"ما بين الهوس والذهان" تشخيص الأطباء النفسيين لـ"فتاة العباسية".. ويؤكدون: الظهور الإعلامى لها تشهير وهى غير مسئولة عن تصريحاتها وتصرفاتها.. وطريقة حديثها المتقطع وموضوعاتها المتداخلة أبرز أعراض المرض

بعد أن اجتاحت قصة سلوى عرابى الملقبة بـ"فتاة العباسية" الساحة الإعلامية مؤخرا، وأثارت الكثير من الجدل حول حالتها الإنسانية التى عرضت للجميع على الرغم من كونها مريضة نفسيا مرت بصدمة حادة دفعتها دفعا لكى يصبح الشارع بيتها، اعترض أطباء النفس على تحويل حياتها لقضية عامة لأسباب تعود للتشهير ولعدم تمكنها من ممارسة الحياة بشكل طبيعى لمرة أخرى بعد التأهيل النفسى. وفى هذا السياق، قال الدكتور ماهر الضبع، أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية، إن ما حدث للمريضة من أحداث أليمة فى حياتها وصدمات نفسية وصولا إلى ظهورها على شاشات التليفزيون شىء مؤسف، مؤكدا أنه من خلال اللقاء يتضح أنها مازالت تعانى من مرض نفسى ما، وفكرة وجودها فى الشارع وطريقة تحدثها تثبت ذلك. وأضاف الضبع، أنه لا يمكن أن يتم تشخيص حالتها بشكل قاطع بدون عرض لكل تفاصيل حياتها ولكن من خلال علاماتها التى ظهرت عليها فإنها تعانى من أحد أنواع الذهان والذى يشمل على إمكانية سماعها لأصوات وإحساس أن الآخرين يقومون بتصرفات حولها وهى مجموعة كبيرة من الأعراض لعل من بينها أيضا التحدث بشكل متقطع والتداخل فى الموضوعات كما كانت تفعل فى اللقاء، مضيفا "لا يمكن ان نأخذ كلامها على أى محمل لأنها غير مسئولة عن تصرفاتها أو طريقة كلامها". وأكد أن التحدث معها فى التليفزيون يشهر بها وخاصة عندما يتم علاجها وعودتها للحياة الطبيعية. ومن جانبه قال جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن الفحص هو الفيصل أيضا والتحدث مع الأهل مهما كان موقفهم لكى يتم التعرف على حالتها وتاريخها المرضى، خاصة وأنه يظهر عليها أنها تعانى من نوبة هوس خفيف أو ذهان، ولكن المؤكد أنها تعانى من اضطراب نفسى ما أوصلها لهذه المرحلة من الصدمة والانفصال عن الواقع لتعيش فى الشارع. وفى هذا الصدد، قالت الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائية العلاج النفسي، إنها مريضة عقلية تعانى من الذهان من خلال طريقتها فى الحديث وكل ما تقوله هو أعراض ذهان، مؤكدة أن ما حدث من التحدث مع هذه الفتاة والخروج من كلامها بتصريحات مأساة أمر سيء جدا ويزيد من فجوة مرضها وعلاقتها بأهلها الذين يأخذون على كلامها دون التحقق ما إذا كانت تتوهم ذلك أم أنه أمر حقيقي. وأشارت إلى أن الصدمة الحقيقية هى وفاة الأب من البداية الذى دفعها لترك منزلها منذ سنوات والتجوال فى كل مكان ويجب أن تتلقى علاج طبى نفسي وليس مجرد وجودها فى دار رعاية. تفاصيل عن مرض الذهان وأكدت أخصائية العلاج النفسي، أن الذهان هو اضطراب عقلى يكون الشخص مصدق تماما ما يراه أو يسمعه من ضلالات وهلاوس وقد يتوهم أحداث ويكون كلامه غير مرتب ولا يحافظ على تسلس الحوار وقد يصل بها الحالة إلى إهمال الذات والمنظر وينتابه حالة من الاكتئاب ولا يسيطر على انفعالاته، مضيفة أنه من بين الأعراض أيضا الكلام غير منظم ويوجد مشاعر اضطهادية مختلفة. وعن أسباب مرض الذهان،قالت أخصائية العلاج النفسي: أنها متعددة ما بين عوامل وراثية وضغوط نفسية شديدة وحياتية واستعداد الشخص النفسي، وكذلك الاضطراب النفسي يؤدى إلى ذهان إذا ما وجد الشخص منفذ للتعبير عن ما يعانى منه من صراعات داخلية ومشكلات، وكذلك هناك عوامل وراثية. وأوضحتالدكتورة أسماء عبد العظيم أن الحالة تودع فى مستشفى نفسي وتتلقى علاج دوائى مع جلسات علاج نفسي ويعتبر المرض مزمن مثل الفصام أى تتناول الدواء بشكل مستمر حتى تظل فى حالة استقرار وذلك جنبا إلى جنبا مع الجلسات السلوكية حتى تتمكن من التفاعل مع المجتمع.