من بين مسيرات احتجاجية قاصرة على النساء، حملت اسم "المسيرات الوردية" كان ظهورها الأول، اصطفت ليندا صرصور، التى تلقبها وسائل إعلام أمريكية وبريطانية بـ"الناشطة الحقوقية المسلمة"، مع مئات النساء لتكون من بين أوائل المحتجات ضد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فور إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية 2016.
ومنذ نوفمبر الماضى وصولاً إلى انتصاف عام ترامب الأول داخل البيت الأبيض، عادت "صرصور" للظهور مجددًا ليس للتنديد ضد سياسات الرئيس أو موقفه من الأقليات وأرائه فى الملفات الإقليمية والدولية، وإنما للجهاد ضد بوصفه "سلطان جائر".
دعوة ليندا صرصور للجهاد أثارت جدلًا واسعًا رصدته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى تقرير لها، ونقلت عن خطابها الذى ألقته فى المؤتمر السنوى للجمعية الإسلامية الأمريكية فى شيكاغو قبل يومين، والذى قصت خلاله قصة رجل سأل النبى صلى الله عليه وسلم عن أفضل أشكال الجهاد، فأجاب: "قول الحقيقة أمام سلطان جائر"، وتابعت : "أتمنى عندما نقف أمام من يقهرون مجتمعاتنا أن يقبل الله منا هذا كشكل من أشكال الجهاد، أننا نكافح ضد الطغاة والحكام ليس فقط فى الخارج.. ولكن هنا فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يوجد فاشية وفوقيين بيض وإسلاموفوبيين يعيشون فى البيت الأبيض، لا يوجد ما هو أعلى مرتبة من قول الحق فى وجه سلطان جائر".
وبعد إثارتها الكثير من الجدل على مدار الأيام الماضية، قالت صرصور، إنها كانت تدعو إلى معارضة سلمية غير عنيفة، إلا أن وسائل إعلام أمريكية عدة اتهمتها بحث المسلمين على شن حرب مقدسة ضد إدارة ترامب.
وقال موقع "Conservative Review" أحد وسائل الإعلام المحافظة، إن ليندا صرصور تدعو المسلمين إلى الجهاد ضد ترامب، واصفة إشارات صرصور إلى الجهاد بأنه جزء غامض بشكل خاص ومرعب من خطابها.
و"ليندا صرصور"، هى مواطنة فلسطينية أمريكية مسلمة، ولدت فى الولايات المتحدة، لأبوين فلسطينيين، وشغلت منصب رئيسة الجمعية العربية الأمريكية فى نيويورك، وهى ناشطة حقوقية، برز نشاطها فى الدفاع عن الحقوق المدنية، كما تشارك فى نقاشات حول وضع الأقليات المسلمة والعربية فى الولايات المتحدة.
ومنذ إعلان فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية أمام منافسته هيلارى كلينتون، خرجت مسيرات حاشدة فى عدد من الولايات الأمريكية للتنديد بالنتائج والتأكيد على رفضها حتى قبل أن يتسلم ترامب مهام منصبه.
ومن بين مظاهر الاحتجاج، خرجت مسيرات نسائية أطلقت عليها وسائل الإعلام "المسيرات الوردية"، والتى ظهرت فيها "صرصور" للمرة الأولى.
وسبق أن اتهم ترامب الحزب الديمقراطى وأنصار هيلارى كلينتون بتمويل تلك الاحتجاجات، متهمًا فى الوقت نفسه وسائل الإعلام الأمريكية بتبنى موقف غير محايد، وتعمد تشويهه والتحريض على التظاهر ضده.
وتراجعت شعبية ترامب بعد تسلمه مهام منصبه ، فور اصداره قرار حظر السفر الشهير الذى فرض قيودًا على دخول مواطنى دولاً إسلامية عما سواها للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذى أعقبه موجهة واسعة من الاحتجاجات.