بعد أقل من 24 ساعة على قرار بنك باركليز البريطانى، أحد أكبر مصارف لندن، بوقف التداول على الريال القطرى ردا على دور قطر المشبوه فى دعم وتمويل الإرهاب، أقدمت الخطوط الجوية القطرية على تقديم 9 طائرات للحكومة البريطانية لمواجهة الإضراب الذى ينظمه العاملون فى الخطوط البريطانية ويستمر لمدة أسبوعين احتجاجاً على الأجور، فى خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رشوة مقنعة، ووسيلة لمغازلة الحكومة البريطانية وإرغامها على تغيير مواقفها من نظام تميم بن حمد.
قال موقع "CGTN" إن طاقم العاملين فى خطوط الطيران البريطانية بدأوا اليوم إضرابا يستمر لمدة أسبوعين بسبب خلاف حول الأجور، موضحا أنه بالرغم من التأثير السلبى لهذا الإضراب على سمعة شركة الطيران فيما يتعلق بالسفر، إلا أن المسافرين لن يجدوا مشكلة أثناء سفرهم نظرا للاستعانة بأسطول من 9 طائرات تابعة لخطوط الطيران القطرية.
فيما كشف موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أن الحكومة سمحت للخطوط الجوية البريطانية باستخدام طائرات تابعة للخطوط الجوية القطرية وأطقمها لمساعدة شركة الطيران على نقل جميع المسافرين إلى وجهاتهم أثناء الإضراب.
وحاولت نقابة "يونايت" عرقلة الاتفاق، وقالت إنه يخرق قواعد الاتحاد الأوروبى للطيران المدنى، معربة عن مخاوفها بشأن السجل القطرى فى مجال انتهاكات حقوق العمالة، بحسب "بى بى سى".
وكان وزير النقل البريطانى كريس غرايلينج قال إن الخطوط البريطانية (بى إيه) سوف تستأجر 9 طائرات أيرباص أي320 وأي321 وطواقمها بناء على نصيحة من الهيئة العامة للطيران المدنى (سى إيه إيه).
وأوضحت "بى بى سى" أن سبب الإضراب العقوبات المفروضة على نقابيين شاركوا فى إجراءات عمالية سابقة وسط نزاع طويل الأمد بشأن الأجور.
وألغت الخطوط الجوية البريطانية بالفعل عددا محدودا من الرحلات ودمجت أخرى من مطار هيثرو تحديدا، لكن الاتفاق مع قطر يعنى قدرة الشركة على نقل السواد الأعظم من المسافرين إلى وجهاتهم.
وأنشأت الخطوط البريطانية "الأسطول المختلط" من أطقم طائرات الرحلات الطويلة والقصيرة فى أعقاب نزاع طويل مرير على الأجور وظروف العمل لجميع أطقم الضيافة، وهو النزاع الذى امتد من 2009 وحتى 2011، بحسب "بى بى سى". ويطير الأسطول المختلط من مطار هيثرو فقط، وفى رحلات طويلة وقصيرة.
وقبل قرابة شهر، أقدمت الدول العربية وفى مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين على مقاطعة قطر رسميا، وغلق الحدود المشتركة والمجال الجوى أمام الطيران القطرى، وذلك ردا على مواقف الدوحة ونظام تميم بن حمد الداعمة والممولة للكيانات الإرهابية، وردا على رفض الحكومة القطرية التوقف عن توفير الغطاء السياسى لتلك الكيانات وفى مقدمتها جماعة الإخوان.
وبعد أسبوعين من المقاطعة أعلنت الدول العربية عبر الوسيط الكويتى قائمة مطالب من 13 بندا أمهلت الدوحة 10 أيام لتنفيذها شريطة عودة العلاقات، ومن بين تلك البنود، وقف بث قناة الجزيرة ووقف تمويل وإيواء الكيانات الإرهابية، الأمر الذى قابلته قطر بالرفض القاطع، مستعينة فى ذلك بكل من إيران وتركيا، فضلا عن محاولاتها استمالة دول أوروبية من بينها بريطانيا.