رجال إسعاف شمال سيناء، يتصدرون الصفوف الأمامية للمخاطر فى سيناء، يؤدون واجبهم حال وقوع انفجار لنقل القتلى والمصابين، غير عابئين بالأخطار التى تحيط بهم وتلاحقهم، ونالت منهم بالفعل، كما سجل حضورهم فى شمال سيناء أثره فى فترات الحروب الإسرائيلية على غزة، وقيامهم بنقل الجرحى من معبر رفح إلى مستشفيات بمختلف المحافظات، فضلًا عن دخولهم إلى عمق غزة فى فترة سابقة لنقل الجرحى.
والجدير بالذكر أنهم يعملون بدون أى ميزة مالية ومعنوية ولا يصرف لهم بدل مخاطر، وكل تحركاتهم تدار من مبنى قديم وسط مدينة العريش بحاجة إلى تغيير، ولا توجد مساكن استراحات للعاملين، "انفراد" استمع إلى شكاوى أصحاب الخطوات السباقة فى كل موضع خطر بسيناء، وتضعها أمام وزير الصحة لبحث حلول عاجلة لها.
مبنى إدارة إسعاف شمال سيناء المكون من طابقين يقع فى ميدان البلدية القديم وسط منطقة مكتظة بالحركة، يجاوره ميدان وسوق للخضار ويحاصر جانبه الغربى شارع ضيق بالكاد يسمح بمرور سيارة واحدة، وتحيط بالمقر من بقية اتجاهاته مبانى حكومية ومنازل أهالى.
مبنى إدارى صغير يسكنه صوت إشارات اللاسلكى المتواصلة
صوت إشارات اللاسلكى وهى تلتقط استغاثات وإشارات التحرك لا تتوقف داخل غرفة عمليات الإسعاف فى هذا المبنى الصغير، لتبدأ السيارة المكلفة بالتحرك أو أكثر من سيارة تشق طريقها إلى موقع البلاغ، وفى العادة يكون انفجار عبوة ناسفة خلفت قتلى وجرحى أو تعرض أشخاص لطلقات نارية أو العثور على قتيل، وهكذا تمضى يوميات رجال إسعاف شمال سيناء.
المسعفون يروون لـ"انفراد": نقوم بواجبنا ورسالتنا
"نحن نؤدى واجبنا ورسالتنا فى نقل أى مصاب ومريض للمستشفى حال علمنا بحادث أيا كان نوعه تفجير، أو تصادم أو حريق، لا نهتم بالتفاصيل ونهتم بالمصاب لسرعة إنقاذ حياته أولا ثم إجلاء القتلى إن وجدوا فى المكان"، هذا ما قاله "حسن" أحد المسعفين، والذى يخشى أن يفصح عن شخصيته بعد أن وصلت تعليمات إدارية تمنع تحدثهم لوسائل الإعلام، ومضى "حسن" فى حديثه الذى شاركه فيه زميله "ياسر" بالقول "تعرضنا للموت أكثر من مرة، ونحن فى طريقنا لنقل مصابين وقتلى، واخترق الرصاص سيارة الإسعاف التى ننقل فيها الضحايا، كما انفجرت عبوة ناسفة من قبل على بعد أمتار قليلة من السيارة، أثناء سيرنا على طريق يربط بين مدينتى الشيخ زويد والعريش"، كما تم اختطاف سيارة إسعاف من بين سيارتهم عنوة، وهوجمت سيارتهم بشكل مباشر وهم يؤدون عملهم، كما تعرض زميل لهم لإصابة لازال يعانى منها.
وأكد المسعفان، أن كل هذه الأحداث لا تؤثر فيهم، ويواصلون عملهم بكل جدية وصبر ولديهم منظومة عمل متكاملة ومتماسكة، والمنظومة كلها شديدة الحرص على بعضها البعض من المدير حتى أصغر عامل فى المرفق، ولكن وسط كل هذه المخاطر تبخل عليهم الدولة بصرف بدل مخاطر يحميهم وقت إصابتهم بمكروه، كما هو الحال فى المصالح الحكومية الأخرى التى بها موظفون يتعاملون فى أجواء خطرة، صعبة للغاية".
وقال كل من " محمد.م" سائق، و"أحمد.ص" من المسعفين إن مهام عملهم صعبة للغاية، وتختلف عن أى مكان فى الجمهورية، لأنهم يتواجدون فى أى مواقع تشهد انفجارات، وأخرى تشهد عمليات تبادل إطلاق نيران وسقوط قذائف لنقل المصابين والقتلى من الضحايا، والتحرك بها على طرق غير آمنة وفى كل مشوار حياتهم مهددة، وسبق وفقد زملاء لهم حياتهم وأصيب آخرون، وأنهم فى كل طلعة عمل يتساءلون فى حال تعرضهم لإصابة وهم فى عملهم وهذا وارد فى كل مهمة هل سيجدون ما يعوضهم، وتساءلوا لماذا تتغافل الحكومة عن تخصيص مبالغ لهم لهذا البند وهم سبق وطالبوا مرارا وتكرارا فى مكاتبات رسمية ومناشدات لرئاسة الوزراء والصحة دون أن يجدوا ردا يطمئنهم وذويهم من بعدهم .
إنشاء مبنى جديد مطلب جماعى لفريق الإسعاف بشمال سيناء
المطلب الجماعى لفريق إسعاف شمال سيناء، إنشاء مبنى جديد خاص بمرفق إسعاف شمال سيناء مجهز بما يليق ووضع إسعاف فى محافظة تشهد ظروفا غير عادية وفى موقع خارج الكتلة السكنية لسهولة التحرك ويتسع لجميع الموظفين ومخازن المهمات، وتجهيز نقاط الإسعاف فى القرى بما يناسب وضعها كنقاط إسعاف من حيث المبانى والتجهيز، وبناء مجمع سكنى متكامل للعاملين فى مرفق إسعاف شمال سيناء ليتمكن المسعفون والقائمون على العمل من بينهم من الاستراحة خلال فترة راحتهم.