لقاء طال انتظاره بين الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلاديمير بوتين، بعد عام صعب من الاتهامات التى لاحقت روسيا بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية عام 2016 للحيلولة دون فوز المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، فضلاً عن اتهامات لمسئولى حملة ترامب بوجود اتصالات مع موسكو فى هذا الصدد.
والتقى ترامب وبوتين، أمس الجمعة، على هامش قمة دول مجموعة العشرين فى مدينة هامبورج بألمانيا، ووسط أجواء من الود سادت بين الرئيسين حتى أن اللقاء إمتدت لأكثر من ساعتين، وهو وقتا اطول كثيرا مما كان مقررا له حتى أن بعض الصحف الأمريكية ذكرت أن السيدة الأمريكية الأولى، ميلانيا ترامب، ذهبت لتلقى نظرة عليهم لحثهم على ختام اللقاء.
اللقاء على الرغم من أنه لم يسفر عن الكثير فيما يتعلق بالقضية الأساسية بين روسيا والولايات المتحدة الخاصة بالقرصنة الروسية خلال الانتخابات، حيث تنصل بوتين من مسئولية بلاده عن الهجمات الإلكترونية التى استهدفت أجهزة اللجنة الديمقراطية والبريد الإلكترونى لكلينتون عندما واجهه نظيره الأمريكى، إلا أنهما أحرزا تقدما مبدئيا نحو الحد من سفك الدماء فى الحرب السورية المستمرة منذ نحو 6 سنوات.
وقال وزير الخارجية الأمريكى، ريكس تيلرسون، إن الإتفاق قد يكون مقدمة لتعزيز التعاون فى سوريا. وقال نظيره الروسى سيرجى لافروف ان الولايات المتحدة وروسيا "وعدتا بضمان ان تتوافق جميع الجماعات هناك مع وقف اطلاق النار" الذى سيبدأ سريانه اليوم وتتولى القوات الروسية تنسيقه مع الولايات المتحدة والاردن.
وترى شبكة "سى.إن.إن"، إن سوريا ستكون اختبار للتعاون فى المستقبل بين البلدين. ودعا تيلرسون فى وقت سابق من الأسبوع الماضى، جميع الأطراف فى سوريا، باستثناء داعش والفصائل المتحالفة مع القاعدة، إلى "تجنب الصراع مع بعضهم البعض والالتزام بحدود جغرافية متفق عليها لنزع السلاح العسكرى وبروتوكولات لتخفيف حدة التصعيد".
وتضيف سى.إن.إن، أنه يمكن للجانبين التوصل إلى اتفاق مع الاردن لدعم وقف اطلاق النار فى جنوب غرب سوريا كمقدمة للتعاون المستقبلى فى مكافحة الارهاب. وتشير إلى أن مثل هذا التقدم مهما لترامب، لأنه يمنحه مبررا لوجهة نظره التى طالما عبر عنها في كثير من الأحيان، بشأن إمكانية عقد الصفقات مع بوتين وتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيسين بدا خلال لقائهما أنهما يرغبان فى تجاوز قضية الانتخابات الرئاسية التى تمثل مثار خلاف بين البلدين. وبحسب وزير الخارجية الأمريكى فإن ترامب وبوتين قاما بتعيين كبار المسئولين للتعاون على وضع اطار يحول دون تدخل سياسى فى المستقبل، وذلك كجزء من لجنة ثنائية تناقش ايضا مكافحة الارهاب وحل الصراع فى اوكرانيا.
وتضيف الصحيفة أن اللقاء ساده مناخ ودى بين الرئيسيين، اللذان جلسا جنبا إلى جنب وتحدثا للصحفيين قبل الاجتماع، فضلا عن أن تيلرسون قال إنه كانت هناك كيمياء إيجابية بين الزعيمين. ومع ذلك يبدو ان بوتين وترامب لم يعالجا مطالب الكرملين بان تعيد الولايات المتحدة مقرين خاصين بدبلوماسيين روس، سيطرت عليهما الادارة السابقة فى اواخر ديسمبر 2016، ردا على تصرفات روسيا فى الحملة الامريكية.
وكانت إدارة ترامب قد أشارت إلى أنها قد تعيد المقرين، التى قالت إدارة أوباما أن موسكو تستخدمهم لجمع المعلومات الاستخباراتية. لكن ترامب يواجه ضغطا من الحزبين فى الداخل لعدم تقديم تنازلات لما يعتبره الكثيرون فى واشنطن بمثابة نية عدائية على إضعاف المؤسسات الديمقراطية وتقلص القيادة العالمية الأمريكية.