بدأت الولايات المتحدة تطبيق إجراءات أمنية مشددة للرحلات الجوية الأجنبية القادمة إلى الولايات المتحدة من ما يقرب من 180 مطارا حول العالم، فيما قال مسئولون إنه إجراء لمنع توسيع حظر من المفترض أنه يمنع حمل أجهزة إلكترونية كبيرة بما فيها الكمبيوتر المحمول على متن الطائرات.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز فى تقرير لها تحت عنوان "المطارات تستعد للالتزام بمطالب الولايات المتحدة لتشديد الإجراءات الأمنية" أن الإجراءات الجديدة تتضمن التفتيش باستخدام الكلاب المدربة، واستخدام أحدث التكنولوجيا، وطرق تفتيش دقيقة للغاية، وأخرى تتمثل فى مراقبة غير مرئية للمسافرين فى قاعات الانتظار وفى محيط الطائرات، وإمكانية تفتيش الأمتعة والمسافرين فى أى لحظة.
وأشار التقرير إلى إحصاءات عن الرحلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة، إذ يسافر يوميا ما يقرب من 325 ألف شخص من مطارات العالم إلى أمريكا، وقد طلبت الإدارة الأمريكية تطبيق الاجراءات الجديدة فى نحو 180 مطارا فى بلدان عدة من العالم.
وترى الصحيفة أن الإجراءات الجديدة تجبر المسافرين على المجىء مبكرا للغاية إلى المطارات قبل موعد الرحلة، بسبب الوقت الذى تستغرقه عمليات المراقبة والتفتيش وحجز الأمتعة.
وفى وثيقة أطلعت عليها فاينانشال تايمز، تتساءل شركات طيران فى أوروبا عن السبب فى أن الإجراءات الجديدة بحظر أجهزة الكمبيوتر المحمول والأجهزة اللوحية تشمل فقط الرحلات المتوجهة إلى الولايات المتحدة، وليس كل الرحلات فى المطارات الأوروبية.
ويخلص التقرير إلى أن من الخطأ التركيز على الإجراءات الجديدة، فى رأى الخبراء الأمنيين والمتخصصين فى الملاحة الجوية، بل أن هناك حاجة لمزيد من التحديد والتحليل للسلوك للأشخاص المشبوهين وذوى النوايا السيئة، بدلا من التركيز فى البحث عن الأجهزة المشبوهة.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن هذه الخطوة من شأنها أن تسفر عن طوابير أطول من المسافرين وتأجيل الرحلات وارتفاع تكلفة السفر، موضحة أن توسيع نطاق الحظر سيفرض أكبر تحديا لوجستيا تواجهه هذه الصناعة منذ 2006، عندما أدى مخطط وضع قنابل على رحلات عبر الأطلنطى إلى فرض قيود على السوائل والجيل على متن الطائرات، وذلك بحسب خبراء طيران.
وشرحت "وول ستريت جورنال" أن الحظر المبدئى الذى فرضته واشنطن ولندن قبل 3 أشهر أثر على بعض الرحلات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولكن الخطة الجديدة سيكون تأثيرها أكبر بكثير. وتأتى الخطة وسط تحذير وزير الداخلية جون كيلى من تهديدات "خطيرة للغاية" و"مستمرة"، حتى أنه قال للنواب الشهر الماضى أن الإرهابيين "يحاولون كل يوم ضرب أحد مطاراتنا".
وأضافت "وول ستريت جورنال" أن فحص الأجهزة مرة ثانية وإدخالها إلى منطقة الشحن داخل الطائرة سيزيد من بطئ الإجراءات الأمنية فى المطارات، فمثلا توجد الكثير من الرحلات المتجهة إلى الولايات المتحدة التى تقوم بترانزيت فى مطارات أوروبية، وبعض الدول لا تطبق حظر الإلكترونيات على متن الطائرة، لذا يمكن أن يتم مصادرة هذه الأجهزة أثناء الفحص الثانى قبل أن يركب المسافرين الطائرات المتجهة إلى أمريكا.
وبدأت الولايات المتحدة كذلك تطبيق قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حظر دخول مواطنى 6 دول ذات غالبية مسلمة، أمس الخميس، بعد قرار المحكمة العليا إعادة العمل به جزئيا رغم اعتراض مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان.