لا تزال أصداء تعيين الأمير محمد بن سلمان، وليا للعهد، تلقى اهتمام الصحف العالمية الصادرة اليوم الجمعة، وقالت صحيفة الجارديان البريطانية فى تقرير لها اليوم إن صعوده يمثل دفعة أمل للإصلاح فى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن المجتمع عانى الكثير من القيود خلال العقود الماضية، إلا أنها أصبحت فى طريقها إلى زوال.
وتطرقت الصحيفة فى تقريرها إلى رؤية السعودية 2030 التى أعدها الأمير الشاب، وما تتضمنه من انفتاح وإصلاح اقتصادى قادر على نقل السعوديين إلى عصر جديد.
واستشهدت الصحيفة بوضع نسخة من 10 أمتار لرؤية السعودية 2030 داخل مقر هيئة الأمر بالمعروف، المعروفة بتشددها ونقلت عن أحد رجال الأعمال النافذين فى الرياض قوله إن الأمر كان بمثابة رسالة من الحكومة للهيئة مفادها "نحن أكثر قوة"، مضيفًا أنه عند هذه اللحظة أدرك المواطن السعودى أن الهيئة لم يعد لها تأثير.
وتابعت "الجارديان" إن قرار الملك سلمان الأخير بتعيين نجله البالغ من العمر 31 عامًا فى منصب ولى العهد بدلًا من ابن عمه محمد بن نايف منح الأمير الشاب صلاحيات واسعة وإمكانية كبرى على إحداث التغيير فى المملكة.
ورصدت قائمة من التغييرات التى يسعى بن سلمان لإحداثها فى المملكة، مشيرة إلى أن الحفلات أصبحت تقام فى البلاد كما أصبحت صالات العرض السينمائى أمرًا ممكنًا بالإضافة إلى مناقشة فكرة السماح للسيدات بقيادة السيارات بحسب تأكيد مسئولين فى الحكومة السعودية.
ومن ناحية أخرى، قال جيرالد بات، محلل شؤون الشرق الأوسط ومستشار إقليمى لدى مؤسسة (أكسفورد أناليتيكا) الاستشارية، إن تعيين محمد بن سلمان يمثل ذروة ثورة فى القيادة السعودية بدأت عندما خلف الملك سلمان الملك عبد الله فى يناير 2015.
واعتبر المحلل فى تقريره الذى نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"، إن القرار سيكون له تأثيرًا فى السياسات الداخلية والإقليمية، أما فى الداخل، فتعتقد القيادة الجديدة أن هناك حاجة إلى برنامج إصلاح اقتصادى واسع النطاق، وخلال أشهر، وبعد إفادات مهمة من مستشارين عالميين، دشن محمد بن سلمان خطته (رؤية 2030)، وهى خطة طموحة لإنهاء، ما سماه هو، إدمان المملكة على النفط، إضافة إلى الإلغاء التدريجى لاعتماد المملكة على عوائد النفط، وتولى الخطة الجديدة أهمية كبيرة لدور القطاع الخاص المتزايد، ولتوفير وظائف جديدة لشباب السعوديين.
أما بالنسبة إلى الشرق الأوسط - بصفة عامة - فقد قرر الملك سلمان ونجله ضرورة تبنى السعودية دور قوة إقليمية عظمى لسد الطريق ضد ما تصفه السعودية بالتدخل الإيرانى فى دول العالم العربى ذات الأغلبية السنية.
وأضاف المحلل أنه من ناحية إيجابية، قد يتطلع السعوديون إلى فترة طويلة من الاستقرار الداخلى، دون تكهنات مطردة ومزعزعة عمن سيخلف الملك فى الحكم، ومع وجود شخص قوى ودعم علنى من الرئيس الأمريكى ترامب فإنه من المحتمل - من ناحية أخرى - أن يكثف محمد بن سلمان حملة المملكة على إيران، وعلى المحاولات الإيرانية لإثارة الأقليات الشيعية فى البلدان العربية.