تقاس درجة نجاح النجوم بمدى ما صنعوه من تأثير، ليس بالضرورة أن يرتبط بالوجود أو كثرة عدد الأعمال الفنية، ففى الكثير من الأحيان قد يكفى عمل ناجح واحد لصناعة أسطورة فنية لن تتكرر.
النجمة «صفاء أبو السعود» هى حالة فنية برهنت بقوة على نظرية «الحاضر الغائب»، فعلى الرغم من غيابها، الذى دام لسنوات طويلة، إلا أن صوتها ارتبط بالعيد فى أذهان أجيال متعاقبة، نجحت بأغنية واحدة أن ترتبط بأول أيام العيد فى كل بيت مصرى، وأصبحت كلمات أغنيتها الشهيرة «أهلًا بالعيد» ذكرى خالدة مصاحبة لهذه المناسبة مهما مرت السنوات. «صفاء أبو السعود» صاحبة دعوات الفرحة السنوية لكل من يسمعها تردد «جانا العيد أهو جانا العيد»، أو يراها تتقافز كالفراشة بطفولية محببة وسط الأطفال مرحبة بالعيد، هى من يعتبرها تاريخ الفن «نجمة شاملة» يمكنها ببساطة أن تملأ الدنيا بهجة، تجمع بين التمثيل، والغناء، والرقص، كما أثبتت ببرنامجها الأخير «ساعة صفا» أنها تمتلك أيضًا مفاتيح المحاورة الجيدة، اختفت عن الأضواء منذ فترة ليست بالقصيرة، وظل صوتها حاضرًا مع كل عيد، اتصلنا بها للحديث عن ذكريات العيد، وعن أسرار غيابها، وكان لنا معها حوار خاص كشفت فيه عن الكثير من التفاصيل لـ "انفراد".. وإلى نص الحوار
صفاء أبو السعود.. صوت العيد فى البيوت المصرية.. بماذا تشعر عندما تسمع أغنيتها أول أيام العيد؟
«كل سنة ببقى طايرة من الفرحة»، كل عام مع الساعات الأولى لأول أيام العيد نعيد تشغيل الأغنية بأعلى صوت، أشعر وقتها بفرحة العيد، وأتذكر جيدًا كواليس تصويرها، وكيف لم أتوقع لها هذا النجاح والاستمرار، الذى يشعرنى دومًا بالفخر «لدرجة أنى بنسى أن صفاء اللى بتغنى».
بالتأكيد تابعتى ما انتشر على السوشيال ميديا عن «سعد نبيهة» والإعلان الأخير، من هو «سعد نبيهة»؟
تقول ضاحكة : «إللى يقولنا بقى الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد مين سعد نبيهة»، أتابع جيدًا كل ما يقال عن هذه الجملة فى الأغنية، أصلها بالطبع «سعدنا بيها»، ولكن الجملة غير واضحة فى الأغنية، وأعتقد أن هذه الجملة تسببت فى زيادة انتشارها.
هل شاهدت الإعلان الأخير عن «سعد نبيهة»؟
تابعت الإعلان وضحكت طويلًا، وأرى أن «الفكرة حلوة والإعلان لذيذ جدًا».
اعتمدت فى مشوارك الغنائى على الاستعراض فى رأيك أين «الفن الاستعراضى» حاليًا؟
«ما بقاش فى فن استعراضى نفسى أشوف استعراض واحد ينفع أتفرج عليه»، آخر استعراض حقيقى شاهدته، كان فى «عصر الفوازير» قبل أن تختفى تمامًا وآخر فيلم يمكن أن نطلق عليه استعراضى كان «أميرة حبى أنا»، هناك الكثير من المواهب المعطلة، وأرى على الساحة الكثير من الأسماء، التى تقدم الفن طمعًا فى الأجور العالية، والقليل جدًا ممن يقدمون الفن من أجل الفن.
قدمت الكثير للأطفال.. ما رأيك فيما يقدم للطفل حاليًا؟
«مافيش أعمال للأطفال أصلًا»، حتى تقدمى عمل للأطفال فإن ذلك يحتاج للكثير من الجهد والاهتمام أكثر من الأعمال الموجهة للكبار، فيحتاج أولًا لمؤلف قوى، ورسالة قوية هى الهدف الحقيقى من وراء العمل، و«ما يصحش نستخدم الألفاظ اللى بتتقال دلوقتى زى طنش وكبر وفكك»
والكثير من المنتجين خلف اختفاء هذا الفن، لأنهم يتعاملون مع أغانى الأطفال باعتبارها «شغل مش مهم».
مين بيحاول يبقى صفاء أبو السعود؟
«مافيش حد ولكن فى ناس شاطرين»، وعلى رأسهم نيللى كريم لأنها ترقص باليه رائع وممثلة مبدعة وصادقة، دنيا سمير غانم وإيمى «دمهم خفيف»، ومع دنيا سمير غانم أشعر أنها فنانة مرنة وقادرة على التحول من مطربة لممثلة لكوميديانة متمكنة من أدواتها.
ما سر اختفاء «صفاء أبو السعود» كل هذه الفترة، وخاصة بعد نجاح برنامجك الأخير «ساعة صفا»؟
لم أختفِ، ولكنى أعيد ترتيب أوراقى حتى يمكننى الظهور بعمل جديد بشكل يرضينى، وذلك بعد أن شاركت فى السينما والمسرح والتليفزيون، لأن الفنان مراحل ومحطات مختلفة.
هل فكرت فى الرجوع للشاشة مرة أخرى؟
أرغب فى العودة ولكن بدور مناسب أبدع فيه، ويجب أولًا أن أجد المخرج «اللى هيطلع من صفاء حاجة جديدة»، ولا أرغب فى تقديم «أى دور وخلاص».
هل يعرض عليكِ أعمال فنية؟
منذ غيابى وحتى الآن عُرض علىِ الكثير من الأوراق، ولكن لم يأتنى حتى الآن ما يقنعنى بالعودة للشاشة، وأحوال دائمًا الاعتذار بشكل راق.
وبالحديث عن «ساعة صفا» لماذا توقف؟ وهل تفكرين فى العودة لتقديم البرامج؟
«البرنامج وقف بسبب ثورة 25 يناير»، توقف الإنتاج وقتها لخوف الكثير من الفنانين من الوجود بمصر، بالإضافة للخلافات السياسية العنيفة التى سادت بعد الثورة، «وأنا بحمد ربنا أنه جابلنا السيسى خلصنا من كل ده»، وسأعود قريبًا جدًا لتقديم برنامج «توك شو»
بمناسبة ذكر برامج التوك شو.. ما رأيك فى الإعلاميين الموجودين على الساحة؟
لميس الحديدى: ممتازة وشاطرة ومتكلمة ومتحركة ودؤوبة
وائل الإبراشى: إعلامى قدير وبرامجه دائمًا هى الأكثر سخونة.
عمر أديب: ذكى جدًا وناجح فى جذب الجمهور
خالد صلاح: صارم وقوى و«زى السيف» ولكنه: حقانى، فى كل المواقف يخرج بكلمة الحق «وده ناقصنا كتير».
صفاء أبو السعود نجمة تحافظ على جمالها دائمًا؟ هل خضعتِ لعمليات تجميل؟
«عمرى ما عملت عملية تجميل ونفسى جدا أعمل عملية تجميل»، ولكننى دائمًا أحافظ على بشرتى وشكلى بالرياضة المستمرة، و«لو عملت عملية تجميل هقول لأنه مش عيب»، وأرى أن المرأة الذكية هى من تخضع لعملية تجميل تناسبها، ولكن عمليات التجميل جعلت الفنانات أكثر كسلًا فى العناية بجمالهن.