لم يكن سطوع نجمالأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودى، كمحرك قوى ذى فكر جديد لسياسة المملكة مجرد صدفة أو محاباة لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز، بل أثبت الأمير الشاب من خلال تحركاته السياسية والدبلوماسية مدى وعيه لحجم المؤامرة التى أعدتها إحدى الدول الخليجية لتوريط السعودية فى دعم الإرهاب.
وقالت مصادر دبلوماسية خليجية رفيعة المستوى لـ"انفراد"، إن الأمير محمد بن سلمان استطاع إنقاذ الرياض من فخ نصبته قطر لها منذ نهاية عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وسخرت أموالها لدوائر الضغط الامريكية بهدف إدانة السعودية رسميا بدعم الإرهاب.
وأشارت المصادر إلىزيارة محمد بن سلمان إلى واشنطنفور تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مهام منصبه، ولقاءه مع مستشارته دينا باول، والذى كشف بحسب مراقبون تفاصيل المؤامرة القطرية ضد الرياض مبكراً، وفضح أبعاد مؤامرة قانون "جاستا" المشبوه.
وأوضحت المصادر أن قطر نجحت فى جزء من خطتها فى الإسهام بإصدار قانون "جاستا" والذى يهدف لمعاقبة الدول الراعية للإرهاب، والاستيلاء على سندات سعودية موجودة فى أمريكا تقدر بحوالى تريليون دولار، من خلال أحكام تعويضات لعائلات ضحايا حادث مركز التجارة العالمى المعروفة إعلاميا بـ11 سبتمبر بزعم وقوف المملكة وراء الهجوم الشهير.
إلا أن الدبلوماسية السعودية فى ظل رؤية الأمير محمد بن سلمان نجحت فى احتواء أزمة قانون أوباما –جاستا- ما دفع وسائل إعلام غربية كصحيفة الجارديان البريطانية ومنظمات دولية كـ"رايتس وواتش" المعروفة بتلقيها تمويلات من الدوحة بمهاجمة المملكة أكثر واتهمها بدعم الإرهاب.
وأشارت المصادر إلى أن الدوحة لم تكتف بالسعى لإصدار قانون "جاستا" بل سعت لأكثر من ذلك بكثير لتوريط الرياض فى دعم الإرهاب، حيث خطط أمير قطر تميم بن حمد، لتوريط ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، فى حرب اليمن ومن ثم الإعداد لمحاكمته أمام المجتمع الدولى، بذريعة ارتكابه مجازر بحق الشعب اليمنى، عن طريق تحريك الإعلام الغربى لتوجيه اتهامات للمملكة باستخدام قنابل عنقودية فى اليمن محرمة دوليا.
وبالفعل بدأت وسائل الإعلام القطرية وعلى رأسها الجزيرة فى تبنى حملة ممنهجة متعلقة بدعم السعودية للإرهاب، حيث زادت وتيرة هذه الحملة بعد تولى نجل الملك سلمان ولاية العهد فى المملكة.
وأوضحت المصادر أيضا، أنه عندما فطن أمير قطر لوعى الأمير الشباب وكشفه المؤامرة القطرية على المملكة، فقد سعى تميم بن حمد لتأجيج الخلافات بين "بن سلمان" والأمير محمد بن نايف ولى العهد السابق، بهدف الوقوف أمام صعود الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولى العهد. كما سعت الدوحة لـ"تأليب" شيوخ وقبائل المملكة على بعضهم بهدف زعزعة استقرار البيت السعودى.
ولفتت المصادر الى أن تحركات قطر وأميرها والتى اتضح للجميع أنها تهدف لزعزعة أمن واستقرار شقيقاتها الخليجية والوطن العربى عموما، كانت ناتجة عن أطماع خبيثة لأمير قطر فى السيطرة على صناعة القرار الخليجى، بعد المساحة التى منحتها له إدارة الديمقراطيين فى عهد أوباما، نظير خدماته الشيطانية فى تنفيذ سيناريو الربيع العربى وتمكين تيار الإسلام السياسى –الإخوان– من حكم المنطقة.
ولم تتوقع الدوحة أن ينقلب السحر على الساحر وأن تذوق من الكأس نفسه الذى سقت منه شعوب وحكومات المنطقة، فقد استطاعت دول الخليج بمساندة مصرية كشف المؤامرات التى تحيكها قوى إقليمية من بينها تركيا وإيران بمساندة قطرية إخوانية لتفتيت المنطقة، حيث أكدت المقاطعة الخليجية للدوحة مدعومة بالموقف المصرى، تورط النظام القطرى أمام المجتمع الدولى بدعم الإرهاب بالمنطقة.