مر الأسبوع الأول من امتحانات الثانوية العامة، أدى خلاله الطلاب الامتحان فى 9 مواد هى اللغة العربية والتربية الدينية واللغة الثانية باختياراتها "الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والصينية"، إضافة إلى الاقتصاد واللغة الأجنبية الأولى، وبدت صفحات الغش الإلكترونى عاجزة عن تسريب الامتحان قبل الموعد المحدد للامتحان كما جرى العام الماضى، رغم إعلانها عن قدرتها على التسريب قبل انطلاق ماراثون الامتحانات وتحصيلها مبالغ مادية من أولياء الأمور.
وأكد الدكتور رضا حجازى، رئيس امتحانات الثانوية العامة، أن مرور الأسبوع الأول من الامتحانات دون أى تسريب هو انتصار للوزارة بل للدولة فى حربها ضد تلك الصفحات التى اعتادت على تسريب الامتحانات خلال السنوات السابقة، قائلا: لا توجد أى احتمالية لتسريب الامتحانات المتبقية على الإطلاق وإحكام الوزارة السيطرة على أسئلة الامتحانات، وعدم منح فرصة لأحد بتسريب الامتحانات قضى على صفحات الغش.
وأضاف حجازى: "وما تفعله هذه الصفحات من غش إلكترونى ما هو إلا طريقة لابتزاز أولياء الأمور وتحصيل مبالغ مادية منهم، لأن الورقة التى يتم تصويرها من الامتحان لا يستفيد منها أى طالب داخل لجنة الامتحان".
وكشف رئيس امتحانات الثانوية العامة، الأسباب الحقيقة لسقوط صفحات الغش فى تسريب الامتحانات، مؤكدا أن هناك تنسيقا كاملا مع كل أجهزة الدولة وتضم وزارات الداخلية والاتصالات وبعض الجهات السيادية، إضافة إلى إلغاء الطباعة داخل المطبعة السرية لوزارة التربية والتعليم وتولى جهات سيادية طباعة الأسئلة ووضعها بصناديق لتأمينها.
وتابع رئيس امتحانات الثانوية العامة، قائلا: "من وجهة نظرى الناس التى كانت تمد شاومينج بالأسئلة غير موجودة هذا العام فى الامتحانات، خاصة بعد القبض على المسئولين عن تسريب الامتحانات العام الماضى"، لافتا إلى أن طريقة تأمين ووضع الأسئلة وصندقتها تمت بشكل لأول مرة يحدث، حيث وضعت فى صندوق حديد وآخر كارتون وكيس به كراسات الامتحان وبالتالى يصعب على أحد فتح الصندوق.
وأشار حجازى إلى أن نظام البوكليت أيضا كان من أهم الأسباب التى ساهمت فى القضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات، حيث إن النظام القديم للامتحانات كان من السهل على أى شخص أن يصور ورقة امتحان ويرسلها إلى صفحات الغش، ولكن فى البوكليت الأسئلة موزعة على عدد من الصفحات تصل إلى 30 أو أقل من ذلك الأمر الذى يمثل صعوبة.
وأكد رئيس عام الامتحانات أن تغليظ عقوبة الغش وعدم السماح للملاحظين بدخول لجان الامتحانات بالتليفونات عامل مهم فى السيطرة على منظومة الامتحانات، كما أن توقيت فتح صندوق الأسئلة نفسه داخل لجنة الامتحان محدد له فى الثامنة والنصف صباحا، قد ساهم أيضًا فى الحد من الغش.
ولفت حجازى إلى أن وزارة الداخلية أحكمت سيطرتها على كل مراحل العملية الامتحانية، سواء فى المكان الذى تم وضع الامتحانات فيه وأيضا نقل الأسئلة، موضحا أن وزارة الداخلية تؤمن مراكز توزيع الأسئلة وتضع عليها أقفالا يتم فتحها فى الصباح من جانب عضو الداخلية وعضو مركز التوزيع التابع لوزارة التربية والتعليم.
ووصف رضا حجازى ما تقوم به صفحات الغش الإلكترونى من ابتزاز أولياء الأمور ونشرها لأسئلة امتحانات قبل بدء اللجان، بأنها وصلت إلى مرحلة الإفلاس، وتلتقط فى أنفاسها الأخيرة، مشيرا إلى أن جميع ما تم نشره من أسئلة امتحانات قبل انطلاق اللجنة غير صحيح، الأمر الذى يؤكد بأن تلك الصفحات انتهت بلا رجعة.
وفى سياق متصل ناشد رئيس امتحانات الثانوية العامة، أولياء أمور وطلاب الثانوية العامة، بعدم الانسياق وراء ما يتم تداوله على صفحات الغش ومواقع التواصل الاجتماعى بشأن مادة التاريخ التى يختبرها الطلاب غدا الأحد.
وقال رئيس عام الامتحانات إن الغلاف المتداول على صفحات الغش ومنسوب لمادة التاريخ هو غلاف مادة اللغة الفرنسية التى اختبرها الطلاب الأسبوع الماضى، موضحا أنه تواصل مع الجهات المختصة ونفت صحة ما يتم تداوله.
وأوضح رئيس عام الامتحانات أن الصفحات هدفها جنى الأرباح وابتزاز أولياء الأمور، مطالبا بعدم الانسياق وراء ما يتم تداوله فى هذا الشأن، مؤكدا أنه تم إجراء تعديل على غلاف كراسة الامتحان ببرامج "الفوتوشوب".