بعد 12 يوما من عرض مسلسل "الجماعة 2" للمؤلف وحيد حامد، خرج العديد من المؤرخين يشككون فى الأحداث التاريخية التى يقدمها المسلسل، ويعتبرونها ليست حقيقة ومزيفة بالكامل، على عكس الجزء الأول من المسلسل.
ومن هنا عبر الدكتور والمؤرخ عاصم الدسوقى، عن استيائه الشديد من عرض مسلسل الجماعة 2، واصفا الدراما التاريخية بالمعدومة وفى حالة خصام.
وأوضح عاصم الدسوقى، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد، أن الدراما التاريخية تكتب على حسب أهواء المؤلف والمنتج والمخرج، فمن المعروف أن الكاتب وحيد حامد مؤلف مسلسل الجماعة معادى لجمال عبد الناصر، لذلك أظهره بالخائن فى المسلسل.
وأشار عاصم الدسوقى، إلى أن المسلسل به تزييف للتاريخ، فـى 5 % حقيقة والباقى توليفة المؤلف، كما أن المسلسل يفتقر إلى اللغة الزمنية أيضا.
وتابع عصام الدسوقى، أن المسلسل أظهر الملك فاروق بأنه رجل سياسى واعى، وهذا غير صحيح فمن المعروف عن الملك فاروق حبه للقمار واللهو مع النساء وابتعاده عن الحياة السياسة.
ولفت عصام الدسوقى، إلى أننا لا نغفل علاقة جمال عبد الناصر بالإخوان، ولكن هذا لا يعنى أنه كان واحدا منهم.
وأكد عاصم الدسوقى، أن "الجواب بيبان من عنوانه" وذلك بعد مشاهدته للحلقات الأولى من المسلسل، مشيرا إلى أن المسلسل بالطبع سيخفى علاقة محمد نجيب بالإخوان للإطاحة بجمال عبد الناصر.
وفى السياق ذاته، قالت الدكتورة والمؤرخة زبيدة عطا، إنها صدمت من مسلسل الجماعة 2، وذلك لأن من المعروف أن الكاتب وحيد حامد من ضمن الكتاب المتميزين.
وأشارت زبيدة عطا، إلى أن مسلسل الجماعة 2 يظهر تعاطفا كبيرا مع جماعة الإخوان، فيظهرهم بأنهم تعرضوا لعمليات تعذيب، ولكن نسى المؤلف شيئًا مهمًا أنهم قاموا فى الأساس بعمليات إجرامية عديدة.
ولفتت زبيدة عطا، إلى أن المسلسل غير ملتزم بالنص التاريخى، فهو يعبر عن وجه نظر المؤلف، مضيفا أنها شاهدت مشهدا غريبا لسيد قطب فى المسلسل يوضح أن قطب كان معروفا بين الناس وهذا الكلام غير صحيح.
وأكدت زبيدة عطا، أن المسلسل عمل درامى جاد، لكنه غير مرتبط بالتاريخ.
ومن جانبه، قال الدكتور والكاتب الروائى عمار على حسن، أن الكاتب وحيد حامد مؤلف المسلسل مستواه انخفض وسقط فى فخ الرواية الإخوانية.
وأوضح عمار على حسن، أنه شعر فى الوقت ذاته بأن الحوار داخل المسلسل، ليس ابن زمنه وهذا عيب شديد فى عمل فنى درامى تاريخى، لهذا فعلى المؤلف التاريخى أن يختار بعناية شديدة الألفاظ والمصطلحات المرتبطة بزمن هذا الحدث.
وأضاف عمار على حسن، أن المسلسل أظهر الزعيم جمال عبد الناصر على أنه أقام تميزا بين الدولة المدنية والدينية، وهذا الأمر خطأ وغير صحيح، لأن المصطلح غير دارج قبل عام 1952.
وتابع عمار على حسن، أن الإخوان مشهود لهم بالكذب المنظم، ففى الرواية الإخوانية يرصدون أن جمال عبد الناصر كان واحدا منهم ثم انقلب عليهم، وهذا غير صحيح فقد استغلهم عبد الناصر لخدمة مشروع سياسى ولم يكن لخدمة مشروعهم الإخوانى، لافتا إلى أن من يطالع موسوعة الإخوان التاريخية سيجد أنهم أعادوا صياغة التاريخ ليظهروا أنهم كانوا يعملون لخدمة الحركة الوطنية المصرية وهذا غير صحيح على الإطلاق.
وأكد عمار على حسن، أنه من الصعب أن يكون جمال عبد الناصر، عضوا فى جماعة الإخوان لأنه منذ ظهوره كان يحب أن يقرأ لنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، ويسمع أغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، وهذه الشخصيات التى كان يحبها عبد الناصر من الصعب أن تتوافق مع أفكار جماعة الإخوان.