كافة التوقعات كانت تشير إلى أن أسعار الخضروات والفواكه سترتفع بصورة كبيرة خلال الأيام الحالية بعد قرار الحكومة بخفض الدعم على الوقود عقب انتهاء إجازة عيد الفطر مباشرة، خاصة وأن هذه السلع هى أول وأكثر المتأثرين بصورة مباشرة بزيادة أسعار السولار المستخدم فى سيارات نقل البضائع.
واقع الأمر يكشف أن الأسعار لم ترتفع بل بعضها انخفض فعليا سواء فى أسواق الجملة أو التجزئة، حيث يتراوح سع كيلو الطماطم المحصول الأكثر طلبا ورواجا ما بين 2.5 – 3.5 جنيها للكيلو بحسب المنطقة، ويصل أقصى سعر لكيلو الخيار إلى 5 جنيهات للكيلو، و5 جنيها لكيلو الباذنجان فى أعلى سعر له مقابل حوالى 10 جنيهات للكيلو فى شهر رمضان.
إيناس محمد موظفة بالقطاع الخاص تقول: "فوجئت عند دخولى السوق قبل يومين بأن الأسعار منخفضة جدا وكنت اتوقع العكس اشتريت الطماطم بـ2.5 جنيه للكيلو، والخيار بـ2 جنيه للكيلو، والجزر ب،1.5 جنيه للكيلو".
محمد أبو النجا تاجر بسوق الجملة بطنطا قال أن الأسعار منخفضة بالفعل منذ نهاية عيد الفطر على عكس التوقعات التى كانت تشير إلى ارتفاعها تزامنا مع زيادة تكلفة النقل بعد ارتفاع السولار، ولكن ما حدث هو العكس.
وتابع أبو النجا أن ارتفاع درجات الحرارة كان له الفضل فى بيع الخضروات والفواكه بأسعار منخفضة، لأنه فى حالة قيام التجار بزيادة الأسعار سيقل طلب المواطنين على الشراء وبالتالى تتلف البضاعة ويخسر التاجر، ولكن طرحها بأسعار مناسبة فى ظل موجات الحرارة المرتفعة يسهم فى رفع الطلب عليها وبيعها قبل تعرضها للتلف.
ويؤكد هذا القول محسن سعد الفيومى عضو مجلس أمناء سوق الجملة بمدينة 6 اكتوبر، والذى قال لـ "انفراد" أن التراجع الكبير فى أسعار الخضروات والفواكه خلال الأيام الجارية يرجع لأن المحاصيل سريعة التلف ولا يمكن للتاجر التحكم فى الأسعار مثلما هو الشائع لأن هذه السلعة يحكمها العرض والطلب، وإذا لم يتم بيع البضاعة خلال نفس اليوم تتلف وتلقى فى القمامة ويخسر التاجر أمواله، مشيرا إلى أن أول أمس تم إلقاء كميات كبيرة من التفاح فى "الزبالة" نتيجة عدم بيعه وتعرضه للتلف.
وأوضح الفيومى أن ارتفاع تكلفة النقل يقل أهميتها فى هذه الحالة ولا تمثل عاملا أساسيا فى تحديد سعر السلعة، لافتا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أسهم فى تراجع الأسعار بصورة كبيرا خوفا من تلف البضاعة، بالإضافة إلى تراجع الطلب عليها نتيجة انخفاض القوى الشرائية للمستهلكين الذين انخفضت دخولهم.
وقال: "درجات الحرارة المرتفعة وكثرة المعروض من الخضروات والفواكه أدى لأن تباع بأسعار متدنية بأقل من تكلفة زراعتها وهذا أمر ظالم للفلاح وسيؤدى إلى تراجع الفلاحين عن زراعة كثير من المحاصيل التى عرضتهم للخسارة وانخفاض المعروض فى العروة الجديدة.. سنشهد ارتفاعا كبيرا فى أسعار السلع الزراعية خلال 3 – 4 شهور بسبب نقص المعروض المتوقع".
وضرب الفيومى مثلا بمحصول الخوخ الذى تم وضعه فى الثلاجات نتيجة تدنى سعر بيعه بصورة كبيرة جدا حيث وصل السعر إلى 1.5 - 2 جنيها للكيلو فى حين أن تكلفة جمعه من الحقل ونقله فقط تتراوح بين 1.5 – 1.75 جنيها للكيلو بدون احتساب تكلفة ومصروفات الزراعة وهو ما يشكل خسارة كبيرة للفلاحين الذى تكررت معهم هذه الخسارة فى زراعة محاصيل كثيرة جدا ارتفعت تكلفة زراعتها بصورة هائلة وانخفض سعر بيعها نتيجة ارتفاع الحرارة وكثرة المعروض مع تراجع الطلب ومنها الطماطم والبطاطس.
وطالب عضو مجلس أمناء سوق الجملة بـ6 أكتوبر، بضرورة تخفيض تكلفة الزراعة عن طريق تثبيت أسعار الأسمدة والمبيدات والبذور، حتى لا يخسر الفلاح ويتراجع المعروض من السلع الزراعية فيرتفع أسعارها بصورة كبيرة على المستهلكين.
صفوت عويس رئيس جهاز سوق الجملة بمدينة أكتوبر،قال أن الأسعار متدنية بسوق الجملة، لكن بعض تجار التجزئة يقومون برفع السعر.
وبرر تدنى الأسعار بتوجيهات الدولة وتعاون تجار الجملة لتخفيض الأسعار حتى تصل للناس بأسعار مناسبة.