فى خطوة تعكس حجم العلاقات التى تجمع قطر وإسرائيل، والتى كشف عنها الأمير تميم بن حمد صراحة فى تصريحاته المثيرة التى أدلى بها فى مطلع شهر رمضان الماضى، والتى حملت إساءة بالغة لدول الخليج، مقابل وصف العلاقات التى تربط نظامه بكل من إسرائيل وإيران بالاستراتيجية والمهمة؛ خرجت العديد من الصحف العبرية بتقارير تتحسر على الخسائر التى تكبدها النظام القطرى بفضل المقاطعة العربية.
وبعد قرابة شهرين على الأزمة بين الدوحة والدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر؛ وصفت صحيفة "ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية فى تقرير لها تميم بن حمد بـ"أمير من ورق"، مشيرة إلى أن التجربة برهنت أن الاقتصاد القطرى كان هشاً بشكل لافت ولم يتحمل الصمود أمام قائمة العقوبات التى فرضتها دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
وقالت الصحيفة فى تقريرها إن "موقف الدول العربية المواجهة لإرهاب قطر وأميرها تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى أثبت مدى ضعف اقتصاد قطر الذى خسر المليارات من الدولارات عقب المواقف الذى تبنته الدول العربية الأربعة لمواجهة قطر".
وأضافت الصحيفة: "فى الأيام الأولى بعد إعلان الدول الأربعة سحب السفراء وغلق الحدود البرية والبحرية والجوية تكبدت قطر خسائر اقتصادية فادحة تخطت حاجز 30 مليار دولار فى الأسابيع الأولى من المقاطعة، بما يعنى اعتماد الاقتصاد القطرى على دول السعودية والبحرين والإمارات التى توفر للسوق القطرى المنتجات الغذائية وهو ما دفع كلا من تركيا وإيران للتدخل سريعا لإنقاذ تميم".
وفى اعتراف بالخسائر التى تكبدها الحليف الخليجى لدولة الاحتلال، قالت "ماركر": "الاقتصاد القطرىلم يكن بالقوة المتوقعة، مثلما كان يتم الترويج له والدليل على ذلك تهاوى البورصة القطرية بعد ساعات من إعلان موقف الدول المواجهة العربية فى 5 يونيو الماضى وتراجع الريال القطرى أمام الدولار الأمريكى وهو أمر لم يحدث منذ 12 عام".
وأكدت الصحيفة على أن وقف بنوك عربية ودولية وخاصةبنك "باركليز" البريطانىالتعامل بالريال القطرى أصاب الاقتصاد القطرى بالصدمة، وتسألت الصحيفة فى ختام تقريرها إلى متى سيصمت اقتصاد قطر فى الوقت الذى تصر الدول العرببية المواجهة للإرهاب فى الاستمرار فى الضغط الاقتصادى على الدوحة.
وبعد قرابة شهرين من اندلاع الأزمة بين نظام تميم بن حمد، والدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، والتى فرضت قائمة من العقوبات مرشحة للتضاعف فى اجتماع الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، المقرر انعقاده فى المنامة، يواصل الاقتصاد القطرى النزيف، حيث تشير حسابات الأرقام بدقة إلى خسارة اقتصاد الإمارة الراعية للإرهاب ما يقدر بـ70 مليار دولار منذ المقاطعة العربية الرسمية فى قطاعات عدة بمقدمتها الطيران والسياحة وسوق المال التى سجلت إخفاقات قياسية.
وبخلاف الخسائر التاريخية التى تهدد قطاع النفط القطرى، ذكرت وكالة رويترز فى تقارير سابقة أن معدلات السيولة تراجعت 12 ضعفاً، فضلاً عن ارتفاع هامش التضخم وزيادة الأسعار لمستويات قياسية، لتتفاقم أزمات قطر وتصل إلى وقف التداول على الريال القطرى فى العديد من الدوائر المصرفية العالمية ومن بينها بنك باركليز.