يحمل كثيرا من صفات الشخصيات التى أداها فى أشهر المسلسلات، أعماله تشبه سبائك الذهب التى تزداد قيمتها كلما مر الزمن، يكفى أن تذكر أسماء بعضها لتتأكد أن العمل الجيد يمكنه أن يعبر إلى أجيال لم تعاصره ليحظى بإعجابها، «الوسية، المال والبنون، مين اللى مايحبش فاطمة، سوق العصر، ذئاب الجبل». يحمل الفنان أحمد عبدالعزيز جزءا من ملامح هذه الشخصيات، فهو جاد، ملتزم، مثقف.
لا يؤثر الزمن على قناعاته ومبادئه، وربما لهذا السبب لم يعد يشغل نفس المساحة التى كان يحتلها بلا منازع خلال الثمانينيات والتسعينيات، حيث الإبداع الدرامى فى أبهى صوره، وأزهى عصوره، يتناغم فيه إبداع مؤلفين بوزن أسامة أنور عكاشة، ومحفوظ عبدالرحمن، ومحمد جلال عبدالقوى، مع براعة مخرجين بحجم حسام الدين مصطفى، وإسماعيل عبدالحافظ، ومجدى أبوعميرة، واتقان فنانين أصبحوا أصحاب علامات فى تاريخ الدراما ومنهم أحمد عبدالعزيز. لن ينسى تاريخ الدراما أنه ولأول مرة تخلو الشوارع من المارة ويرتبط الجمهور ارتباطا شديد بمسلسل تاريخى مثلما حدث مع مسلسل الفرسان الذى قدم قصة البطل قطز، بكى الصغار والكبار فى الحلقة التى قتل فيها على يد صديقه بيبرس، وحفظوا جزءا من التاريخ عن طريق هذا المسلسل لم تستطع الكتب الدراسية أن تجعلهم يحفظونه.
وفى بداياته قدم دور «إخناتون» فى المسلسل الدينى لا إله إلا الله، الذى يعتبر أحد العلامات المهمة فى تاريخ الدراما الدينية واستطاع أن يجذب المشاهدين لعدة سنوات، وهو ما يؤكد أن المشاهد لا يعزف عن المسلسلات الدينية والتاريخية، ولكنه لا يجد حاليا عملا يضم كل العناصر التى كانت تضمها هذه الأعمال.
ربما يفسر ما سبق حالة الاغتراب التى يعيشها الفنان أحمد عبدالعزيز، ويجيب عن السؤال لماذا لم يعد يشغل نفس المساحة التى كان يشغلها من قبل، فرغم تقديمه عددا من الأعمال الناجحة مؤخرا ومنها مسلسل الأب الروحى، والمسلسل الدينى «قضاة عظماء» الذى يعرض رمضان الحالى، إلا أنه لا يعمل بكل طاقته، وغاب لفترة عن الساحة الفنية حتى أوشك على الاعتزال.
حين يتحدث أحمد عبدالعزيز عن مشواره وأعماله تشعر بقدر الحب والاعتزاز الذى يحمله لكل منها، فكأنه يتحدث عن أحد أبنائه، تشعر بقدر ثقافته وحجم ما قرأ ليقدم كل منها، فالفنان الذى ولد فى الاسكندرية عام 1954تخرج من كلية التجارة والتحق بمعهد الفنون المسرحية وكان عضوا بمسرح الطليعة وأخرج خلال هذه الفترة أكثر من 20 عملا مسرحيا من الأدب العالمى، فكان يقرأ 50 عملا ليختار منها واحدا، لأنه يضع قواعد ومعايير صارمة للاختيار، ويؤكد أن عدد الأعمال التى رفضها فى تاريخه الفنى أضعاف الأعمال التى قام ببطولتها.
يحمل رمضان معه العديد من الذكريات للنجم الذى ظل يقدم العمل الرمضانى الأهم طوال ما يزيد عن 10 سنوات، فكانت أعماله وجبة أساسية يقبل عليها الجمهور فى هذا الشهر.
يتعافى أحمد عبدالعزيز حاليا من آثار وعكة صحية نتج عنها تركيبب دعامة بالقل، ويفضل كعادته أن يكون رمضانه أسريا، يقضيه مع أبنائه الثلاثة، أميرة خريجة السياسة الاقتصاد التى تعمل فى منظمة للاجئين، ومحمد الطالب الجامعى ويوسف بالصف الأول الإعدادى وزوجته الإعلامية دينا شرف الدين.
يدعو أقاربه وأصدقاءه المقربين للإفطار فى منزله أو يستجيب لدعواتهم، وأحيانا يشارك فى لقاءات تنظمها بعض الجهات العامة.
يداوم الفنان المعروف بإتقانه للغة العربية منذ أكثر من 17 عاما على حضور مقرأة يوميا فى رمضان لتعلم أحكام تجويد القرآن فى منزل أحد أصدقائه. يلتقى فى رمضان مع عدد من أصدقائه الذين يطلق عليهم لقب «الرمضانيين» لأنهم يحرصون أن يجمعهم لقاء خلال شهر رمضان حتى وإن لم يتيسر لهم اللقاء فى غيره.
يصلى أحمد عبدالعزيز القيام فى المنزل، ويحرص على قراءة القرآن بعد صلاة الفجر.
يتحدث عن سر نجاح أعماله التاريخية والدينية وشغف الجمهور بها، مؤكدا أنه كان يحرص أن تكون اللغة العربية الفصحى المستخدمة سهلة، كما أنه كان يختار الأعمال الأكثر قوة ويعمل مع مخرجين بارعين مثل حسام الدين مصطفى، كما أن العمل الفنى كان يضم عددا من كبار النجوم، مشيرا إلى أن أغلب الموضوعات التاريخية التى تناولتها أعماله كانت ترتبط بتاريخ مصر، وكان التليفزيون المصرى هو الذى ينتجها، وعندما توقف عن الإنتاج توقفت الأعمال المهمة.
يقول إنه تقدم للمسؤولين بفكرة لعمل قاعدة صناعية للإنتاج التاريخى والدينى توفر مستلزمات هذا الإنتاج من خيول واكسسوارات وملابس، لأن التاريخ يمتلئ بالكنوز التى يمكن تقديمها فى أعمال تحقق انتشارا وثقافة واسعة ولكن لم يستجيبوا،.
«كنا نتقاضى ملاليم من التليفزيون المصرى لكننا كنا نشعر بالتحقق والقيمة الأدبية التى يضيفها العمل».. هكذا يقول الفنان أحمد عبدالعزيز، مؤكدا أن لديه طاقة كبيرة وأفكارا ومشاريع لا تجد طريقها للتنفيذ، وأنه لا يستطيع أن يقدم عملا لا يليق بتاريخه.
قدم أحمد عبدالعزيز أفلاما مهمة وكانت بداياته السينمائية قوية حيث شارك فى أفلام وداعا بونابرت، والطوق والأسورة وعودة مواطن، وعمل مع مخرجين بوزن يوسف شاهين وعاطف الطيب وحسين كمال. كل هذا التاريخ يفسر لماذا لم يعد فارس الدراما موجودا بنفس المساحة السابقة ومثل عبارته الشهيرة «عباس الضو قال لأ» فإن أحمد عبدالعزيز قال لأ للأعمال الضعيفة التى لا تتناسب مع تاريخه.