حالة من الفخر والجدل اجتاحت الدول العربية، بعد إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة تعيينها لوزارات جديدة واختيارها لكوادر شبابية، بداية من 22 عاما وما فوق، وطالب عدة خبراء عرب بلادهم بالاقتداء بتجربة الإمارات الرائدة فى هذا المجال، خاصة وأن تعيين هذه الوزارات لم يأت وليد اللحظة، وإنما وفق إستراتيجية للدولة، التى تريد أن تطل على العالم بوجه أكثر شباباً وتحضراً، وأن تفسح المجال لمزيد من الأفكار الجديدة على الساحة السياسية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق استطلع "انفراد"، أراء الخبراء فى عدة دول .
المغرب:نتمنى لو نكون مثل الإمارات ولدينا شباب بنفس الكفاءة
من جانبه صرح رئيس مركز الدراسات العربية لشمال أفريقية "حسين طولان" بالمغرب، بأن الإمارات بدأت فى التفكير بسبل جديدة للتنمية، محاولة فتح المزيد من افاق التقدم أمامها، وهو ما تحاول دولة المغرب فعله ولكن بدرجة أقل، بسبب اختلاف الإمكانات ، وطبيعة الموارد المتوافرة.
وقال "طولان":" على المغرب أن تتخذ قرارا بأن يكون دعم الشباب سياسة عامة فى الدولة، فالشعب المغربى اهتم كثيراً بخبر الوزارات الجديدة فى الإمارات، وتمنى لو تقدم الحكومة نموذجاً مماثلا، كما أن المغرب لديه من الكفاءات والقدرات البشرية ما يؤهلها لذلك".
البحرين: الخليج يدعم كوادر فى عمر العشرينات والثلاثينات والمنامة تتبنى مشاريعهم
وعلى الجانب الآخر، قال الكاتب الروائى البحرينى "إياد غازى"، أن الخليج يسعى فى العشر سنوات الأخيرة إلى الاعتماد على الشباب بشكل كبير، وتأسيس صناديق التنمية ودعم المشاريع لهم، مثل مؤسسة "تمكين" فى البحرين، وجميع المؤسسات المماثلة لها فى الكويت والسعودية وعمان وبالطبع الإمارات.
وقال "غازى" :"المنامة سبقت عدة دول فى وضع خطة لدعم شباب فى عمر العشرين والثلاثين، ربما تكون الإمارات قد أخذت الخطوة الأولى، ولكن المؤكد أن عدة دول خليجية ستتبعها فى هذا النهج الفترة المقبلة".
الإمارات: متوسط عمر الوزراء 35 سنة وهناك المزيد من المفاجآت
أما الإمارات نفسها، فتحدث عنها الخبير الاستراتيجى "إبراهيم سلام"، مؤكداً أن بلاده قامت بالتغيير الوزراى "المبهج"-على حد وصفه-، ضمن إستراتيجية، تنتهجها لخلق جيل جديد من الكوادر التى تجعل دم الإمارات متجددا دائماً، مؤكداً على ثقة بلاده التامة فى الوزراء الذين تم اختيارهم، بما فيهم وزيرة الشباب "شمال امزروعى" ذات الـ22 عاما، ووزيرة السعادة "عهود الرومى".
وقال "سلام": نحن هنا نثق فى قدرات المرأة والشباب كثيراً، وليس مستغرباً أن تتم اختياراتنا على هذا الأساس".
وأضاف: "هذه ليست نهاية المطاف، فدبى وحاكمها محمد بن راشد آل مكتوم، مازال لديهم العديد من المفاجآت، والعطاء، والتنمية فى العالم العربى كله، وليس الإمارات فقط".
مصر: لدينا ما يكفى من التسامح ونرغب فى وزارة للسعادة أيضاً
على الجانب المصرى، قال الدكتور " جورج بولس"، أستاذ علم النفس وخبير السلوكيات، إن الشعب المصرى لا ينقصه التسامح، على العكس فلقد كان من أوائل الشعوب التى احتضنت عدة جنسيات وأديان، وقدمت مفاهيم السلام والتسامح للعالم فى أسمى معانيهم.
وقال "بولس":"التسامح من الأخلاق، لذا لو أردنا تعزيز هذه الصفة داخل نفوس أبنائنا علينا البدء أولا من التربية، لننشئ جيلا كاملا متسامحا بطبعه، دون أن يحتاج لوزارة لتذكره بما يتوجب عليه فعله".
وأضاف:" لكن ما نحتاج إليه حقاً هو وزارة للسعادة، فبمجرد النظر إلى وجوه المصريين، يمكن أن نرى هموم وكآبه فى حياتهم، لذا فأن وجود وزارة صانعة للسعادة فى مصر يكون دورها إسعاد الشعب فقط، سيكون مهم جداً فى هذه المرحلة، وأتمنى لو اقتدينا بالإمارات واستحدثنا وزارة مشابهة".