السياحة العلاجية فى سيوة مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، حيث تستقبل الواحة العديد من المرضى الذين يعانون من أمراض الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل والعمود الفقرى والسمنة والتوتر لعلاجهم بالدفن فى رمال جبل الدكرور، ولذا تعد من أهم المقاصد فى السياحة العلاجية للوافدين من كافة دول العالم.
ويقول محمد أحمد، أحد أبناء الواحة، إن العلاج بالرمال يعتبر من أقدم المهن العلاجية، مضيفًا أن الفراعنة هم أول من عالجوا بالدفن، كما أن التجارب أثبتت أن رمال جبل الدكرور تتميز بقدرة كبيرة على العلاج، موضحًا أن المئات يأتون سنويًا للدفن فى هذه المنطقة وبعد عمليات الدفن يشفون تمامًا من أمراضهم.
ويضيف، أن الكثير من العرب والأجانب يقصدون الواحة بغرض العلاج من أمراض كثيرة ليست العظام فقط وإنما يوجد أيضاً علاج للأمراض الجلدية فى مياه العيون الكبريتية، موضحًا أن السياحة العلاجية فى سيوة تأثرت بالأحداث التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية وانخفض عدد المترددين على الواحة إلا أن الحجوزات الموسم الحالى تبشر بالخير.
من جانب آخر، يقول أبو القاسم الواحى، صاحب مردم علاجى فى سيوة، أن العلاج فى سيوة حياة أخرى لأى شخص يعانى من أمراض العظام والدهون الثلاثية، مؤكداً أن المريض حياته تتغير تماماً بعد الدفن فى الرمال، لكن غير مسموح بعلاج مريض عظام يعانى من القلب والأمراض الصدرية لأن ظروفه الصحية لا تؤهله لذلك.
ويوضح أبو القاسم، أن فترة العلاج تتراوح من 3 أيام إلى 7 وهذه أقصى مدة، حيث يتم عمل حفرة بطول مترين وعمق نصف متر يوضع داخلها بدون ملابس ويتم تغطية جسمه بالكامل بالرمال الساخنة، وتقام خيمة صغيرة عند رأسه لحمايته من ضربة الشمس لمدة تتراوح ما بين 5 دقائق إلى 15 دقيقة وليس لها فائدة إذا طالت المدة عن ذلك.
ويشر إلى أن المريض بعدها يخرج ملفوفًا ببطانية صوف ويدخل إلى خيمة ويقدمون الحلبة الدافئة حتى تساعده على إدرار المزيد من العرق، ويحرم على المريض الاستحمام بالمياه أثناء مدة الردم، وهى ثلاثة أيام وأن يرتدى ملابس شتوية لأن مسام الجسد تكون مفتوحة بعد عملية الردم، ولا يتعرض لمروحة أو تكييف، وبعد ثلاثة أيام يمكنه التعامل بشكل طبيعى، ويحافظ على نفسه فيما بعد ذلك بارتداء الملابس الشتوية.
ويؤكد "أبو القاسم"، أن مرضى الروماتويد يتم عمل 5 جلسات لهم وأحياناً تصل إلى 7، أما مرضى الروماتيزم يتم عمل جلسات من 3 إلى 5 جلسات والرطوبة 3 جلسات، والأشياء الخفيفة الأخرى 3 جلسات متواصلين، ولا يمكن الراحة بين هذه الأيام.
وعن موعد بدء السياحى العلاجية فى الواحة هذا العام، كشف أن الموسم يبدأ من 1 يونيو وحتى 15 سبتمبر، لكن العام الحالى سيتم البدء فيها بعد إجازة العيد، موضحًا أن هناك 3 مستويات للإقامة لديهم خلال فترة العلاج وبأسعار مناسبة للجميع.
فيما يضيف أحمد، أحد القائمين على السياحة العلاجية أنه لكل واحد منهم اختصاصه فهناك من هو مسئول عن عملية الدفن، وآخر للتدليك بزيت الزيتون، وآخرين يقومون بتحضير الوجبات الغذائية للمرضى، ويعملون فى روح من المحبة لمساعدة من قصدوا العلاج.
وطالب الدولة بضرورة الاهتمام أكثر بالواحة التى تعتبر من كنوز الطبيعة فى مصر، نظرًا لمناخها الجاف الذى لا تتمتع به أى منطقة أخرى.