عادت أخبار الأستاذ محمد حسنين هيكل مرة أخرى إلى الساحة، لكنها هذه المرة مرتبطة بحالته الصحية، وليس بإحدى معاركه وأحاديثه التى كانت وما تزال تثير الجدل، حيث اعتاد الأستاذ هيكل أن يتكتم على أخبار حالته الصحية، ولا يعلنها إلا بعد انتهائها، وآخرها عندما أجرى جراحة ناجحة فى مستشفيات لندن، بعد أن أصيب بكسر فى عظمة الفخذ عقب سقوطه فى الغردقة، ومن سنوات أجرى جراحة لم يعلن عنها إلا بعد سنوات.
عادت أخبار عن تدهور صحة الأستاذ وأعلن بعض تلاميذ المقربين أن الحالة الصحية للأستاذ هيكل حرجة جداً وأنه لم يعد راغباً فى تلقى الطعام والشراب والعلاج يقتصر على المحاليل الطبية ودعا تلاميذ الأستاذ بالدعاء له .
كان الأستاذ صلاح منتصر كتب فى عموده بالأهرام بعنوان «ادعوا للأستاذ»، عن تدهور الحالة الصحية للأستاذ هيكل، مشيرا إلى أن الأستاذ البالغ 93 عاماً، أنه يعانى من فشل كلوى، ومياه على الرئة، طالباً له الدعاء، وأنه توقف عن طقوسه اليومية أو الذهاب لمكتبه، وأنه توقف أيضا عن تناول الطعام.
الأستاذ هيكل المولود عام 1923 يمثل قيمة مهمة فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية والعالم، واعتاد دخول المعارك عبر سنوات عمله الطويلة بالصحافة، وارتبط مع الرئيس جمال عبد الناصر، واستمر مع السادات قبل أن يصطدم به ويغادر الأهرام، ثم عاصر مبارك واتسمت العلاقة بينهما بالتوتر والتحفظ، ونفس الأمر مع مرسى وحكم الإخوان، ليعود إلى الظهور واللمعان قبل 30 يونيو وفى فترة حكم الرئيس عدلى منصور. ثم السيسى، حيث اعتاد أن يدلى بحديث للإعلامية لميس الحديدى كل فترة، ويثير الجدل، بتصريحاته التى تتعلق بالفترة الحالية، وآخر معارك الكاتب الكبير قبل مرضه، حديث ينتقد فيه الحياة السياسية والأحزاب، وقال هيكل فى حواره مع الإعلامية لميس الحديدى عبر برنامجها «مصر أين ومصر إلى أين» إن الأحزاب الحالية لا تمثل الشعب، وأنها أصبحت متشرذمة، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى جاء فى بلد أمامه عقبات كبيرة، مؤكداً أن البيروقراطية تحبط الرئيس السيسى، وأنه يفترض أن يجعل مصر تعمل بكامل طاقتها، مؤكداً أن أول خطة للمستقبل هو امتلاك خريطة نحوه ولا نملك سوى الأمانى.
وبسبب تصريحاته التى هاجم فيها الأحزاب، وقال إنها لا تمثل الشعب انتقدت الأحزاب تصريح هيكل وأعلن حزب المصريين الأحرار على لسان شهاب وجيه، المتحدث الرسمى للحزب ينبغى على الجميع أن يترك فرصة للأحزاب كى تعمل داخل مجلس النواب، فيما هاجم حزب الوفد هيكل وقال حسام الخولى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد إن الأحزاب ضعيفة، لكن هناك عدة أسباب لضعف الأحزاب، منها أنه خلال فترة الرئيس الراحل عبدالناصر تم إلغاء الأحزاب والحياة السياسية، كما هاجم الدكتور رفعت السعيد عن حزب التجمع هيكل، لأنه قال إن السيسى يسير على خطى عبدالناصر، وقال السعيد لهيكل إنك لم تعرف التعذيب فى السجون.
ولا يعرف ما إذا كانت هناك حلقات أخرى سوف تعرض للأستاذ مما يكون سجله قبل مرضه أم لا.