تتواصل الاحتفالات بين أبناء الشعب الليبى عقب إعلان القائد العام للجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر، تحرير مدينة بنغازى وضواحيها بالكامل، وذلك بعد معارك شرسة دامت 3 سنوات مع الجماعات الإرهابية المتطرفة التى سعت لإسقاط مؤسسات الدولة الليبية والدفع بالبلاد نحو الفوضى والفراغ الأمنى.
الاحتفالات التى تجتاح المدن الليبية تأتى لعدة أسباب فى مقدمتها نجاح المؤسسة العسكرية الليبية التى تضم خيرة أبناء القبائل بين صفوفها، إضافة لقضاء القائد العام للقوات المسلحة الليبية على المشروع القطرى الداعم للجماعات المتطرفة فى ليبيا لا سيما بمدينة بنغازى، قد قدمت الدوحة ملايين الدولارات للقضاء على فكرة تأسيس جيش وطنى ليبى مع إعلان المشير خليفة حفتر لعملية الكرامة عام 2014.
وكعادتها تركت الجماعات الإرهابية كمية كبيرة من الألغام التى تم زرعها فى سوق الحوت والصابرى، وأكد مسئول المكتب الإعلامى بالقوات الخاصة الليبية رياض الشهيبى، العثور على عدد من السيارات المفخخة بمحور الصابرى بمدينة بنغازى عقب السيطرة عليه من قبل قوات الجيش الليبى.
وأكد مدير المكتب الإعلامى بالقوات الخاصة الليبية فى تصريحات لوكالة الأنباء الليبية أن السيارات المفخخة التى عثرت عليها القوات كانت جاهزة ومعدة للتفجير، لافتاً إلى أنها كانت متواجدة فى المواقع التى كانت الجماعات الإرهابية تتحصن بها.
وأشار الشهيبى، إلى أن الجماعات الإرهابية كانت تحاول استخدامها لمنع وردع قوات الجيش من التقدم لتحرير المنطقة، لافتا أنه تم اليوم أيضا العثور على أحزمة ناسفة بمواقع تمركزات الجماعات الإرهابية فى محور الصابرى شمال بنغازى.
وأوضح الشهيبى أن الأحزمة التى تم العثور عليها كانت جاهزة للاستخدام وتحوى كمية لابأس بها من مادة "تى إن تى" لإحداث أضرار بكل من يقترب من أى إرهابى يرتدى هذا الحزام.
وتعمل القوات المسلحة الليبية على تمشيط كامل منطقة الصابرى التى تم تحريرها من بقايا الجماعات الإرهابية، فضلاً عن تمشيط المنطقة من المفخخات والألغام التى قامت بزراعتها بكافة أنحاء المنطقة لمنع تقدم القوات المسلحة، وحذرت قوات الجيش الوطنى الليبى المواطنين من الدخول لمناطق الصابرى وسوق الحوت حتى تنتهى القوات من تمشيطها وإزالة الألغام والمفخخات التى زرعتها التنظيمات الممولة من الدوحة.
ويأتى تحرير القوات المسلحة الليبية لمدينة بنغازى بالكامل بعد أسابيع من الموقف الحاسم الذى اتخذته مصر والدول الداعية لمحاربة الإرهاب الممول من قطر، وقدمت الدوحة دعما ماليا وعسكريا وسياسيا وإعلاميا للجماعات الإرهابية التى دمرت مدينة بنغازى، متلاعبة بالألفاظ والتسميات خلال التعاطى مع توصيفات الإرهابيين الذين تطلق عليهم القناة لقب "الثوار" وهى الكلمة المطاطة التى طالما تستخدمها قناة الجزيرة فى دعم الجماعات المتطرفة التى تدعمها.
واتهم القائد العام للجيش الليبى المشير ركن "خليفة حفتر"، فى تصريحات صحفية، دولة قطر بدعم الإرهابيين وزعزعة الاستقرار فى المنطقة، مضيفاً بأنها دعمت الإرهاب بالمال والسلاح وهددت الأمن القومى العربى بسبب تحالفها مع الإرهاب وتمويله، كما أنها أساءت إلى محيطها الخليجى وامتدت الإساءة البالغة حتى بلغت ليبيا، مؤكدا ان الدوحة ترتبط بشكل مباشر مع جماعة الإخوان الإرهابية والجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم أنصار الشريعة وداعش فى ليبيا.
وأعرب القائد العام للجيش الوطنى الليبى عن استياءه من سعى قطر المتواصل فى ضرب واستهداف الجيش الليبى والقضاء عليه، مؤكدا ان الدوحة تهدد الأمن والاستقرار فى ليبيا والعالم العربى.
وأنفقت الدوحة مليارات الدولارات للقضاء على عملية الكرامة التى يقودها حفتر لدحر الإرهابيين فى الشرق الليبى، ودعمت عمليات "فجر ليبيا" التى أطلقت نهاية عام 2014، وسهلت الدوحة كميات كبيرة من الأسلحة لدعم مقاتلى فجر ليبيا عبر مطارات فى الغرب الليبى، وتقديم الاستشارات العسكرية عبر ضباط قطريين قدموا دعما لوجيستيا لتلك القوات.
وتعد قطر المسئول الأول عن الانقسام السياسى والعسكرى الذى يضرب ليبيا، إضافة لرفضها بناء جيش وطنى ليبى قوى فى البلاد وعززت تواجد الميليشيات والكتائب المسلحة ولا سيما فى الغرب الليبى، ما أدى لإحداث فوضى فى العاصمة طرابلس وعدد من مدن الغرب الليبى.
وشكلت الدوحة تحالفا بين الجماعات الإرهابية المتطرفة فى مدن بنغازى ودرنة وعلى رأسها سرايا الدفاع عن بنغازى مع جماعة الإخوان المسلمين التى تسعى لفرض رؤيتها السياسية فى البلاد وتنفيذ الأجندة التى طرحتها المخابرات القطرية، وتورطت فى مجازر ضد مدنيين وعسكريين ليبيين وفى مقدمتها مجزرة براك الشاطىء التى وقعت منذ أسابيع فى الجنوب الليبى، وقدمت الدوحة عدد كبير من العربات الحديثة والأسلحة المتطورة وشكلت غرفة قيادة فى مدينة الجفرة لدعم عمليات الإرهابيين.