فى مفاجأة من العيار الثقيل ، وفى خطوة من شأنها أن تغيير خريطة تحركات أجهزة الأمن الأوروبية للتصدى للعنف والإرهاب بعدما كانت تضع الأقليات والجاليات المسلمة، بالاضافة إلى العائدين من تنظيم داعش على قوائم الرصد والتتبع دون غيرهم، وكشفت أجهزة الأمن الفرنسية تفاصيل إحباط مخطط لإغتيال الرئيس الشاب إيمانويل ماكرون على يد شاب ينتمى إلى معسكر القوميين الفرنسيين.
وبعد يومين من الواقعة وإيداع المتهم البالغ من العمر 23 عاماً السجن، كشفت السلطات الفرنسية تفاصيل المخطط للمرة الأولى صباح اليوم الاثنين ، مشيرة إلى أن المتهم الذى لم يتم الكشف عن اسمه كان يخطط لتنفيذ عملية الاغتيال فى ذكرى العيد الوطنى الفرنسى المقرر فى 14 يوليو الجارى.
وبعد سلسلة من الهجمات التى طالت العديد من أبناء الأقليات المسلمة والعربية داخل فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، قال مراقبون والكثير من محللى الشئون السياسية والأمنية، إن فرنسا حاليا أصبحت تشهد نوعا جديدا من الارهاب لا يتعلق بالإسلام الراديكالى، أو حتى السلفية المتشددة التى كانت مضطهدة بسبب التفجيرات الأخيرة التى نالت من فرنسا وخاصة باريس، وكان الضحايا هم المسلمون ومنشآتهم ، ولفت البعض إلى أن المتهم بمحاولة اغتيال ماكرون، ليس مسلما وليس لديه تهم تتعلق بالإرهاب.
وحذر مراقبون من اقدام معتنقى فكر اليمين المتطرف، والقوميين المتشددين على القيام بأعمال عنف وإرهاب خلال الفترة المقبلة داخل فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية المختلفة.
وبعد حادث إطلاق النيران على مسجد الرحمة أمس الأحد، وكذلك محاولة الدهس الفاشلة التى جرت أمام مسجد كريتاى الفرنسى، أكد مصدر قضائى، اعتقال رجل هدد بقتل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال العرض السنوى فى "يوم الباستيل" وهو العيد الوطنى لفرنسا، والذى يقام كل عام فى يوم 14 يوليو فى باريس، كما كان ينوى مهاجمة عدة أقليات، ووجهت اليه التهم وأودع السجن السبت.
وقالت النيابة العامة فى فرنسا، إن الرجل الذى تم اعتقاله أمس الأول السبت، قريب من الأوساط القومية، وليس له ملف "إس" الذى يدل على خطورته على الأمن القومى للبلاد، ولكنه معروف لدى الجهات الأمنية والعدالة.
ووفقا لصحيفة "20 مينت" الفرنسية، أشارت النيابة إلى أن المتهم البالغ من عمره 23 عاما، له قضيتين كان أخرهما فى 2016، وتتعلق بنشر الكراهية، وتم اعتقالة لمدة 3 سنوات، منهم 18 شهر مع وقف التنفيذ.
من جانبه أعلن الإدعاء العام فى مدينة بونتواز الفرنسية، أنه وفقا لطبيعة القضية تم تحويلها إلى قسم مكافحة الإرهاب التابع للعاصمة باريس، والذى بدأ بالفعل بالتحقيق لمعرفة الهدف من نية المتهم بقتل الرئيس وهل هناك تنظيم ينظم لذلك أم لا.
ويشار إلى أن الارهاب فى فرنسا استهدف المسلمين كذلك عندما حاول شخص دهس حشد من الناس الخميس الماضى بسيارته أمام مسجد مدينة كريتاى بالضاحية الجنوبية الشرقية لباريس، ولكن سرعان ما اعتقله رجال الشرطة الفرنسيين. وذكرت صحيفة "لوباريزيان" أن الشرطة اعتقلت قائد السيارة بعد دقائق من الحادث الذى لم يسفر عن وقوع إصابات ، مشيرة الى أنه لم يكن تحت تأثير الخمر أو المخدرات وقت إرتكابه الحادث، وانه بحسب المعلومات المتوفرة لديها ، أعلن أنه يريد الإنتقام لأحداث الباتاكلان والشانزليزيه الإرهابية.