لم تمر الفترة الماضية على شركات التكنولوجيا بشكل جيد، بل كانت محل انتقاد من أغلب الجهات الرسمية حول العالم، وهذا بسبب عدم بذل الجهد الكافى لمحاربة الإرهاب على الإنترنت ووقف المحتوى المتطرف الذى يهدد المجتمعات بشكل كبير، وعلى الرغم من الجهود التى تم بذلها، إلا أنه لم يكن هناك تعاون منظم، ولكن الآن الأمر بدأ يتخذ شكلا جديدا.
أعلنت شركات التكنولوجيا العملاقة والمسئولة عن مواقع التواصل الاجتماعى الشهيرة، بما فى ذلك فيس بوك وجوجل وتويتر ومايكروسوفت أنها تشكل مجموعة عمل عالمية لدمج جهودها لإزالة المحتوى الإرهابى من منصاتها المختلفة والوقوف فى وجه المتطرفين.
تأتى هذه الخطوة ردا على ضغوط من حكومات أوروبا والولايات المتحدة بعد سلسلة من الهجمات المسلحة، وقالت الشركات إنها ستتشارك الحلول الفنية لإزالة المحتوى الإرهابى والعمل بشكل أكبر مع خبراء مكافحة الإرهاب.
وفقا لما ذكرته الشركات فى بيان لها، فإن المنتدى العالمى للإنترنت لمكافحة الإرهاب سيضفى الطابع الرسمى على مجالات التعاون الحالية والمستقبلية بين الشركات، ويعزز التعاون مع شركات التكنولوجيا الأصغر ومجموعات المجتمع المدنى والأكاديميين والحكومات والهيئات الوطنية، مثل الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.
ووفقا لموقع "تك كرانش" الأمريكى، أنه خلال الأسبوع الماضى كان هناك دعوة من رؤساء الدول الأوروبية لشركات التكنولوجيا لإنشاء منتدى لتطوير التكنولوجيا والأدوات الجديدة، لتحسين الكشف التلقائى وإزالة المحتوى المتطرف من الإنترنت.
وأثارت الضغوط السياسية على الشركات احتمال صدور تشريع جديد على مستوى الاتحاد الأوروبى، ولكن حتى الآن اقترحت ألمانيا فقط قانونا يغرم شبكات التواصل الاجتماعى 50 مليون يورو إذا أخفقت فى إزالة المشورات البغيضة والإرهابية بشكل سريع، ومن المتوقع أن يصوت مجلس النواب بالبرلمان الألمانى على القانون هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن تسعى الشركات إلى تحسين العمل الفنى فيما بينها عن طريق إنشاء قاعدة قادرة على تحديد تلقائيا الصور ومقاطع الفيديو التى تضم محتوى متطرف، بالإضافة إلى تبادل أفضل الممارسات بشأن تقنيات الكشف عن المحتوى باستخدام الذكاء الاصطناعى، فضلا عن تحديد أساليب الإبلاغ عن المحتوى للمساعدة فى عمليات إزالة المحتوى الإرهابى.
جدير بالذكر، أنه فى وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت فيس بوك عن جهودها لإزالة المحتوى الإرهابى ردا على انتقادات من السياسيين أن عمالقة التكنولوجيا لا تفعل ما يكفى لوقف الجماعات المسلحة باستخدام منصاتها للدعاية والتجنيد، وأعلنت جوجل أيضا عن تدابير إضافية لتحديد المحتوى الإرهابى أو المتطرف العنيف وإزالته على منصة مشاركة الفيديو على يوتيوب بعد ذلك بوقت قصير.
وقالت شركات التواصل الاجتماعى، إنها ستعمل مع الشركات الصغيرة لمساعدتها على معالجة المحتوى المتطرف ومنظمات مثل "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" وهذا للعمل على طرق مكافحة التطرف والكراهية عبر الإنترنت.
وتتخذ جميع الشركات الأربع مبادرات لمواجهة خطاب الكراهية على الإنترنت، وستستخدم المنتدى الجديد لتحسين جهودها وتدريب منظمات المجتمع المدنى العاملة على نفس الهدف.