كان مصطلح الشرق الأوسط نفسه يوما ما مصطلحا استعماريا بعد تقسيم المنطقة فى عام 1918، ويبدو أن هذا التقسيم لم يعد مناسبا وبدأ التفكير فى شرق أوسط جديد، على أساس طائفى وعرقى لإعادة تفتيت المقسم، ولأول مرة بعد غزو العراق من قبل أمريكا ما سمى الفوضى الخلاقة التى تعنى دعم الخلافات والصراعات لتصل إلى حروب سرعان ما تنتهى لتبدأ عملية تقسيم حسب القوة، ظهرت الفكرة لأول مرة فى بداية الثمانينيات، لكنها تصاعدت ما بعد 11 سبتمبر، تحت مسميات منها صدام الحضارات والعدو البديل، ثم طرح برنارد لويس وعدد من مستشارى جورج دبليو بوش فكرة إذكاء الصراعات الطائفية والعرقية فى المنطقة العربية لإعادة تقسيم الدول إلى دويلات يسهل السيطرة عليها، وذلك استغلالا لأى هبات أو صراعات يمكن أن تمثل بداية لصراع لا ينتهى إلا بالتقسيم. مع غزو العراق كانت إيران الرابح الأوحد من سقوط البعث وضعف العراق، ومع سقوط نظام على عبدالله صالح فى اليمن وجدت إيران فى صالح ورغبته فى استعادة السلطة فرصة لتدعمه مع الحوثيين ضمن انقلاب شيعى، بهدف السيطرة على باب المندب، مع مد أيادى إيران باعتراف الحرس الثورة إلى البحرين وإلى السعودية رغبة فى الالتحام مع المنطقة الشرقية، وإثارة القلاقل الطائفية، لتدخل بموازاة الوجود الإيرانى فى سوريا والعراق ثم حزب الله فى لبنان. المشروع المستهدف يرمى إلى تفتيت الدول العربية إلى دويلات على أساس طائفى ومذهبى، وظهر هذا فى الدعم الذى تحصل عليه إيران من الولايات المتحدة الأمريكية، تزامنا مع الاتفاق النووى، وتصريحات قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى، أن تدخلات إيران فى اليمن وسوريا تأتى فى إطار توسع خارطة الهلال الشيعى فى إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان، مع امتدادات ذلك فى أفغانستان. والمناطق التى تشهد تركزا شيعيا، بل إن ما تعلنه طهران عن رغبة فى علاقات ثقافية مع مصر أو الدول العربية والإسلامية إنما تهدف لتنمية خلايا شيعية لصناعة خطر مذهبى فى الدول التى لا تعانى من المذهبية، ولهذا كانت مصر كثيرا ما تؤكد رفضها لتحركات طهران المشبوهة.
- مخطط تقسيم المنطقة طائفيًا
فى ظل ما يشهده العالم العربى من موجات عنف، وصراعات دموية وطائفية على أسس دينية، عادت من جديد التحليلات التى تكشف عن مخططات استعمارية تستهدف المنطقة العربية تم تحديد 2018 لتنفيذها، أى بعد مائة عام من اتفاقية «سايكس بيكو» التى قسمت الدول العربية بحدودها الحالية.
المشروع المستهدف يرمى إلى تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة وممزقة على أساس طائفى ومذهبى، بالمقابل ستظهر فيدرالية تقودها إسرائيل باعتبارها الدولة المركزية الوحيدة التى ستحكم المنطقة، سعيًا منها لتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات» بعدما تضعف دول الجوار، فيما عرف بـ«الفوضى الخلاقة».
- اعتراف الحرس الثورى
اعترف قائد الحرس الثورى الإيرانى، محمد على جعفرى، فى مايو الماضى أن تدخلات إيران فى اليمن وسوريا تأتى فى إطار توسع خارطة الهلال الشيعى فى المنطقة. وقال «جعفرى» إن ما أسماه بـ«نظام الهيمنة الغربى» بات يخشى من توسع الهلال الشيعى فى المنطقة، والذى يجمع ويوحد المسلمين فى إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان، مشيرًا فى كلمة ألقاها فى مؤتمر تكريم ذكرى 3 آلاف شهيد بمحافظة سمنان، شرق طهران، إلى التدخل الإيرانى فى اليمن، مشددًا على أن هذا التدخل «غير مباشر»، بقوله: «يعلم الأعداء بأن لإيران تأثيرًا فى اليمن من دون أن تقوم بتدخل مباشر فيه، حيث ينتفض الشعب اليمنى بنفسه، ويواصل طريق الثورة الإسلامية والشهداء والشعب الإيرانى العظيم ويقتدى بهم».
- البداية
الهلال الشيعى، مصطلح سياسى استخدمه الملك الأردنى عبدالله الثانى بن الحسين لأول مرة فى حديثه لـ«واشنطن بوست» خلال زيارته للولايات المتحدة أوائل شهر ديسمبر عام 2004، عبر فيه عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة فى بغداد، تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال یكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان.
ورأى فى بروز هلال شيعى فى المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدى فى مستقبل استقرار المنطقة، ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة فى خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.
- وثيقة برنارد لويس
أقر الكونجرس الأمريكى سنة 1983 وثيقة برنارد لويس، وهو مستشرق يعتبر صاحب أهم مخطط فى القرن العشرين لتفتيت الشرق الأوسط إلى أكثر من 30 دويلة إثنية ومذهبية، وهو منظّر لسياسة التدخل الأمريكية فى المنطقة العربية خلال إدارة جورج دبليو بوش للحرب ضد الإرهاب.
يعتبر جزءًا من خريطة «الشرق الأوسط الجديد» التى لوحت بها علنًا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، فى عام 2006. مخطط برنارد لويس الذى يلعب على إشعال النعرات الإثنية والعرقية والدينية الموجودة فى دول العالم العربى الإسلامى نشرته لأول مرة مجلة وزارة الدفاع الأمريكية مرفقًا بمجموعة من الخرائط التى توضح تقسيم كل دولة إلى 4 دويلات.
- الهلال الشيعى
ويضم كلًا من العراق، ممثلة فى محافظات كربلاء وبابل وواسط والقادسية والنجف والمثنى وذى قار وميسان والبصرة.
سوريا، ممثلة فى محافظات أدلب وحلب وحمص وحماة ودمشق وحوران.
لبنان، ممثلة فى حزب الله.
اليمن، ممثلة فى الحوثيين.
شيعة البحرين.
شرق السعودية، ممثلة فى محافظتى القطيف والحساء.
- وثيقة برنارد لويس
أقر الكونجرس الأمريكى سنة 1983 وثيقة برنارد لويس، وهو مستشرق يعتبر صاحب أهم مخطط فى القرن العشرين لتفتيت الشرق الأوسط إلى أكثر من 30 دويلة إثنية ومذهبية، وهو منظّر لسياسة التدخل الأمريكية فى المنطقة العربية خلال إدارة جورج دبليو بوش للحرب ضد الإرهاب.
يعتبر جزءًا من خريطة «الشرق الأوسط الجديد» التى لوحت بها علنًا وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، فى عام 2006. مخطط برنارد لويس الذى يلعب على إشعال النعرات الإثنية والعرقية والدينية الموجودة فى دول العالم العربى الإسلامى نشرته لأول مرة مجلة وزارة الدفاع الأمريكية مرفقًا بمجموعة من الخرائط التى توضح تقسيم كل دولة إلى 4 دويلات.
- التحالف الإسلامى ومواجهة المخطط
يشمل التحالف الإسلامى لمواجهة المد الشيعى 34 دولة، وتم تشكيله فى الأساس للتصدى للإرهاب، وحسب ما جاء فى تقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية فإن هذا التحالف هو خطوة لمواجهة الهلال الشيعى.
والدول هى: السعودية والأردن والإمارات وباكستان والبحرين وبنجلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوجو وتونس وجيبوتى والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والجابون وغينيا وفلسطين وجمهورية القمر الاتحادية وقطر وكوت ديفوار والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالى وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن.
- القنوات الشيعية ذراع طهران الإعلامية.. أكثر من 100 قناة تواصل نشر المذهبية وتهاجم أهل البيت
تتسلل إيران إلى الدول العربية عبر القنوات الشيعية سلاحها فى نشر التشيع فى الدول العربية السنية، فإيران لها عدد من القنوات تجاوز عددها الـ100 قناة تبث على أقمار فى نفس المدار الذى يشغله النايل سات، وهو ما يسمى بـ«التردد 7 شرقاً»، مثل قمر «نور سات»، أو الأقمار الدولية التى تقترب من المدار 7 شرقاً، وعليه فإن مشاهد مصر يستطيع أن يستقبل هذه القنوات، وكأنها تبث على النايل سات، فهذه القنوات منها ما ينطق باللغة العربية لكنها تبشر بنشر المذهب الشيعى، فى الوقت الذى لا توجد فيه قناة سنية توجه لإيران باللغة الفارسية لتتصدى لنشر المذهب الشيعى.
هذه القنوات الشيعية التى أصبحت داخل كل بيت فى وقتنا الحالى، تحرض على إثارة الفتن فى الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية واليمن والإمارات والبحرين والكويت، فقنوات الشيعة تشكل خطورة على الأمن القومى واستقرار البلاد العربية «السنية»، خاصة أن بعض هذه القنوات كشفت الحرب فى اليمن عن توجهها ودعمها لانقلاب الحوثيين وتخدم مخطط إيران. ويشار إلى أن ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت، سبق وأن تقدم ببلاغ إلى النائب العام فى مايو الماضى، ببلاغ إلى النائب العام، لغلق قنوات الشيعة على القمر الصناعة نايل سات. وحصل «انفراد» على نسخة من البلاغ، الذى تقدم به الائتلاف اليوم، للنائب العام ضد قنوات الشيعة، التى ضمت 22 قناة شيعية تبث عبر القمر الصناعى المصرى. ونرصد قائمة القنوات الشيعية التى يراها من يشاهد قمر «نايل سات»، قناة المنهج الفضائية، وقناة الطليعة الفضائية، وقناة الأهواز، وقناة الحجة الفضائية، قناة الشذرات، قناة النبأ، قناة الطيف العراقى، قناة النجباء، قناة المسيرة، قناة الفرات 2، قناة الشعائر، قناة الكاظمى 1، قناة الكاظمى 2، قناة المرجعية 2، قناة العهد 2، قناة فورتين، قناة الفرقدين، قناة الفرات 2، قناة الولاية، قناة النعيم، قناة الأنوار 2، قناة الموقف، قناة الكاظمى، قناة المهدى، قناة الكوت، قناة الولاء، قناة الإباء، قناة العقيلة، قناة الغدير، قناة اللؤلؤة، قناة المعارف، قناة طه للأطفال، قناة المنهاج، قناة القمر، قناة الدعاء، قناة الإشراق، قناة الولاية، قناة الثقلين، قناة النجف، قناة هدهد للأطفال، وغيرها من القنوات.
- مخطط إيران للسيطرة على المنطقة العربية.. طهران تنفذ أجندة واشنطن لتقسيم المنطقة.. ومساندتها للحوثيين كشف المخطط
لم يكن اعتراف قائد الحرس الثورى الإيرانى، اللواء محمد على جعفرى، بأن تدخلات إيران فى اليمن وسوريا تأتى فى إطار توسع خارطة الهلال الشيعى فى المنطقة، زلة لسان، فقد كشف هذا التصريح الذى أطلقه فى مايو الماضى، عن المخطط الحقيقى لدولة إيران للسيطرة على الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والعراق واليمن وسوريا ولبنان والإمارات، وبات هذا الاعتراف بوابة كشف المخطط الإيرانى التوسعى على حساب الدول العربية.
المخطط الإيرانى لتقسيم الدول العربية لا يمكن أن يتم إلا برعاية غربية من الولايات المتحدة الأمريكية، فوثيقة «برنارد هنرى لويس» التى أقرها الكونجرس الأمريكى سنة 1983، توضح حقيقة الاضطرابات التى تتعرض لها الدول العربية السنية فى الوقت الحالى، لتنفيذ مخطط «الشرق الأوسط الجديد»، فإيران تطبق العديد من بنود هذه الوثيقة لخدمة سياستها التوسعية، وذلك عبر إثارة النعرات الطائفية الدول العربية الإسلامية، بحيث تطالب كل أقلية شيعية فى الدول العربية بإنشاء دولة لها. النية مبيتة من إيران لتنفيذ مخطط التوسع، وهو ما يسميه الإيرانيون «الهلال الشيعى»، الذى بات واضحاً فى الدول العربية التى تشهد صراعات، وعلى رأسها سوريا واليمن والعراق، ويكفى الإشارة إلى أن الملك الأردنى عبدالله الثانى بن الحسين، فى ديسمبر 2004، أثناء زيارته للولايات المتحدة، عبر فيها عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة فى بغداد، تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة يمتد إلى لبنان، ورأى فى بروز هلال الشيعى فى المنطقة ما يدعو إلى التفكير الجدى فى مستقبل استقرار المنطقة، ويمكن أن يحمل تغييرات واضحة فى خريطة المصالح السياسية والاقتصادية لبعض دول المنطقة.
ما حذر منه الملك الأردنى عبدالله الثانى بن الحسين، بات واقعاً فى الوقت الحالى، فالعراق بها تكتلات شيعية تتحرك وفق ما تمليه إيران، والحوثيون فى اليمن يتحركون بتوجيهات من إيران، فالحرب فى اليمن كشفت عن الدور الخبيث الذى تقوم به إيران لإثارة الفتن فى اليمن لتشتعل الحرب اليمنية، ولولا تدخل المملكة العربية ودول الخليج لاشتعلت اليمن فى حرب أهلية لم تكن لتتوقف لسنوات طويلة.
فى لبنان، خططت إيران للسيطرة عبر ذراعها السياسية والدينية «حزب الله» ليكون رأس حربتها السياسية فى منطقة تطل على فلسطين، وفى سوريا نجحت إيران فى دعم الرئيس السورى بشار الأسد ليحافظ على بقائه فى منصبه كرئيس للبلاد، رغم ما شهدته بلاده من ثورة طالبت برحيله، وفى العراق ومنذ سقوط صدام حسين وحتى الآن استطاعت إيران، وبمساعدة بعض الشيعة الموالين لها فى العراق، السيطرة شبه الكاملة على العراق.
المملكة العربية السعودية رصدت تمددا شيعيا على حدودها، وبدأت تتعامل معه بشكل جدى، خاصة فى ظل التقارب الأمريكى الإيرانى الذى كان يتعبر مستحيلاً فى الفترة الماضية، أما الآن فأصبح حقيقة تهدد السعودية، كما استطاعت الرياص كشف المخطط الإيرانى، الذى كان يدبر على أرضها ويقوده شخصيات موالية لإيران، وقامت بالقبض على عدد الأشخاص الذين كانوا يخططون للقيام بأعمال إرهابية ضد المدن السعودية. يبقى على الدول العربية أن تستيقظ لمخطط إيران والتصدى له بكل حزم، وذلك عبر التحالف العسكرى، الذى أعلنت عنه السعودية رسمياً فى ديسمبر الماضى، وهو التحالف الذى سيشكل ورقة قوية للضغط على إيران لوقف مخططاتها، خاصة أنه يضم أقوى الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها تركيا ومصر والأردن، ويمكن لمصر وتركيا والسعودية تشكيل «المثلث السنى» لردع إيران.
- إيران
ستفقد أجزاء منها لصالح الدولة الكردية، وأجزاء منها لصالح دولة شيعية عربية، وأجزاء لصالح أذربيجان الموحدة، وستحصل على أجزاء من أفغانستان المتاخمة لها لتكون دولة فارسية.
- سوريا
تقسم إلى 3 دول تقسيمًا طائفيًا وعرقيًا إلى دولة علوية ساحلية، ودولة سنية فى الداخل، متحدة مع وسط العراق السنى، ودولة كردية فى الشمال، متحدة مع كردستان العراق.
- العراق
تقسم إلى 3 دول، دولة كردية فى الشمال، متحدة مع أكراد سوريا، ودولة سنية فى الوسط متحدة مع داخل سوريا السنى، ودولة شيعية فى الجنوب.
- الأردن
ستنشأ دولة جديدة على الأردن القديم بعد أن تُقطع أراض لها من السعودية، وربما من فلسطين المحتلة، لتشمل كل فلسطينيى الداخل وفلسطينيى الشتات «الأردن الكبير».
- السعودية
تقسم إلى 5 دول، وإعادة المملكة إلى ما كانت عليه قبل نشأتها، أى إلى 5 دول اعتمادًا على تقسيم طائفى وقبلى واقتصادى، وخلافات بين أمراء العائلة المالكة، منها دولة فى الوسط تسمى «وهاب ستان»، نسبة إلى محمد بن عبدالوهاب، مؤسس الحركة الوهابية، مع احتمال ضم جنوب اليمن إليها كمنفذ بحرى وحيد.
- اليمن
تقسم إلى دولتين، وإعادة الحدود إلى ما كانت عليه قبل الوحدة بين الشمال والجنوب.