انسحب أعضاء البرلمان المصرى المسافرون لفرنسا للمشاركة فى المؤتمر الذى تنظمه المعارضة الإيرانية تحت عنوان "إلى أين تذهب إيران"، وأبدوا اعتذراهم عن السفر دون إخطار البرلمان وأنهم لم يكن يعلموا خطورة الأمر إلا بعد وصولهم باريس، وذلك بعد إعلان مكتب البرلمان عدم الموافقة على حضور ذلك المؤتمر أو الإذن بالسفر للنواب.
وقال النائب نعمان أحمد فتحى البدارى، فى تصريح لـ "انفراد" من مطار شار ديجول بباريس فى طريق العودة إلى القاهرة، إن النواب المشاركين لم يكن يعلموا خطورة الأمر، وتابع: "نعتذر عن عدم إخطار البرلمان، لم نقصد ذلك، ومكناش نعرف إن الموضوع بالخطورة أو بالحساسية دى غير لما وصلنا هنا، ورجعنا رغم إنه كان من المقرر أن نعود الثلاثاء المقبل".
جاء ذلك بعدما أعلن المستشار أحمد سعد الدين أمين عام مجلس النواب فى بيان رسمى، أنه ورد لعدد من النواب دعوات شخصية غير رسمية للسفر إلى فرنسا لحضور المؤتمر السنوى العام للمقاومة الإيرانية، حيث انتهى مكتب المجلس إلى عدم الموافقة على حضور ذلك المؤتمر أو الإذن بالسفر للنواب والمجلس ينفى وجود أى تمثيل برلمانى رسمى له بهذا المؤتمر.
جدير بالذكر أن النواب المسافرين هم النائب جمال عباس، والنائب البدرى ضيف، والنائب داوود سليمان والنائب نعمان أحمد فتحى البدارى، والنائب مرتضى العربى الذى أكد بدوره لـ"انفراد" خلال مرافقته للنائب "داوود" أنه انسحب من المؤتمر هو الآخر، وأنه لم يحضر أى جلسة من جلساته، فضلاً عن تقديمهم اعتذار للداعين للمؤتمر.
ولكنه على الجانب الآخر، قالت مصادر مسئولة بالبرلمان، إن الأمانة العامة للمجلس، تواصلت مع النواب المسافرين قبل مغادرتهم، وأبلغتهم رفض البرلمان لذلك، وأنها أبلغت النائب مرتضى العربى بذلك عن طريق رسالة نصية، وأن النواب وعدوا بعدم السفر، مؤكدة أن رئيس البرلمان سيتخذ قرار بشأنهم بعد غد، الاثنين، مرجحة أن يتم إحالتهم للجنة القيم، أو أن يعتبر "عبد العال" انسحابهم اعتراف بالخطأ.
لم يكن تراجع النواب المسافرين لفرنسا، هو الأول من نوعه، بل قال النائب مرتضى العربى، فى تراجع واضح عن موقفه السابق، إن استقالته التى كتبها عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ليست نهائية، وسيعرضها أولاً على حزبه "حماة الوطن".
يأتى موقف مرتضى العربى الجديد بعدما كتب عبر صفحته على "فيس بوك"، فى وقت سابق: "أعلن استقالتى من مجلس النواب، وسأقدم مذكرة مكتوبة ومسببة للدكتور على عبد العال الثلاثاء المقبل".
وأضاف "العربى"، فى تصريح لـ"انفراد" عقب إعلان انسحابه من مؤتمر المعارضة الإيرانية فى فرنسا، اليوم السبت، إنه سينتظر اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب أولاً، ليعرض عليها الأمر، فى تناقض واضح مع موقفه السابق، متابعا: "الأمر لن يكون نهائيا إلا بعدما تبت فيه الهيئة البرلمانية للحزب أولا".
يأتى تصريح مرتضى العربى بعدما أكدت مصادر برلمانية، أن مجلس النواب سيوافق على استقالته إذا تقدم بها لهيئة مكتب المجلس بشكل رسمى، بعد إنهاء إجراءاتها وفق المسار الذى تنص عليه القوانين ولائحة المجلس، قائلة: "أفلح إن صدق".
وهنا تبرز عدة أسئلة، لماذا سافر النواب إذن طالما أنهم يعلمون أن عدم إخطار البرلمان مخالفة واضحة تستوجب الاعتذار؟ وما هى الخطورة التى اكتشفوها عقب وصولهم إلى العاصمة الفرنسية باريس؟ ولماذا تراجع "العربى" الآن بعد تدوينته التى كتبها على فيس بوك؟ هل كانت من أجل "الشو" والمتاجرة الإعلامية فعلاً؟ أم أنه كتبها فى لحظة انفعالية دزون دراسة؟.
يُذكر أن المادة 391 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، تنص على أن تعرض الاستقالة مع تقرير مكتب المجلس أو تقرير اللجنة العامة عنها بحسب الأحوال فى أول جلسة تالية لتقديمها، ويجوز بناء على اقتراح رئيس المجلس أو طلب العضو النظر فى استقالته فى جلسة سرية، ولا تعتبر الاستقالة نهائية إلا من وقت أن يقرر المجلس قبولها، فإذا صمم مقدمها عليها بعد عدم قبولها من المجلس، فعليه إخطار مكتب المجلس بذلك بكتاب موصى عليه بعلم الوصول، وفى هذه الحالة تعتبر استقالته مقبولة من تاريخ هذا الإخطار، وفى جميع الأحوال، يشترط لقبول الاستقالة ألا يكون المجلس قد بدأ فى اتخاذ إجراءات إسقاط العضوية ضد العضو.