طغى الارتباك على جماعة الإخوان وحلفائها، بعدما أعلن عدد من قيادات التنظيم وأنصاره فى سويسرا وتركيا تدشين كيانا تحت اسم "الجبهة الوطنية المصرى"، تزعمه كل من أيمن نور وطارق الزمر، وصلاح عبد المقصود وزير إعلام الإخوان، ففى الوقت الذى رحبت الجماعة بهذا الكيان، فى بيان لها ملىء بالتناقضات خرج على الجانب الآخر حلفاء للجماعة ليفتحون النار عليه.
البداية عندما اصدرت الجماعة بيانا، أعلنت فيه دعمها لجبهة الوطنية المصرية قائلة: الإخوان يصطفون مع كل القوى السياسية ويدعمون الجهود التى بذلتها فى سبيل الوصول إلى إعلان تأسيس الجبهة الوطنية المصرية انطلاقًا من وثيقة مبادئ العمل المشترك، وما ورد فيها من بنود فإنهم يرون أن هذه الوثيقة تحدد مساحات للعمل.
بيان الإخوان تضمنت عدة متناقضات، ففى الوقت الذى دعمت فيه كيان "الجبهة الوطنية المصرية" الذى تجاهل محمد مرسى، زعمت الجماعة أنها ستتمسك بأهدافها وبعودة المعزول، كما ادعت فى بيانها أنها منفتحة على جميع القوى السياسية.
فى المقابل قال عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، أن الكيانات التى يتم الإعلان عنها فى الخارج، ليس له أهداف واضحة، أو آليات لتحقيقها، قائلا فى بيان له:" تصدر بين الحين والآخر، مبادرة ومبادرة مضادة، ورأيى فى كل مبادرة كالتالى أولا لا أشكك أو أخون أى صاحب رأى، فإذا كان الإسلام يجيز الاختلاف فى أمور دينية تقبل الاختلاف، فمن باب أولى السياسة، التى هى بالأصل موضع كل اختلاف، ووجهات نظر، ثانيا لا أتعامل معه بمبدأ المكايدة.
وتابع: رسالتى لمن يضع مبادرة ليس فيها النص على محمد مرسى، المهم ما وسيلتك وآلياتك، هذه هى الخطوة الأولى التى لن ننطلق لما بعدها إلا بها، ولن ينطلق بها المخالف لك إلا بها أيضا، فالوسائل لتحقيق الشعارات والأهداف هو الأهم، أما رسالتى لمن يضع مبادرة شرطها محمد مرسى، ما وسيلتك أولا لإنقاذ مرسى، فكل مبادرة أو وثيقة، تظل كلاما جميلا، لا أرفضه، المهم أن تكون لها آليات ووسائل لتطبيقها، وتفعيلها، بعيدا عن مهاترات من لا يشعرون بآلام الناس، ولا يقدرون للزمن قيمة ولا أهمية.
من جانبه فتح عمرو عبد الهادى، احد حلفاء الإخوان فى الخارج، النار على الجبهة الوطنية المصرية، قائلا إن هذه الجبهة هى المحاولة 174 لحلفاء الإخوان من عينة ايمن نور وطارق الزمر، التى تفشل دائما دون أن تحقق نتائج على ارض الواقع، ولا تجد من يلتف حولها.
وطالب عمرو عبد الهادى فى تصريح له، أيمن نور بالتوقف عن تدشين كيانات، التى وصفها بالكيانات الخائنة، وتضم شخصيات لا علاقة لها بالواقع.
وتعليقا على هذا الارتباك، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن الكيان الجديد الذى دشنه أيمن نور هو محاولة لقفزة متأخرة من مركب الإخوان فى ظل ما تتعرض له الجماعة وداعميها من تضييق.
وأضاف النجار لـ"انفراد" أن قيادات إسلام سياسى وليبراليين سيجنحون لعناوين وطرح بعيد عن التوافق مع جماعة الإخوان فى محاولة لمواكبة التغيرات فى المشهد الإقليمى، عبر كيانات وعناوين حريصة فى الفترة المقبلة على مغازلة بعض القوى الغربية وهادفة لإبقاء بعض الشخصيات المطلوبة قضائيًا فى المشهد السياسى من جهة وللتحصل على دعم بعض الجهات الخارجية المعروفة من جهة أخرى.