رغم إصدار دار الإفتاء المصرية، بيانًا أعلنت فيه أن المسجد الألمانى "بن رشد- جوتة"، الذى يجمع بين النساء والرجال فى برلين ويصلون جنبًا إلى جنب، لا يتفق مع الإسلام، ودعمت إدارة الشئون القانونية فى جامعة الأزهر المصرية هذه الفتوى، مؤكدة أنه لا يتفق مع معايير الدين الإسلامى، إلا أن أصحاب المسجد مستمرون فى العمل به.
وقال مؤسسو المسجد فى تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الدين لله ولا يوجد مشكلة فى أن يصلى المسلمين بجانب بعضهم البعض، قائلاً: " إننى أشعر بأننى أفعل الشىء الصواب"، وأن دين الإسلام دين محبة وسلام"، مؤكدًا: "إن الله جعلنى إلى شخصى الآن المسلم لأقوم ببناء هذا المسجد".
وفى السياق نفسه، هاجمت السلطات الدينية فى تركيا بعد أسبوع من افتتاح المسجد، القائمين على المسجد بأن هذا خرق لقواعد الإسلام، ولا يجوز أن يجمع الصلاة بين النساء والرجال فى صف واحد.
وقال أحد المصلين فى المسجد المشترك، والبالغ من العمر 30 عامًا، إنه ليس لديه مشكلة مع الرجال والنساء أن يصلوا جنبًا إلى جنب، مؤكدًا: "أنه يمكننا أن نفعل أى شىء لتحسين صورة الإسلام فى العالم".
والمصلى داخل كنيسة بروتستانتية، وهو مفتوح للسنة والشيعة والعلوية والصوفية وفرق أخرى، ولكنه يرفض أن ترتدى المصليات برقع "حجاب" أو نقاب.
وفى السياق نفسه، وجهت الحكومة الألمانية انتقادًا شديدًا الجمعة إلى السلطات التركية التى هاجمت افتتاح مسجد مختلط فى برلين وأم المصلين فى أول صلاة جمعة بالمسجد الأسبوع الماضى رجل وامرأة سويًا، ولم ترتد المرأة الإمام حجابًا خلال الصلاة.
كما رفضت الحكومة الألمانية بعبارات حادة انتقادات تركية ومصرية للمسجد الليبرالى الجديد فى برلين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، يوم الجمعة الماضى، فى برلين إن المواطنين فى ألمانيا متروك لهم كامل الحرية فى اختيار "كيفية ومكان وزمان وطريقة" ممارسة دينهم، مؤكدًا أنه لن يتم التسامح مع أى اعتداء على الحرية الدينية فى ألمانيا.
يذكر أن المسجد الجديد الذى يحمل اسم "ابن رشد-جوته" يصلى ويخطب فيه النساء والرجال على حد سواء.
ويفتح المسجد، الذى أسسته الناشطة النسوية الألمانية من أصل تركى سيران أطيش داخل قاعة مستأجرة فى كنيسة بروتستانتية ببرلين، أبوابه للطوائف الإسلامية المختلفة على حد سواء، مثل السنة والشيعة والعلويين والصوفيين.