ساعات قليلة ربما تكون الأخيرة فى عمر فضائية الجزيرة القطرية التى كانت ولا تزال منذ انطلاقها منتصف تسعينيات القرن الماضى منبرًا فريدًا يستخدم كافة ألوان التحريض وتأليب الأقليات وإثارة النعرات الطائفية والعرقية فى الدول العربية كافة، فمع اقتراب انتهاء مهلة قطر لتنفيذ المطالب العربية التى جاء فى مقدمتها إغلاق القناة، فيما تواصل قطر عنادها وتمسكها بالتصعيد ورفض التنفيذ إلا أن مراقبون يتوقعون إقدام الدوحة على تبنى قدر من المرونة فى اللحظات الأخيرة.
وفى مؤشر على انتهاء عصر "الجزيرة"، كشفت مصادر خليجية بحسب ما نشرته العديد من وسائل الإعلام السعودية والإماراتية، عن أن الدول الخليجية الكبرى ستقدم على حجب القناة ما لم تلتزم الحكومة القطرية بوقف بثها، وذلك ردًا على الممارسات المشبوهة التى تقدم علها الجزيرة، وترويجها واستضافتها شبه الدائمة لعناصر وقادة التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها جماعة الإخوان والكيانات المتطرفة فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها.
وقبل انتهاء مهلة تنفيذ المطالب العربية، قالت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية فى تقرير لها اليوم، إن فضائية الجزيرة كان لها دورًا بارزًا فى تفتيت الدول العربية وتقسيمها بحسب ما تؤكده دوائر الحكم فى السعودية والإمارات والبحرين، مشيرة فى تقرير لها إلى أن انتهاء المهلة ربما يحمل مشهد النهاية فى مسيرة القناة القطرية.
ورغم تحميل "الجزيرة" مسئولية تفتيت العديد من الدول داخل الشرق الأوسط، إلا أن تقرير الصحيفة البريطانية لم يغفل الإشارة إلى مسيرة القناة الطويلة الممتدة منذ منتصف التسعينيات، والتى كانت قبل أن ينكشف دورها المشبوه مثالًا على كسر هيمنة شبكات الإعلام الغربية على تدفق المعلومات.
وقبل أيام، حذر مفتى عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، من التواصل مع القنوات الفضائية الفاسدة التى تظهر العداء للإسلام والفضائل والحاقدة على المجتمع وقيادته وأمنه واستقراره، واصفًا التواصل مع تلك القنوات بالخيانة، فى إشارة لقناة الجزيرة القطرية التى تبث الفتن.
وأوضح آل الشيخ لصحيفة "عكاظ"، أن لخيانة الأمة والأوطان صورًا عديدة، مضيفًا منها أن يكون الفرد مطية لمريدى نشر الأحقاد والفرقة بين أفراد المجتمع، أو الزج بشبابها فى أمور تتأثر بها عقولهم أو ترجع عواقبها عليهم بالذل والهوان، مؤكدًا على أن الاتصال بالقنوات الفاسدة ونقل الأخبار لها والمشاركة معها من الخيانة.
وقبل أسبوعين، استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن مؤتمرًا بعنوان "محاكمة الجزيرة"، بمشاركة الصحفى المصرى الذى يحمل الجنسية الكندية محمد فهمى، وعدد من العاملين السابقين فى فضائية الدوحة، كشف خلاله جرائم القناة ودورها المشبوه فى ضرب استقرار الدول العربية وتوفير الغطاء السياسى للكيانات الإرهابية.
وخلال المؤتمر الذى حضره كوكبة من خبراء السياسة الخارجية وقادة مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة الأمريكية، استعرض المشاركون دور القناة فى دعم جماعة الإخوان والترويج لأفكارها وأهدافها رغم تعارضها مع قيم حقوق الإنسان ومعايير الحريات الأساسية.