أصبح يوسف القرضاوى، رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين" فى مواجهة مع محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، بعد عدم إتمام التنظيم أى من الخطوات التى أعلنها القرضاوى لحل الأزمة الداخلية، وتعد معظم أسباب الفشل نتيجة تعنت عزت وإدارته فى الاستجابة لمبادرة القرضاوى.
وتعددت الأسباب التى جعلت المواجهة بين يوسف القرضاوى، ومحمود عزت، أبرزها إصرار القائم بأعمال مرشد الإخوان، على عدم إجراء انتخابات لعضوية مكتب الإرشاد، واقتصارها على مجلس شورى الإخوان، والذى أجرت الجماعة انتخاباته فى فبراير 2015، وسيطرت جبهة محمد كمال عليه، وهو ما يسعى عزت لتجاوزه فى انتخابات مجلس الشورى الحالى للتنظيم.
السبب الثانى هو حل المكتب الإدارى لجماعة الإخوان فى اسطنبول من قِبَل جبهة محمود عزت، والذى يعد سببا قويا فى رفض أطراف الأزمة داخل الإخوان فى تنفيذ مبادرة يوسف القرضاوى، حيث أن إصرار قيادة محمود عزت على عدم التراجع عن قرار عودة المكتب الإدارى جعل الجبهة التى تسمى إعلاميا بـ"القيادة الجديدة" ترفض أى محاولات لتقريب وجهات النظر بين الجبهتين.
السبب الثالث تمسك عزت بنتائج اجتماع شورى الإخوان فى يونيو 2015، والذى تصر جبهة محمود عزت على الالتزام به، والذى تتضمن تعديل اللائحة الداخلية للجماعة، تتضمن بقاء القيادة الحالية كما هى فى مناصبها التنظيمية، ويكون لها كافة الصلاحيات فى فصل القيادات التى ترى أنها تخالف لائحة الجماعة الداخلية.
رابع الأسباب هو رفض فصل الإخوان عن التنظيم الدولى، وبقاء كافة مفاتيح الجماعة وقراراتها على رابطة الإخوان فى الخارج التابعة للتنظيم الدولى، والتى يسيطر عليها محمود حسين الأمين العام للجماعو هو ما أفشل كافة محاولات إنهاء الأزمة من قبل لجنة الحكماء التى ترأسها القرضاوى خلال الفترة الماضية.
إلى جانب هذه الأسباب، فتمسك محمود عزت بقرارات اتجاه عدد من القيادات البارزة بجماعة الإخوان والتى شملت كل من محمد منتصر، المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان، ومحمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، والذى يترأس الجبهة الجديدة للجماعة، حيث جمد عزت عضويته دون الرجوع إلى اللجنة الإدارية العليا، تعد من أبرز أسباب اقتراب المواجهة بين الطرفين.
من جانبه طالب أحمد رامى، المتحدث الرسمى لحزب الحرية والعدالة، والقيادى الإخوانى، قيادات الإخوان بالبحث عن نقطة التقاء بينهم لتنفيذ مبادرة يوسف القرضاوى لحل الأزمة الداخلية لجماعة الإخوان، موضحا أنه أصبح من الأهمية أن يقف الجميع أمام مسئوليتهم التاريخية لتفعيل مبادرة أو ما يُطْلَق عليه "بيان القرضاوى".
وأضاف رامى فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "على الجميع ألا يتناول وقائع أو يعرض تحليلات لوقائع تسبق صدور هذا البيان وليعتبر الجميع هذا البيان صفحة جديدة نبدأ من عندها لا من أى نقطة قبلها، وعلى كل من ابتلى بموقع تنفيذى خاصة داخل الجماعة أن يعلم أنه مسئول عن إدارة مجموعة من الأشخاص لا تتفق على تفسير واحد لما جرى من أحداث و لنقر بذلك و نتخذ من الإجراءات ما يجعلنا قادرين على السير".
واستطرد: "علينا جميعا العمل على سرعة السير فى الإجراءات اللازمة لتنفيذ ما ورد بالبيان أو المبادرة، وأن يدرك الجميع أن مقدرات الجماعة المادية والمعنوية لا محل لها إلا لخدمة الأمة مجتمعة".
فيما قال طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن الأسباب التى أفشلت محاولات القرضاوى للصلح يشترك فيها جبهة القيادة الجديدة للجماعة مع جبهة محمود عزت، حيث لم يعد هناك طريق تواصل بين الجبهتين الذى أصبح كل منهما لا يقبل وجود الأخر داخل الجماعة.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد"، أن الإجراءات الأخيرة التى أخذها محمود عزت، أثارت حفيظة يوسف القرضاوى، وجعلت المواجهة بينهما تكاد تكون قريبة فى ظل اعتماد القيادة الجديدة على القرضاوى لمواجهة العواجيز.
وأوضح أن هناك 3 جماعات الآن بالجماعة، وليس جماعتين، الأولى هى الجبهة التى تسيطر عليها العواجيز فى الخارج، بينما الجبهة الأخرى هى من تتضمن قيادات اسطنبول الذين استطاعوا الهرب من مصر، بينما الجبهة الثالثة فهم الشباب غير الراضين عن ما وصلت له الجماعة.