تمتد الدعوة إلى التظاهر من «الفيس بوك» إلى المنصات الأخرى، لكن الغرابة كلها تتمثل فى أولئك الذين يصرون على النضال من خلف «الكيبورد»، داعين الشباب إلى نزول الشارع دون أن يحرك واحد منهم ساكنا، وعلى رأس هؤلاء «حمدين صباحى» و«خالد على» و«فريد زهران».
وتقوم استراتيجية هؤلاء القادة «الحنجوريين»، إن جاز التعبير، على بذل العطاء كله فى التحريض على التظاهر، لكن السؤال الأهم الذى يبقى عالقا فى الأفواه وتنقله النظرات الزائغة فى الميادين هو، أين يختفى هؤلاء فى المناسبات الكبيرة، أى بعد القيام بعملية التحريض.
الشواهد كلها تؤكد أن الآلية التى يعمل بها الثلاثة متشابهة للغاية، وهى التحريض على لتظاهر. ثم رؤية ما سوف يحدث. فإن كانت الأعداد التى نزلت كبيرة. بحيث يمكن التعويل عليها يظهرون هم فى الخلفية. وتبدأ الهتافات المصحوبة بالشعارات. وفى حال خرجت أعداد قليلة وغير منظمة فإنهم يختفون تماما فلم يظهر واحد منهم أبدا ليقود الجموع فى مظاهرة واحدة مشهودة على مدى تاريخ المظاهرات الممتد فى عمر بلادنا، لاسيما فى السنوات الست الأخيرة التى تلت ثورة 25 يناير.
الانتهازية السياسية التى تجعل هؤلاء يفعلون فعلهم كل مرة تتكرر بشكل يدعو للدهشة، لكن الأنصار يصدقون فى كل مرة، بل إنهم ينقلون نقلا حيا لتلك الصور التى تظهر حمدين صباحى مثلا فى مقدمة المتظاهرين غير عابئين بأنه يتخفى خلف الحشد، منتظرا اكتماله ليكون له شعارا وعنوانا.
خلال يوم المظاهرات أمس وبعد الدعوة للتظاهر لم يظهر واحد من هؤلاء القادة المتخفين خلف «الكيبورد»، بل إنهم حتى لم يبذلوا جدها فى التغريد والتعبير عما جرى فى المنصات المعتادة عبر «تويتر» و«فيس بوك».