تجلس فى حجرتها لساعات طويلة تصل أحيانا إلى 5 ساعات متواصلة تقرأ فى المصحف الذى يرافقها منذ سنوات طويلة، وأطلقت عليه ابنتها الوحيدة وأحفادها «مصحف سهير»، تقضى معظم وقتها فى التسبيح والذكر والصلاة، وتصر فى بعض الأحيان على إعداد بعض أنواع الأطعمة التى تميزت بها، ومنها الملوخية والكشك والبط والحمام.
تبدأ يومها باللعب مع أحفادها ومداعبتهم، ولا تتركهم إلا للصلاة وقراءة القرآن والذكر والتسبيح حتى أذان المغرب، تفطر بطبق من الشوربة وبعض الأطعمة الخفيفة وتستريح حتى صلاة العشاء، وبعدها تجلس فى غرفتها لتقضى ليلها بين الصلاة والذكر وقراءة القرآن، كما تشارك ابنتها وزوج ابنتها الداعية رضا طعيمة جلسات تفسير ومناقشة حول الأمور الدينية.
هكذا هو حال الفنانة سهير البابلى فى رمضان وكذلك فى غير رمضان، حيث تداوم على صيام داود طوال العام، فتصوم يوما وتفطر يوما.
لم تعتزل سيدة المسرح الفنانة سهير البابلى الحياة ولم تبتعد عن الجمهور رغم بعدها عن الأضواء منذ سنوات، ولكنها تخرج بين حين وآخر مع ابنتها الوحيدة نيفين للتسوق أو لحضور بعض المناسبات، تفرح حين يستقبلها الناس بحفاوة وحب جمع بين الشباب والأطفال والكبار، وتبادلهم الحديث الضاحك والقفشات، يشعرون بأن ما يربطهم بها ليس مجرد علاقة بين فنانة وجمهورها، ولكنهم يرون فيها أما حقيقة تحمل قلب حبيبة، الذى يسع الجميع، وقدرة وصبر أبلة عفت على استيعاب الاختلافات وتقويم المشاغبين، وخفة ظل وشعبية سكينة فى مسرحية «ريا وسكينة»، وبرجوازية بكيزة هانم التى لا يملك من يتعامل معها إلا أن يحبها ويعشق خفة ظلها ومواقفها.
تاريخ فنى وإنسانى زاخر تحمله الفنانة سهير البابلى، ابنة محافظة دمياط التى عشقت الفن والمسرح وظهرت موهبتها فى سن مبكرة، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى، وقدمت أقوى المسرحيات ومنها «مدرسة المشاغبين»، و«نرجس»، و«ريا وسكينة»، و«على الرصيف»، و«نص أنا ونص أنت»، و«الدخول بالملابس الرسمية»، و«عطية الإرهابية»، إضافة إلى أعمالها السينمائية والتليفزيونية المحفورة فى أذهان الجمهور، ومنها «يوم من عمرى»، «ليلة عسل»، «بكيزة وزغلول»، «استقالة عالمة ذرة»، «أخطر رجل فى العالم»، «الشاهد الوحيد»، «توالت الأحداث عاصفة»، و«عم حمزة».
احتكرت البابلى أدوار البطولة فى المسرح بلا منازع، وقدمت مسرحيات سياسية واجتماعية أصبحت علامات فى تاريخ المسرح، وقررت فى قمة نجاحها أثناء عرض مسرحية عطية الإرهابية أن ترتدى الحجاب وتعتزل الفن، كانت ترى ابنتها الوحيدة نيفين الناقورى التى تشبهها كثيرا وقد ارتدت الحجاب وتحرص على دراسة وحفظ القرآن وتدريسه.
تقول البابلى إنها خافت من لقاء الله وأرادت إرضاءه، فقررت ارتداء الحجاب والاعتزال، عام 1997.
كانت تلتقى بالشيخ الشعراوى والدكتور مصطفى محمود وتسأل كثيرا عن أمور الدين، كان يداعبها الشيخ الشعراوى ويناديها باسم «سكيننة»، قابلها فى الحج وقال لها: «وماله لو مثلتى وإنتى بالزى ده، وتوصلى رسالة مفيدة وهادفة للناس، الناس بتشوف التليفزيون أكتر مابتروح الجامع، وممكن تسمع منك أكتر ما تسمع منى».
زارت سهير البابلى الشيخ الشعراوى أكثر من مرة بصحبة عدد من الفنانات، واصطحبت معها فى إحدى المرات السندريلا سعاد حسنى قبل سفرها الأخير إلى لندن.
وبعد اعتزالها لمدة تجاوزت تسع سنوات قررت سهير البابلى العودة للتمثيل عام 2015 بشروط، فقدمت مسلسل «قلب حبيبة» مرتدية الحجاب، وهو ما عرضها لانتقادات لم تعبأ بها وقالت: «هل يريدوننى أن أمثل عارية كى أرضيهم».
وبعدها دخلت البابلى تجربة فنية أخرى فى مسلسل «قانون سوسكا» ولكنه لم يكتمل بسبب مشكلات الإنتاج.
لا ترفض الفنانة الكوميدية العودة للتمثيل ولكنها تشترط أن يكون العمل هادفا يخلو من الإسفاف، وما زالت تتلقى عروضا بتقديم برامج اجتماعية إذاعية وتليفزيونية.
كانت تتواصل حتى وقت قريب مع الفنانة المعتزلة شادية، وتداوم الفنانة يسرا وإسعاد يونس على الاتصال بها، وتحرص على متابعة الأحداث السياسية، وتفضل مشاهدة قناة ماسبيرو زمان، وتشارك فى لقاءات ومناسبات عامة، حيث تم تكريمها الشهر الماضى فى حفل تخرج طلاب إحدى المدارس الدولية.
تزوجت الفنانة سهير البابلى 5 مرات أولها من محمود الناقورى والد ابنتها الوحيدة نيفين، والملحن منير مراد وتسببت غيرته عليها فى طلاقهما، وبعده تزوجت من تاجر المجوهرات أشرف السرجانى، وبعد وفاته تزوجت من رجل الأعمال محمود غنيم، كما تزوجت الفنان أحمد خليل الذى انفصلت عنه بسبب غيرته الشديدة حتى إنه طلب منها ترك التمثيل.
وتعيش الآن مع ابنتها الوحيدة نيفين وأحفادها، وزوج ابنتها الداعية الدكتور رضا طعيمة.