لم يكن أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد أل ثانى يعلم أن القبلات التى رسمها أبنه حمد على يديه وجبينه بمطار الدوحة أثناء وداعه فى يوم الاثنين الموافق 26 يونيو 1995، بمثابة قبلة الوداع، وأن الحفل الذى أصر حمد على إقامته مجرد حفل تنصيب أعده لنفسه لتولى مقاليد الحكم فى إمارة الخيانة.
وقبل أن تهبط طائرة الوالد المتجهة إلى سويسرا أنهى "حمد" خطته ليكون حاكما على البلاد، ففى صبيحة اليوم التالى من مغادرة الوالد قطع تليفزيون قطر الرسمى إرساله لإعلان البيان رقم واحد.
وعرض التليفزيون صورا لوجهاء المشيخة وهم يقدمون البيعة للشيخ حمد خلفا لأبيه، وقيل فى ما بعد، أن المشاهد التى عرضت من دون صوت كانت ممنتجة ومزورة، ما دفع البعض بوصفه انقلابا ناعما، ليستمع خليفة خبر الانقلاب عليه عبر إحدى الإذاعات بمدينة "زيورخ".
ولم يكن انقلاب حمد على والده خليفة الذى تمر عليه اليوم 22 عاما، هو الأول فى تاريخ إمارة قطر، فبمجرد ذكر أسم عائلة "آل ثانى" يتبادر إلى الذهن سلسلة الانقلابات التى قام بها الحكام فى قطر منذ إعلانها دولة فى عام 1971 وتولى الحكم حينها لمدة عام أحمد بن على آل ثانى، بعدها أنقلب خليفة بن حمد أل ثانى بانقلاب على مؤسس الدولة فى عام 1972.
ومثلما فعل حمد مع والده، دارت الدائرة عليه، حيث لم يكن يعلم أن زواجه من موزة آل مسند التى تزوجها ليضمن ولاء آل مسند له، لكونها ابنة خصمه هى التى ستدق المسمار الأخير فى نعشه.
ودخلت موزة، إلى الأسرة الحاكمة كزوجة رابعة لحمد الذى ارتبط ببنات عمومته، لكى تطيح به من الحكم ولكن ليس من أجل أحد من اسرتها المعروفة بعلاقاتها الواسعة بإيران، وإنما من أجل ابنها تميم بن حمد، الأمير الصغير الذى ساندته للانقلاب على والده فى 25 يونيو من عام 2013، حيث ظهر حمد وهو منحنيا شاحب الوجه ليعلن تخليه عن الحكم لابنه تميم.
وعلى الرغم من أن حمد عين ابنه البكر من موزة "جاسم بن حمد" وليا للعهد، فى أكتوبر من عام 1996 لكن لأسباب غير معلومة تنازل عن الحكم فى 2003 لأخيه "تميم"، الذى وضع يده على مفاتيح السلطة، مع تعيين مقربين منه نائبين لرئاسة الوزراء، والدفاع والتسليح.
ومنذ تولى "تميم " الحكم وهو يتعمد معاداة العرب ويمارس دور الخيانة داخليا وخارجيا، فداخليا أنقلب تميم على والده وحدد اقامته وبين وقت وآخر لا يظهر حمد على شاشات التلفاز وسط حراسة مشددة لدرء الرماد فى الأعين.
وعلى صعيد الخيانة الخارجية فإن تميم لا يبالى من التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وضرب واستقرار هذه الدول وفى مقدمتها مصر، فبعد ثورة 30 يونيو، دفع تميم المنظمات الإرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش والشرطة وضد المدنيين كذلك.
كما دفع قناة الجزيرة لبث تقارير مفبركة عن مصر ودول الخليج لإثارة الفوضى الشرق الأوسط الأمر الذى دفع 4 دول عربية لإصدار بيان مشترك لقطع العلاقات مع قطر فى 5 يونيو الجارى.
واستعان "تميم" بقوات عسكرية غير عربية لحمايته وأسرته على شاكلة الجيش التركى وعناصر من الحرس الثورى الإيرانى التى تتمركز حول قصره بالدوحة.