بعد "البريكست".. زلزال سياسى جديد يهز بريطانيا.. تريزا ماى تخسر رهان الانتخابات.. وحزبها "المحافظين" يفقد الأغلبية والسباق ينتهى ببرلمان معلق.. الجارديان: "العمال" بطل الجولة.. ودعوات لاستقالة رئيسة ا

فشلت استطلاعات الرأى مرة أخرى فى توقع نتيجة واحدة من أكثر الانتخابات أهمية فى تاريخ المملكة المتحدة الحديث، إذ توقعت فوز "تاريخى" لزعيمة حزب المحافظين وتمكنها من الفوز بأغلبية بسهولة. ولكن ما حدث يمكن وصفه بأنه "صدمة" للأوساط السياسية فى بريطانيا، لاسيما وإن الانتخابات العامة التى دعت إليها تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا فى إبريل الماضى لمنحها الشرعية المطلوبة قبل بدء مفاوضات الخروج الرسمية فى 19-20 يونيو الجارى. ومن جانبه، خرج جريمى كوربين، زعيم حزب العمال البريطانى منتصرا من هذه الانتخابات بغض النظر عن عدد المقاعد الذى حصل عليها حزبه، إذ أنه تحول من سياسى "منبوذ" يتعرض لانتقادات من كل صوب، إلى منافس عنيد فى الانتخابات استطاع أن يعيد شعبيته ويهز صورة منافسته ماى. وقال وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية إنه "مستعد لخدمة هذا البلد" مشيرا إلى أن مفاوضات الخروج مع النظراء الأوروبيين يجب أن تستمر، لأن قرار تأجيلها ليس بأيدى بريطانيا. كما كرر دعوته لتريزا ماى بالاستقالة، مؤكدا أن "العمال" فاز بالانتخابات بسبب برنامج الحزب "القوى والمتفائل". ومن جانبها، أعربت تريزا ماى، عن رفضها للاستقالة. ومن ناحية أخرى، قال الكاتب فرانسيس إليوت فى مقال له بصحيفة "التايمز" البريطانية أن مقامرة رئيسة الوزراء بإجراء انتخابات مبكرة أدت إلى نتائج عكسية. وأشارت استطلاعات الرأى بعد انتهاء الاقتراع إلى أن حزب المحافظين سيخسر 16 مقعدا فى البرلمان ليحصل على 314 مقعدا، بينما تحتاج ماى 326 مقعدا لتتولى الحكم بمفردها دون الحاجة إلى حكومة ائتلافية، ويشير الاستطلاع أيضا إلى أن حزب الديمقراطيين الأحرار حصل على 14 مقعدا بارتفاع خمسة مقاعد، مع حصول الحزب الوطنى الاسكتلندى على 22 مقعدا بعد أن شغل فى البرلمان السابق 34 مقعدا. ويقول إليوت أن مفاوضات تشكيل ائتلاف وفقا لهذه النتائج ستجبر ماى على التفاوض مع الأحزاب الاتحادية فى أيرلندا الشمالية. ونقلت "التايمز" عن جورج أوزبورن وزير الخزانة السابق قوله إنه إذا صدقت هذه المؤشرات "الكارثية"، فإن ماى قد تضطر للاستقالة. وقال "من الصعب تصور كيف يمكن لماى تشكيل ائتلاف حاكم، ولكن يصعب أيضا تصور كيف يمكن لحزب العمال أيضا أن يشكل حكومة". ويقول إليوت، وفقا للتصريحات التى نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"أن قيادة الاتحاد الأوروبى فى بروكسل تراقب نتائج الانتخابات فى بريطانيا عن كثب، وقد يؤدى ذلك إلى إضعاف موقف بريطانيا فى التفاوض عند بدء محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبى بعد 11 يوما. ويقول إليوت إن الجنيه الإسترلينى انخفض بشدة بعد استطلاع الرأى الذى تبع انتهاء التصويت، وتوقعت الصحيفة أن الجنيه قد يهوى إلى 1.23 دولار مقابل الدولار بعد انتهاء النتيجة ببرلمان معلق. وقالت إميلى ثورنبيرى وزيرة الخارجية فى حكومة الظل إن ماى يجب أن تستقيل، وأضافت: "أعتقد أنها يجب أن تذهب، لأنها أخفقت بوضوح". وعندما سئلت عما إذا كان حزب العمال مستعدا للدخول فى ائتلاف مع الأحزاب اليسارية الأخرى، أجابت: "أذا دُعى حزب العمال لتشكيل الحكومة القادمة، فسنفعل ذلك بطريقة موحدة". ويشار إلى أن البرلمان المعلق هو ما يحدث فى حكومة النظام البرلمانى القائم على حزبين، عندما لا يحقق أى من الحزبين السياسيين الرئيسيين (أو كتلة الأحزاب المتحالفة) أغلبية مطلقة فى مقاعد البرلمان (المجلس التشريعى). ينتج عن معظم الانتخابات العامة فى النظام القائم على حزبين حصول أحد الحزبين على أغلبية مطلقة، ومن ثم يقوم سريعًا بتشكيل حكومة جديدة، ويعد "البرلمان المعلق" حالة استثنائية من هذا النمط. وقد يسعى أحد الحزبين أو كلاهما إلى تشكيل حكومة ائتلافية مع أطراف ثالثة، أو تشكيل حكومة أقلية تعتمد على دعم الثقة والتوريد من أطراف ثالثة أو من المستقلين، وإذا فشلت تلك الجهود، فسيكون الحل الأخير هو حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;