يردد دائمًا المهتمين بأسواق المال فى العالم أن البورصة مرآة الاقتصاد، ولذا فأن ما تشهده البورصة المصرية حاليًا من مؤشرات إيجابية ينبئ بتحسن الاقتصاد خلال الفترة المقبلة، وهو ما أكده محللون ماليون، متوقعين استكمال البورصة اتجاهها الصاعد على المدى المتوسط وطويل الأجل ليستهدف مستويات 14500 نقطة، وتحسن مستويات سعر الصرف وانخفاض التضخم.
وكسر المؤشر الرئيسى للبورصة مستواه التاريخى 13500 نقطة، خلال جلسة أمس ليحقق أعلى مستوى فى تاريخه، كما تجاوزت مشتريات الأجانب 6.5 مليار جنيه حتى نهاية جلسة تداول اليوم الأربعاء، مقابل 5.8 مليار جنيه خلال عام 2016.
وفسر محمد عبد الحكيم، خبير أسواق المال، اتجاه البورصة خلال الفترة الماضية، أن البورصة المصرية ارتفعت خلال العام الماضى، خاصة خلال آخر شهرين عقب إصدار قرار تحرير سعر صرف الجنيه، ولذا كان متوقعًا أن تواجه حركة تصحيح مع بداية العام الجارى إلا أنها تحركت بشكل عرضى، مما أدى إلى امتصاص كافة القوى البيعية للمستثمرين، وأصبحوا حاليًا مستعدين للشراء.
وعن توقعاته لاتجاه البورصة خلال الفترة المقبلة، أكد عبد الحكيم، لـ"انفراد"، على أن اتجاه البورصة صاعد خلال الفترة المقبلة، متوقعا أن يصعد المؤشر الرئيسى لأوسع مدى فى النطاق العرضى ليصل لمستوى 15200 نقطة على المدى المتوسط من "3-9" أشهر.
ومن جانبه، أرجع معتصم الشهيدى نائب رئيس شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية، ارتفاع البورصة إلى الشراء المكثف من المستثمرين الأجانب للأسهم القيادية خاصة سهمى البنك التجارى الدولى وهيرميس، لاسيما بعد انضمام الأخير لمؤشر مورجان ستانلى، بالإضافة إلى سهم جلوبال تليكوم القابضة.
وأضاف الشهيدى، لـ"انفراد"، أن الشراء القوى للأجانب، نجح فى تجاوز الأخبار السلبية التى واجهت البورصة خلال الفترة الماضية، سواء المتعلقة بفرض ضريبة الدمغة أو رفع سعر الفائدة على الإيداع بالبنوك، وهو ما يدل على قوة البورصة المصرية، غير أنه أشار إلى أن المؤسسات المحلية مازالت تتجه نحو البيع للاستفادة من سعر الفائدة المرتفع والاستثمار فى أدوات الدين.
وأشار نائب رئيس شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية، إلى أن الاتجاه القوى للمستثمرين الأجانب للشراء بالبورصة يرجع إلى توقعهم تحسن سعر صرف الجنيه، وهو ما يترتب عليه تحقيقهم أرباح ضخمة من فارق سعر العملة، كما يتوقع تحسن الاقتصاد المصرى فى الربع الثالث وانخفاض معدل التضخم، متوقعا أن تستهدف البورصة مستوى 14500 نقطة قبل نهاية العام,
واتفق معه إيهاب سعيد العضو المنتدب لشركة أصول لتداول الأوراق المالية، حول أن سبب الصعود القوى لمؤشر البورصة الرئيسى يرجع إلى ارتفاع سعر سهم البنك التجارى الدولى لمستويات قياسية خاصة وأن السهم يمثل نسبة 40% من الوزن النسبى للمؤشر، مضيفا كما أن قرار مقاطعة 6 دول عربية لقطر جاء إيجابيا على البورصة المصرية، لأنه يثبت توافق دول الخليج مع سياسة مصر.
وتوقع إيهاب سعيد، أن يرتفع مؤشر البورصة الرئيسى إلى مستوى 14000 نقطة خلال الفترة المقبلة، بشرط إغلاقه الأسبوع الجارى أعلى مستوى 13550 نقطة.