلام، دورا هامًا فى إبراز الحقيقة ونقل الواقع الذى يجرى فى العالم للقارئ والمتابع لطبيعة الأحداث التى تجرى فى المنطقة، لكن الوضع كان مغايرًا فى سوريا عبر وسائل الإعلام الغربية، التى تروج لمشاهد دموية وخراب يجرى فى البلاد دون شرح وتوضيح الصورة الكاملة لحقيقة ما يجرى فى سوريا، ولعل صورة الطفل السورى الصغير "عمران" الذى تم انقاذه من تحت الأنقاض فى مدينة حلب المثال الأبرز.
ولعب الإعلام الغربى، دورا بارزًا فى الترويج لصورة الطفل عمران، محملة النظام السورى مسؤولية القصف الذى أدى لإصابة الطفل وعدد من المدنيين، وهزت الصورة وسائل الإعلام العالمية والعربية ومختلف الأوساط السياسية حتى مجلس الأمن، ووجهت بسببها أصابع الاتهام للحكومة السورية.
وكشف والد الطفل عمران، طبيعة الدور الذى تقوم به منظمات الإغاثة فى سوريا وتحديدا أصحاب الخوذ البيضاء، كاشفًا عن ملابسات التقاط الصور الخاصة بنجله وعن المسؤول عن الهجمات والتهديدات والإغراءات التى تعرض لها هو وأسرته عقب انتشار صورة نجله بشكل كبير، مؤكدًا تلقيه عروضا مالية ضخمة، حتى يدعى أن ما حصل له وعائلته، كان ناتجا عن قصف للطائرات السورية والروسية.
وكشف والد الطفل عمران، حقيقة الصورة التى التقطت لنجله فى أغسطس 2016، عقب انهيار منزله فى حى القاطرجى فى مدينة حلب، موضحًا أنه كان يجلس مع جميع أسرته فى المنزل، مضيفا "لم نسمع أصوات طائرات حربية ولا صواريخ جوية استهدفت منزلنا، ولم نعلم كيف حدث ذلك، سوى أننى أخرجت وعائلتى من بين الركام".
وأشار والد الطفل السورى، إلى الدور الغامض الذى يقوم به أصحاب الخوذ البيضاء "العاملين فى منظمات الاغاثة" وتصويرهم لنجله، مؤكدًا إصابة ابنته ومصرع نجله "على"، الذى أصيب إصابة بالغة جراء انهيار المنزل، وأضاف قائلا "لم أعلم فى البداية أنهم صوروه، لكن ما حدث بعد ذلك هو ما جعلنى أفكر فى سبب تصويرهم له".
وكشف والد الطفل السورى عمران عن العروض المادية التى تلقاها من قادة ومسلحين وجمعيات عقب انتشار الصور، مؤكدًا أن بعضهم عرض عليه أن يترك مدينة حلب، وتدبير منزلا له ولأسرته فى تركيا أو الولايات المتحدة أو بريطانيا، مقابل اتهام الحكومة السورية بأنها المسئولة عن مقتل نجله، وأضاف بالقول:"لكنى لا أزال أعيش داخل مدينة حلب، فأنا ابن هذه المدينة، فحلب المدينة التى لا تموت".
وأشار والد الطفل السورى، إلى اتصال أحد أعضاء الائتلاف السورى المعارض - المتواجد فى اسطنبول – به، طالبًا منه صراحة اتهام الدولة السورية بما جرى لأسرته.
وتحدث والد الطفل عمران، قائلا "ثم كانت المفاجأة عندما قال لى بعض الصحفيين الذين نعلم أنهم مقربين من تنظيم جبهة النصرة الإرهابى، بأن 26 مليون مسلم يعتمدون على، فسألته: لماذا؟، فقال لى: "إنهم ينتظرون تصريحك وتأكيدك بأن من قام بالقصف هو الحكومة السورية".
وأشار والد الطفل عمران، إلى أن صحفيين ووكالات حاولوا تشويه الحقائق المتعلقة بصور نجله، مؤكدًا أن أصحاب الخوذ البيضاء، لم يقل أحد ممن صوروا نجله أن الدماء التى كانت على وجهه كانت دماء والده، وأضاف بالقول "لم يقل أحد إن شقيقة عمران، آروى، ضربت أحد الصحفيين لتمنعه من تصوير شقيقها وهو مصاب".
وأشار والد الطفل السورى عمران، إلى أن بعض الإعلاميين الذين صوروا ابنه يتحدثون عنه وكأنهم مسئولين عنه، رغم أنهم لا يعيشون فى حلب أصلا.
وكشفت صورة الطفل السورى عمران، طبيعة الدور الخفى الذى تلعبه منظمات الإغاثة، ووسائل الإعلام الغربية، فى نقل جانب من صورة الأوضاع التى تجرى فى سوريا وتضليل الرأى العام فى عدم نقل طبيعة ما يجرى بشفافية كاملة وهو ما يضع علامات استفهام حول طبيعة الدور الذى تلعبه وكالات الأنباء العالمية والمنظمات الإغاثية العاملة فى سوريا.